ساعات من بدء زيارته للمنطقة
أوباما يرفض فرض القيم الأمريكية على الآخرين ويؤكد تمسّكه بحل الدولتين
.. ويعلن : علاقات الولايات المتحدة الخاصة مع إسرائيل تتطلب بعض «الحب القاسي»
الوكالات ـ واشنطن
أجواء الزيارة المرتقبة في شوارع الرياض
يصل الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم الى الرياض في زيارة تاريخية لمنطقة الشرق الاوسط تبدأ من المملكة العربية السعودية تأكيدا لاعتراف الولايات المتحدة بدور المملكة كزعيمة للعالم الاسلامي وبحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمكانة التي يتمتع بها في العالمين العربي والاسلامي وعلى المستوى الدولي. وقبل ساعات من مغادرته واشنطن اكد الرئيس الامريكي ان الولايات المتحدة لا تستطيع فرض قيمها على الدول الاخرى.. وقال "الخطورة، كما اعتقد، تكمن عندما تظن الولايات المتحدة او اي بلد كان، انه يستطيع ببساطة ان يفرض قيمه على بلد آخر له تاريخ مختلف وثقافة مختلفة". واعرب الرئيس الامريكي في حديث بثته هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) امس الثلاثاء عن ثقته بأن الولايات المتحدة قادرة على العمل لإعادة مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية الى مسارها. وتطرق الى الخطاب المتوقع الذي سيلقيه غدا الخميس في جامعة القاهرة فقال "ان خطابا واحدا لن يحل كل المشاكل" معتبرا في الوقت نفسه ان زيارته الى بلدان اسلامية "تمثل فرصة لنا لكي نعمل على ان يستمع كل طرف للآخر بشكل افضل". وقال في اول حديث لوسيلة اعلام بريطانية منذ توليه منصبه ان الولايات المتحدة "ستتمكن من اعادة المفاوضات بجدية الى مسارها"، وانه "ليس من مصلحة الفلسطينيين وحدهم ان تكون لهم دولة، لكن للاسرائيليين ايضا مصلحة في ان يستقر الوضع .. وللولايات المتحدة مصلحة في ان نرى دولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن".. مؤكدا التزام بلاده بدعم إسرائيل في نفس الوقت الذي يدفع فيه من أجل إقامة دولة فلسطينية وتجميد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية (إن.بي.آر)"لا أعتقد أن علينا أن نغير دعمنا القوي لإسرائيل .. ولدينا اعتقاد راسخ بأنه من الممكن أن تتمخض المفاوضات عن سلام .. وأعتقد أن هذا الحل سيتطلب اقامة دولتين".
واضاف في المقابلة التي نشرتها الإذاعة على موقعها امس الثلاثاء إن هذا يتطلب أيضا تجميد توسيع المستوطنات الإسرائيلية بما في ذلك النمو الطبيعي لاستيعاب أجيال المستوطنين المتعاقبة، ومن الناحية الفلسطينية
يتطلب إحراز تقدم في المجال الأمني وإنهاء "حالة التحريض التي تثير قلق الإسرائيليين الذي يمكن تفهمه".
وأوضح أوباما أن علاقات الولايات المتحدة الخاصة مع إسرائيل تتطلب بعض "الحب القاسي" ، مضيفا إن "من شروط الصديق الجيد أن يكون أمينا .
وأعتقد أنه كانت هناك أوقات لم نكن أمناء فيها مثلما ينبغي أن نكون إزاء حقيقة أن المسار الحالي في المنطقة سلبي للغاية ليس فقط بالنسبة للمصالح
الإسرائيلية وإنما الأمريكية أيضا". وكشف أوباما عن أنه سيذكر في خطابه المرتقب أن "سبب تواجدنا في أفغانستان هو بسيط جدا وهو أن ثلاثة آلاف أمريكي قتلوا.. لقد تعرضنا لهجوم على أرضنا والمنظمة التي نفذت هذه الهجمات تخطط لتنفيذ المزيد".