رد: الملف الصحفي للتربية الجمعة 12/6
الوطن :الجمعة 12 جمادي الأخر 1430هـ العدد 3171
مدارس شوهت الأمل!
راكان حبيب
ماذا ستكون حجم خسارتك لو اكتشفت أن المدرسة الخاصة التي يدرس فيها ابنك أو ابنتك لا تختلف عن المدرسة الحكومية إلا في الشكل؟ اعتدنا الحديث قبل عدة سنوات عن المناهج التقليدية في المدارس الحكومية ولم نلتفت إلى ظاهرة المدارس المرفهة.فما يحدث فيها من طرق التدريس، تعد مسألة اجتهادية بعيدة عن إدارة التعليم. وبالتالي تتساوى نتائجها مع مخرجات المدارس الأخرى.
طبعاً ليست الخسارة في قيمة الرسوم الباهظة، ولكنها في ضياع سنوات مهمة في تعلم أشياء تقليدية تُدرس (ببلاش) في المدارس العامة. فمن المفترض أن تتميز هذه المدارس عنها بتقديم إضافة من العلوم الحديثة.. وبجودة في التدريس. إلا أن مخرجاتها لا تتناسب مع رسومها الباهظة. وأمامي قائمة أسعار مدارس في جدة تتراوح بين الخمسة عشر ألفاً والعشرين ألف ريال، لو عملنا مسحاً لطلبتها وما استفادوا منه، لوجدناه ضئيلاً أمام ما يدفعه الآباء من رسوم.
ولعل هذا كافياً لفتح ملف المدارس الأهلية إن لم يكن من قبل إدارة التعليم، فمن قبل الآباء والأمهات. فبعد أن كانت بمثابة الملاذ المتطور للتعليم لجؤوا إليه هروباً بأبنائهم من ضعف المدارس الحكومية، وجدوا بعضها مجرد وسيلة للحصول على معدل مرتفع في الثانوية لحجز كرسي في الجامعات. واكتشفوا مناهجها أنها مجرد عناوين براقة لمواد مثل الكمبيوتر واللغات الأجنبية وطرق التفكير والسباحة لكن بدون مضمون وبدون مهارات.
طبعاً هناك جانب مهم من المشاكل تسببت فيه إدارات التعليم.. يتمثل في إلزام المدارس بسعودة المدرسين وهو أمر أضر بالمستوى إلى درجة كبيرة وملحوظة.فتحول التدريس فيها (بجرة قلم) من مدرسي العلم والخبرة إلى أيدي مدرسين (صغار) حديثي التخرج عديمي الخبرة. فأسهم هذا القرار الذي ربما شاركت فيه وزارة العمل في تجفيف مدرسي خبرة العشر والخمس عشرة سنة.
لا أحد ضد السعودة، فعندما تتم بغير هذه الصورة التعسفية تستحق التأييد. ذلك أنها من المؤكد قد طبقت بدون دراسة. إذ لم يتم تعيين مدرسين سعوديين لديهم خبرة محل المدرسين السابقين من أصحاب الخبرة!! ولعل في هذا التعسف ما يشجع على إثارة علامة استفهام كبيرة حول المدارس الأهلية تحفز الكشف عن أخطاء الجانب الآخر، فهناك حزمة من الأسباب نابعة من نفس هذه المدارس التي تدار بعضها بعقلية صاحب الدكان تحتاج مقالاً آخر.
|