رد: الملف الصحفي للتربية الجمعة 12/6
الرياض:الجمعة 12 جمادي الأخر 1430هـ العدد 14956
عطر وحبر شؤون وشجون .. تعليمية
هيام المفلح
عندما يضم مجلس ما عنصريْ الصحافة والتعليم تبدأ الشكاوى والتوجيهات " لماذا لا تكتبون عن كذا وعن قضية كذا .. " .. وتتعدد " الكذا " حتى تحتاج إلى صحيفة كاملة وحدها !
عندما نستمع جيداً ، نتفاجأ أن في الأوساط التعليمية - النسائية تحديداً - العديد من القضايا والمشاكل التي لا يكتوي بنارها إلا من يعايشها يومياً ، وهذا حقيقي ، لأن من كان خارج الميدان ، قد لا يقدّر حجم المشكلة كما يجب ، فمثلاً ، إذا تعطلت مكيفات فصل من الفصول ، ستتأثر عملية التعليم في الفصل برمتها في هذا القيظ اللاهب ، لكنها عند المسؤول القابع في مكتبه البارد " أمر عادي ويحصل في أي مكان "، وانظر إلى الجهد والوقت الذي ستحتاجه إدارة المدرسة حتى تجد من يستجيب لمراسلاتها المكثفة ويرسل لها عامل صيانة أو يستبدل المكيفات ؟
وتعالوا إلى المشاكل الأخرى ، كل يوم هناك تعاميم توزع ، وتعليمات تصدر، وتختلف إدارات المدارس في تنفيذها أو " تطنيشها " – حسب قوة شخصية المديرة – وخير مثال قرار " منع قطة الفلوس من المعلمات " لكن في الواقع أن المعلمات هن اللواتي يدفعن فواتير المدرسة وما تحتاجه من لوازم وحاسب آلي وصيانة ، وخادمات التنظيف ، وتزيين المدرسة ، ومن تمتنع عن الدفع - متسلحة بقرار المنع الوزاري إياه - عليها أن تحتمل انتقام المديرة من سوء توزيع في الحصص وزيادة حصص الانتظار ومهام أخرى ، هي في غنى عن تحملها فيما لو دفعت وهي ساكتة .. كزميلاتها !
أما مشكلة تكدس حصص المعلمات فحدث عنه ولا حرج ، حتى وصل عدد حصص المعلمات اللواتي يتضمن تخصصهن فروعاً كثيرة ، ما يقارب 24 حصة !
مضافاً إلى ذلك القضية الأخطر .. قضية المعلمات المغتربات ، والتي استعصت على الحل حتى الآن !
وفيما يخص طرق التدريس ، يتم إقرار طرق جديدة في التدريس وتؤمر المعلمات بتطبيقها ، بعد الاكتفاء بإخضاعهن لدورة قصيرة ، قد لا تتجاوز مدتها اليومين ، فتراهن يتخبطن فيما بين أيديهن ، يقعن عرضة للتجريب و" التخريب " ، لأن التدريب لم يراع الفروق الفردية بين المعلمات وقدرتهن على الاستيعاب والتدرب ولم يعط له الوقت الكافي .. والضحية هي الطالبة !
هذا ناهيك عن المناهج التي نسمع كل فينة وأخرى أنها تخضع للتطوير ، مقابل اموال مرصودة ، وكأننا " سنخترع " مناهج خاصة بأبنائنا تخرّج أجيالاً ما شهد لها العالم مثيلاً ؟
الشؤون كثيرة والشجون أكثر .. لكن المساحة ضاقت على اتساعها .. وآمل أن لا تضيق الصدور .
|