[صقر قريش]

الندوة : الأربعاء 10-06-1430هـ العدد : 385
ماذا نريد منهم؟
ناصر مهنا اليحيوي
لأول مرة يلتقي قادة العمل التربوي في بلادنا في مكة المكرمة وعلى بعد خطوات من الكعبة المشرفة في عهد الوزارة الجديدة . . والتي يعول عليها المجتمع كثيراً في إحداث الفرق . . ولا يمكن للوزارة الجديدة أن تنال رضا الناس إلا إذا أحدثت الفرق . . فالخروج عن النمطية والتقليدية في التعليم اصبح أمراً ملحاً بعد ان مللنا السير تحت مظلة التقليدية لسنوات عديدة . . والأمر اكبر بكثير من توفير التقنيات وتغيير المناهج . . فكل هذا لا قيمة له اذا لم نحدث الفرق في المعلم الذي هو العنصر الرئيسي في احداث ذلك الفرق . . وهذا لن يتأتى الا بتغيير النظم التي تتعامل مع هذا المعلم بدءاً من اختياره وانتهاءً بتقييم دوره . . اذاً بقي التعليم مكانك سر فلأن المعلم تنطبق عليه هذه المقو لة (مكانك سر) فلا حسن اختيار ومن قبل ذلك سوء إعداد وبعد الاختيار نظام محاسبي مفرط في الانسانية لا يؤدي الى تحقيق الاهداف في ظل إدارات مدرسية مهزوزة يتسلم عصا القيادة فيها (المعلمون) . . في ظل خوف المدير على منصبه في ظل ضعف شخصيته وسوء إعداده، إن محاسبة المقصر وبقوة وابعاد من يثبت تقصيره وتقاعسه يجب ان يحدث وبأقصى سرعة فبقاؤه يعتبر فيروساً ضاراً ينعكس ضرره على الجميع معلمين وطلاباً وأولياء أمور ومجتمعاً بأسره؟! . وأقولها وأنا واثق إن شاء الله مما أقوله أن هناك العديدمن المعلمين الذين لا يستحقون أن يقفوا بين السبورة والطلاب بسبب استهتارهم وتسيبهم وتقاعسهم . . وللأسف الشديد ان هناك ثغرات في النظام تخدمهم . . ولهذا لابد من صياغة النظام التقييمي والمحاسبي تجاه المعلمين . . وابقاء الصالح منهم وابعاد الطالح . صحيح أن المناهج مهمة . . وكذلك المباني . . ولكن أعطني معلماً متميزاً وأتركه مع طلابه تحت ظل شجرة وسيخرج لنا اجيالاً من المبدعين . وفي ظني أن منح صلاحيات أكبر لمديري التعليم سيخلق مزيداً من الابداع والتنافس بعيداً عن المركزية البغيضة التي تقتل الابداع والطموح . وأخيراً ليس مهماً عقد اجتماع وانما المهم ماذا يثمر عنه هذا الاجتماع؟ فلقد مل الناس من التوصيات التقليدية البعيدة عن القرارات المفصلية التي ستخلق الفرق، والأمل يحدونا كثيراً مع سمو الوزير الجديد الذي نسأل الله له وللعاملين معه التوفيق والسداد .
آخر السطور:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم .