[صقر قريش]

الرياض:الأربعاء 10 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 14954
معلمات محو الأمية محبطات من «الراتب المقطوع» دون تثبيت!
تحقيق– فهد اللويحق
تحدث ل"الرياض" عدد من معلمات محو الأمية اللاتي أمضين سنوات طويلة على وظيفة "العقد السنوي" دون تثبيت، أو تقاعد، أو زيادة في الراتب المقطوع، وقلن: إن الوضع مأساوي، ومحبط، ولا يعكس رغبة المسؤولين في معالجة أوضاعنا، وتقدير سنوات العمر التي قضيناها في هذا المجال، مشيرات إلى ان حياتهن الاجتماعية تأثرت من عدم تثبيتهن، كما انهن بحاجة إلى إنهاء معاناتهن التي تحملن فيها ما هو فوق استطاعتهن . تقول إحدى المعلمات"أمضيت أكثر من ثمانية عشر عاماً في تدريس محو الأمية وانا في كل عام أضع يدي على قلبي خوفا من عدم التجديد معي برغم أنني أرملة وأعيش بعد الله على راتبي، حيث لدي خمسة أطفال وهم بحاجة ماسة إلى متطلبات معيشية وملبس وأدوات مدرسية وغيرها من متطلبات الحياة من فواتير هاتف وكهرباء، والآن نحن في زمن أصبحت المادة فيه صعبة للغاية، لذلك نحن نعيش وضعا صعبا لا الترسيم أفرحونا به ولا التعيين أعطونا حقنا فيه والى الله المشتكى" . ومعلمة أخرى لم تشفع لها شهادة البكالوريوس التي حصلت عليها في أن تجد وظيفة كغيرها من الزميلات بل بقيت على نظام محو الأمية سنوات تتجرع الم الإجازات في السابق والم قلة الراتب والم الانتظار، وقالت: نحن نعاني اشد المعاناة في عدم معرفة مصيرنا لا النظام يكفل لنا حقوقنا ولا الترسيم ينصفنا ولا عملنا يثبت أحقيتنا بما نطالب به من حق مشروع . معلمة محو أمية تمتمت بكلمات آسى وحزن ثم أجهشت بالبكاء، وقالت: ما مصير أطفالي الآن، خدمتي لا تشفع لي، ولا الترسيم طالني، ولا الحق أعطي لي، وخلفي أطفال لا عائل لهم بعد الله غيري، قلبي يتحسر على هذا الوضع . . احصل على شهادة البكالوريوس من اجل تامين مستقبلي فأجد نفسي غائبة عنهم كل مساء ووضعهم في المنزل أكثر من صعب، ومع ذلك نبحث عن لقمة لهم، ثم لا خدمة تحسب لنا ولا تقاعد يمكن أن يكفي لأطفالي بعدي، ونتمنى من المسؤولين النظر في أمرنا وتحسين أوضاعنا وخصوصا أننا نملك من الخبرة ما يؤهلنا للقيام بوظيفتنا على أكمل وجه . معلمة أخرى حصلت على سنوات خبرة طويلة وهي على هذا البند، ولكن ذلك لم يشفع لها بالتعيين، بل إن التعيين يكون من نصيب من تخرجن حديثا، ولا يملكن الخبرة التي تمتلكها، وطلبت من المسؤولين النظر لخبرتهن ووضعها في عين الاعتبار عند الترشيح والتعيين . معلمة عملت في محو الأمية نحو 26 عاماً، وتحملت المصاعب، وأصيبت بعدد من الأمراض كالسكر والضغط، وتشعر بمرارة وبحزن كبير، وتقول: من ينصفني الآن، أشعروني بخبر يطمئن مستقبل أبنائي، أعطوني حقي في سنوات كثيرة عملتها دون أن أجد مردوداً يشعرني بالراحة ويشعرني بحقي المفقود . وتؤكد إحدى المعلمات على أننا لا نريد دراسة ولا نريد مناقشة، فالوضع لا يحتمل سنوات منا ضاعت ونحن نسمع الوعود والدراسات ولا نجد عملاً،إننا نطالب بحقنا ونطالب بتثبيتنا وإعطائنا الحقوق الكاملة التي كفلها لنا النظام . أم محمد تقول وصلني خبر شبه أكيد أن سنوات الخبرة والتعب والإرهاق والعمل سوف نُكرم عليها في السنة القادمة برفضنا من التعاقد المُذل، وهذا إن حصل، فإن الحسرة ستكون كبيرة علينا خاصة أننا واصلنا وتعبنا وقبلنا بالراتب الضعيف من اجل ماذا ؟ من اجل لقمة أضعها في فم أبنائي الأيتام الذين فقدوا والدهم فأصبحت أنا المعنية بهم، فراتبه التقاعدي بعد الوفاة لا يكاد يكفي لأسرتين فكيف بالله لأبنائي الذين حرمتهم الجلوس معهم والنظر إلى شكواهم والمذاكرة لهم والخروج معهم، واشتقت إلى الراحة فلم أجدها يتعبني التفكير كل يوم في صغار لا أب لهم ولا عائد مادي لهم مبلغ ( 2000 ) ريال احصل عليها من عملي الذي اهدد فيه كل عام بعدم التجديد . معلمة أخرى تقول: نأمل أن تكون هناك نظرة شفقة لنا في سنوات من عمرنا أمضيناها في التعليم، والخلاص من حالة التفكير اليومي هل يكون التجديد من نصيبي أم ابقى حبيسة البيت وسط أطفال ينتظرون نهاية كل شهر قوتهم . أم احمد تقول : والله ثم والله لولا الحاجة لما طالبت بحقي الضائع، أنا لا أطالب كما لزميلاتي في صف الدراسة بالكلية وممن وفقهن الله في وظائف رسمية، بل أطالب بمرتب ثابت وعقد طويل حتى استطيع أن أتدبر وضعي المعيشي، فكلما رغبت بشراء شيء من مستلزمات الحياة للبيت بقسط شهري أتردد لعدم معرفة وضعي الوظيفي فأحرم نفسي وأولادي من مستلزمات ضرورية لمنزلي المستأجر المتواضع .