رد: المقالات في الصحف 9/6
الجزيرة:الثلاثاء 09 جمادىالآخرة 1430هـ العدد:13396
طلابنا وسماسرة الدروس الخصوصية
محمد عثمان الضويحي
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد حمد المالك حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:تعقيباً على ما تنشره الجزيرة من أخبار حول الاختبارات النهائية أقول إن المتأمل لواقع بعض الطلبة والطالبات في هذه الأيام يصيبه شيء من الشفقة والرحمة على حالهم من جراء إقبالهم المفرط على الدروس الخصوصية التي يسعى أصحابها لاستغلال ظروف الطلبة أو الطالبات ونهب ما في جيوبهم خلال بضعة أيام وعلى مدار الساعة حتى أن بعض محترفي تلك الدروس حينما سئل متى يفرغ من عمله هذا؟ أجاب بعد الساعة الثانية صباحاً تقريباً!!ما الأسباب يا ترى التي جعلت هؤلاء الممتهنين لتلك المهنة الشريفة يستغلون الطلبة والطالبات الذين كان أغلبهم يغط في سبات عميق طوال الفصل الدراسي ويرون أن كسب المجاميع والمعدلات المرجوة سوف يكون من خلال بوابة الدروس الخصوصية!!أظن أن الأسباب كثيرة، ويشترك فيها الجميع سواء المؤسسات التعليمية والتربوية أو المنزل، فبالنسبة للمؤسسات التعليمية فقد تقاعس البعض منها في التشديد على منسوبيها بعدم ممارسة هذا العمل الذي يتنافى وسياسة أخلاقيات رسالة المعلم الشريفة، وعدم المتابعة الجادة لسير تعليم تلك المواد والبحث عن مكامن الخلل الذي أدى إلى الإقبال المتزايد على الالتحاق بالدروس الخصوصية!! كما أننا لا ننكر وجود فجوة بين القائمين على توجيه الطلبة وإرشادهم وبين طلابهم!! فتجد القليل من الطلاب من يعرف حقوقه والمطالبة بها عند فقدها أو تغييبها، وبالتالي يمكن تدارك المشكلة ووأدها في مهدها.كما أن الإبقاء على معلمي تلك المواد (التي تصدرت القائمة في الدروس الخصوصية) لسنوات عديدة في مدرسة واحدة دون نقلهم يكوّن بيئة خصبة للدروس الخصوصية، وكذلك يا حبذا لو تم العمل على وضع أسئلة الاختبارات أو تصحيحها لأي معلم لنفس التخصص والتعامل بذلك بكل مرونة دون انزعاج أو إساءة لهذا أو ذاك، وألا يشترط كتابة الأسئلة من نفس المعلم؛ حيث إنه اتضح أن السواد الأعظم من الطلبة الذين يقبلون على دروس التقوية الخاصة من أجل الحصول على ملخص يحتوي على بضع وريقات كفيلة بالحصول على النتائج المأمولة!!كما أننا لا نعفي المنزل من المسؤولية؛ حيث إنه لو تم التعاون بين المنزل والمدرسة والوقوف المباشر على مستوى الطالب والمتابعة المستمرة لتم تلافي الوقوع في أزمة الاختبارات وما تخلفه من إرباك وضغط نفسي على الطالب وأسرته، وكذلك القضاء على سماسرة الدروس الخصوصية بعدم وجود الرغبة في الاستعانة بهم.
|