رد: الملف الصحفي للطباعة ليوم السبت 13-06-1430هـ
الوطن:السبت 13 جمادى الآخرة 1430 هـ لعدد 3172
"الدلوخ" المخترعون
بشائر محمد
بدت في عجلة من أمرها، فتحت بريدها الإلكتروني وفي كل ضغطة زر تسمي بسم الرحمن الرحيم وكأنها تترقب شيئا ما قد يخيفها أو يزعجها، تخطت جميع الرسائل الموجهة إليها لتفتح رسالة محددة يبدو أنها هي التي كانت تنتظرها.. كانت تلتهم السطور كما يبدو من حركة عينيها ثم تعود لتقرأ من جديد، تقفل الرسالة وتفتحها لتتأكد أنها لم تكن مخطئة، ثم تطلب من إحدى الجالسات بجانبها أن تقرأ لها ما كتب فيها رغم إجادتها للقراءة والكتابة ولكن من باب (ولكن ليطمئن قلبي) ثم ما لبثت أن رفعت يديها ورأسها للسماء وهي تقول الحمد لله رب العالمين الحمد والشكر لك يارب.. السعادة التي في وجهها لا تخطئها عين من يراها. سألناها عما يفرحها لنشاركها الفرحة..
قالت قبل أن تسمع السؤال ابني أحمد المبتعث إلى أمريكا أرسل لي كشف درجاته، لم أصدق ما رأيت لكنني توثقت من الأمر.لم أعتقد أنه قادر على التفوق يوما ما، لكنه ومنذ بدايات دراسته وهو يثلج صدري بدرجاته الكاملة ولله الحمد.صمتت لبرهة.. أحمد الذي كان دائم الشكوى من معلمه في المرحلة الثانوية بسبب توبيخه الدائم له هو وزملاؤه في الفصل ووصفهم بـ"الدلوخ" و"الدلخ" في العربية هو السمين ويستخدمها العامة محليا بمعنى السمين الغبي غباء فاحشا.. فبين كل فقرة من الدرس وأخرى يخاطبهم: فهمتوا يادلوخ، وإن أجاب أحدهم إجابة خاطئة قال له أجلس يادلخ وفتح مخك. هل يعقل أن ذاك الدلخ يحرز كل هذا التقدم لدرجة أن جامعته قررت تكريمه في حفل كبير؟ نعم إنه أمر لافت للانتباه. ترى من هو المسؤول عن تعطيل أبنائنا هنا وتحويلهم إلى تحف بشرية على مقاعد الدراسة؟ ومن الذي فعّلهم هناك حتى بدأت تتفجر قرائحهم موهبة وإبداعا واختراعا؟
فهذا يقود حملة على مستوى جامعته لمساعدة المعاقين.. وآخر يرأس نادياً طلابياً وثالث يخترع جهازا يشيد به أساتذته. ورابع يحقق أعلى المراكز الدراسية. هل هؤلاء حقا هم نفس الطاقات الكامنة التي كانت بيننا ولم نحسن نحن استخراجها واستغلالها فيما يفيد؟
لعل الأمر الآن بات أكثر وضوحا.. لا عيب في أبنائنا ولا كسل أو تقاعس أو هروب من التعليم. إنما يجب أن نبحث عن مسببات الدلاخة التي اعترف بها معلم المرحلة الثانوية ومعرفة المسؤول عنها والبدء بالتخلص منها، حتى يبدع شبابنا ويبتكرون في وطنهم، وحتى تطلق أيديهم من أغلال بعض المناهج التي كبلتهم ففقدوا القدرة على الحركة والإنجاز، وحتى يؤمنوا بثقافة العمل التطوعي ودوره في خدمة المجتمع كما آمنوا بها هناك. وحتى يثقوا بأنفسهم و بالدور الذي يأمله المجتمع منهم. ليعرفوا أن وطنهم يعول عليهم كثيرا في بناء مستقبل قوي لا مكان فيه للدلوخ أقصد للضعفاء.
الاقتصادية:السبت 1430/6/13 هـ.العدد 5717
أولياء الأمور شركاء في التعليم
د.عبدالعزيز بن جار الله الجار الله
مازلت أتحفظ على الطريقة التي تتعامل بها بعض أجهزة الحكومة والقطاع الخاص مع المواطن عند صياغة بعض القرارات العامة أو الإجراءات بلغة (اليجبيات) (يجب أن) وإن كانت هذه (اليجبيات) منهجاً علمياً في صياغة الخطط واللوائح والأنظمة إلا أن المخاطبات والإجراءات اليومية دائماً تضع المواطن في درجة ثقافية ومعرفية أقل مما هو عليه ولنأخذ على سبيل المثال النماذج التي تتعامل بها قطاعات التعليم: التعليم العام، والعالي، والفني. هذه القطاعات ما زالت تتحدث مع المراجع أو صاحب المصلحة بلغة قديمة وبأسلوب (لنا اللحم ولكم العظم) كحق مكتسب وأصيل للتعليم ولهم الصياغة والأسلوب والتخطيط والتنفيذ والمواطن متلق فقط. وينسى قطاع التعليم وكما قلت التعليم العام والعالي والفني أن أولياء أمور الطلاب ممن يوجه لهم الخطاب منهم أطباء، وأساتذة جامعات، ومهندسون، وتقنيون، وأصحاب مراتب إدارية قيادية أو لديهم تأهيل ثقافي ومعرفي عال جداً. أولياء أمور الطلاب هم شركاء في العملية التعليمية في التعليم العام أو حتى الدراسات العليا لديهم خبرات تعليمية وتربوية ودخولهم شركاء في التعليم يسهل المهمة أمام المخططين في التعليم ويساعد على حل مشكلات ومعضلات كبيرة.. وهنا من الضروري أن نتدرب على إشراك المجتمع في القرار العام وأخذ رأيه في الأفكار الجديدة في ظل غياب كثير من مؤسسات المجتمع المدني التي تعطي المخطط والتشريعي أو حتى التنفيذ التوجه والمؤشر الذي يساعد على إنجاح القرار. غياب مكاتب الدراسات والاستراتيجيات والأبحاث يجعل الأمر ملحاً لأخذ رأي المستفيد من الخدمة مباشرة إذا افترضنا أن الجهات الرسمية في التعليم هي مزود الخدمة وأولياء أمور الطلاب متلقي الخدمة وجمهورها. وأن الطالب والطالبة هو المستفيد الأول من الخدمة (العميل). نحتاج إلى ثقافة مهنية جديدة تأخذ في الحسبان المجتمع والأسرة ورأي أولياء أمور الطلاب في: المناهج وأسلوب التعليم ووسائل الإيضاح والتحصيل. وتترك للأسرة حرية اختيار المنهج وأسلوب التدريس. هناك طروحات متعددة لأسلوب التعليم كان آخرها التعليم عن بعد والتعليم المنزلي (منازل) ليس في المراحل العليا من التعليم العام أو التعليم الجامعي بل في التعليم الأساسي وفي مرحلته الأولى (الابتدائي). اتخذوا هذا الإجراء حرصاً على الطالب من أن يتأثر بزملائه وخوفاً عليه وحماية له من بعض المعلمين أو (تنمر) الطلاب عليه. في أمريكا بدأت المخاوف تظهر على السطح من خلال فزع المجتمع من كثرة حوادث إطلاق النار في المجمعات الدراسية وانتشار المخدرات داخل جموع الطلاب. إذن قرار التعليم ليس قرار المؤسسة فقط وإنما قرار المجتمع والأسر وأولياء أمور الطلاب.
عكاظ : السبت 13-06-1430هـ العدد : 2911
زنازين المدارس
سعد عطية الغامدي
لو سألت أحدا عن الحرية ومعناها فإن أفضل وأدق إجابة تحصل عليها من أولئك القابعين خلف القضبان، لا يرون أحيانا من السماء إلا جزءا لا يجاوز فناء استراحتهم، ولا من الأرض إلا ما ينامون عليه في غرف محدودة المساحة والسعة.هــؤلاء منتهى الحرية عندهم هو الخروج من السجن، واستنشاق الهواء بعيدا عن الجدران الصامتة والضجيج المكرور والروتين الصارم، الذي لا يكاد يخرج عن يوم يتكرر طوال فترة السجن، حتى إن أحدهم حين خرج ذات يوم وصف الحرية بأنها أثمن ما يحصل عليه الإنسان في الحياة، بل هي الحياة الحقيقية.أمـا أن تكون الحرية هي الغياب عن المدرسة ففي ذلك دليل على أن المدرسة هي السجن لمن يكون هذا تعريف الحرية عنده، وكان التعريف على هذا النحو جاء على لسان أربعة أطفال استضافتهم مذيعة برنامج في فقرة «كلام صغار» عن الحرية، فكانت إجابتهم بعفوية وتلقائية وفي وقت واحد: الحرية .. أن لا نذهب إلى المدرسة، ثم أفاضت المذيعة في الحوار فكان هذا محور الحرية عند ضيوف برنامجها.ناقشت ما سمعت مع عدد من الأصدقاء، فإذا الحال هي الحال فيما سمعوا من أبنائهم وأقاربهم عن صغارهم، الذين يرون في الغياب عن المدرسة الحرية التي يحلمون بها.بالطبـع ليست المدرسة سجنا، لكنها في أذهان هؤلاء تلامس حدود السجن عند أولئك القابعين في السجون، مما يستدعي من المربين أن يبحثوا عن مكمن الخلل: أهو في المدرسة أم في المبنى أم في الشارع أم في المنزل أم في المربي أم في الطفل أم في ذلك كله. المدرسة بحاجة إلى المربي الذي يجعل المدرسة فضاء حرية لا زنزانة سجن، وإطلاق قدرات لا تضييق الصدور.
المدينة : السبت 13-06-1430هـ العدد : 16845
القيم التربوية في الصفوف الأولية
علي خضران القرني
* انطلاقا من حرص وزارة التربية والتعليم ممثلا فيما تصدره من آليات ومهارات تربوية تهتم في مجملها بالعناية بطلاب وطالبات الصفوف الأولية (باعتبار هذه المرحلة من المراحل الهامة في حياة الطالب او الطالبة ففيها تتغير ملامح الطفولة نتيجة التغيرات (الفسيولوجية) والانفعاليات وحب الاستقلالية).
* ومن هذه المرحلة يتضح دور برامج النشاط في اكساب الطالبات المهارات والقدرات على التعبير عن افكارهن ليكن غراسا صالحا لخدمة دينهن ووطنهن وزرع القيم التربوية في نفوسهم عن طريق برامج لا صفية تقام في بعض المدارس المتميزة يفعل دور النشاط اللاصفي فيها عن طريق المعلمين والمعلمات الملمين بأهداف بناء مثل هذه القيم وكيفية ايصالها للطلاب والطالبات وتفهم مدلولها والتعامل معها بأسلوب ترغيبي مقبول.
* وفي هذا الجانب المهم في حياة ونشأة ابنائنا وبناتنا طلاب الصفوف الأولية قرأت خبراً على صفحات هذه الجريدة قبل ايام مفاده (افتتاح مدير التربية والتعليم للبنات بالطائف (ورشة برنامج القيم التربوية لطالبات الصفوف الاولية بهدف غرس القيم والمبادئ الدينية وبناء الشخصية الاسلامية المتوازنة من خلال التركيز حاليا على ثلاث قيم هي (بر الوالدين - حماية البيئة - التعاون).
* ولاشك ان هذا البرنامج وغيره من البرامج اللاصفية يعد خطة تربوية رائدة في بابه ووسيلة داعمة لزرع القيم الفاضلة والمبادئ الحسنة بين طالبات الصفوف الاولية اللاتي هن بحاجة لمثل هذه القيم وتوعيتهن بمدلولها قولا وعملا في مرحلة تعد من المراحل الهامة في حياة الطالب او الطالبة تقبلا وتفهما لما تهدف اليه من قيم مثلى تؤسس في نفوسهن الصفات الحميدة والمزايا الفاضلة نهجا ومسيرة.
* لقد وفقت المسؤولات في ادارة نشاط الطالبات بادارة التربية والتعليم للبنات بالطائف في اعداد هذا البرنامج وورشته التي تبين كيفية تطبيقه كخطوة اولى فاعلة وهادفة في مجال النشاطات اللاصفية في مدارسنا.
* كم نحن بحاجة لمثل هذا البرنامج في عصر العلم والتقنية وعدم حصر رؤى الطلاب في زاوية من المناهج المقننة والخروج بهم الى آفاق واسعة من النشاطات الأخرى التي تفتّح مداركهم ورؤاهم في اكتساب المزيد من العلوم والمهارات (تعليما وتربية). وتنمى في نفوسهم الاستقامة والشعور بالمسؤولية وحب الوطن.
* واختم هذه العجالة برؤية مسؤول تعليم البنات بالطائف الاستاذ سالم هلال الزهراني عن هذا البرنامج ومؤداه حاضرا ومستقبلا قوله: (يساعد برنامج بناء القيم التربوية في تحقيق عائد تربوي تعليمي لجيل معتز بدينه مساهم في نهضة وطنه، وهو نواه لسلسلة من برامج القيم التربوية التي تغرس في نفوس الناشئة) وبالله التوفيق.
|