[صقر قريش]

المدينة : السبت 13-06-1430هـ العدد : 16845
تعقيباً على د. الشيباني: التعليم مظلوم ليس بظالم
صالح العبدالرحمن التويجري - الرياض
تعقيباً على ما نشرته المدينة يوم الثلاثاء 9/6/1430هـ الموافق 2/6/2009م بقلم الدكتور خضر محمد الشيباني عن التعليم وهل هو ظالم ام مظلوم تحدث عن التعليم في بلادنا ورداءته او قل رداءة مخرجاته على اختلاف المراحل من الابتدائي وحتى الجامعي مشيراً الى اعمق جروح التعليم النازفة المتمثلة في كثير من مواده مثال (الاملاء والنحو والعلوم الدينية واللغة الانجليزية) ومشيراً الى تخم الطلاب والتعليم باضافة كل ما يستجد على الحياة ويلزم تعليمه كالتوعية المرورية وترشيد الماء والكهرباء وحقوق الانسان والتربية الوطنية بطرق ارتجالية اي دون الاعداد لها مسبقاً وبوقت كاف لتمحيصها وكأننا بلد بلغت اعلى درجات التعليم وكماله ولم يبق سوى تدريس تلك المواد كملء للفراغ. وحقيقة ان التعليم لدينا مظلوم وليس بظالم التعليم لدينا لا يزال يمشي على عكاز لترهله ولثقله على الارجل حيث انه متخم بالمقررات التي تفرض على الدارسين وهي غير ذات جدوى او ليس لها مردود او انها فرضت لمجرد التضييق على الدارسين ليملوا ومن ثم يتخلى الكثير عن الاستمرار بالدراسة او اجبار الطلاب للدراسة في تخصصات لا تهمهم وانما قبلوا ذلك لمجرد الحصول على شهادة الجامعة لأن رغباتهم لم تتحقق عند اختيار المسار بسبب عوائق الدرجات سواء درجات اختبار المواد الدراسية او لاختبار القياس الذي حرم البعض من تحقيق أمنيته فمن يحصل على 99% في الرياضيات ولا يدخل كلية الطب وهي امله لانه لم يحصل على الدرجات المطلوبة في اختبار القياس ومن حصل على 99% في اللغة الانجليزية وأمله ان يصبح مدرساً لتلك المادة او مترجماً يحرم من تحقيق أمنيته لانه لم يحصل على الدرجة المطلوبة في القياس وهكذا ويحل محلهما من هو اقل منهما بعدد من الدرجات وشواهد هذا نشرت عنها الصحف مرات ومرات ويتكرر هذا المشهد كل عام هذا من جانب ومن آخر فالمعلم هو الركيزة الاساسية في التعليم اذ كان المعلم فيما قبل 1400هـ معلما ومربيا وموجها حينما كان له احترامه لدى الطلاب ومكانته العالية لدى الجهات التعليمية ولدى الاباء ايام كان للمعلم مكانته واحترامه اما بعد ان تضعضعت مكانته وزال احترامه لدى الطلاب ورخصت قيمته لدى اولياء الامور واستعلى الطالب على المعلم المربي ومد يده عليه بالضرب ومد لسانه عليه بالشتم وداس مهابته ولي الامر لدرجة الاعتداء عليه بالسب او باليد احياناً بسبب كل هذا تدنى التعليم وقل التحصيل حتى انك لو سألت خريج جامعة عن اركان الصلاة التي يقيمها يومياً خمس مرات لما استطاع عد خمسة منها ولو سألته عن حاصل ضرب 7×9 لما اجابك ولو طلبت منه قراءة قصة (نوال والهرة) لرفع المنصوب ونصب المجرور اما الخط فحدث ولا حرج فيشبه كتابة الاطباء بروشته الدواء لا يقرأها الا الصيدلاني المتمرس هذا الى جانب هضم حقوق البعض من المعلمين بتعيينهم على مستويات اقل مما تضمنه سلم رواتبهم بحجج واهية ولو كان أمير الشعراء شوقي حيا لقلب بيته الخالد من (قم للمعلم وفه التجبيلا - كاد المعلم ان يكون رسولا) الى قم للطالب وابتسم له مستسلما - كاد الطالب ان يكون المقدسا) هذا بالنسبة للتعليم العام اما عن التعليم الجامعي فللأسف فان تغطرس الكثير ممن يحمل الدكتوراة من المدرسين واستخدامهم لمختلف اساليب العنف مع الطلاب من التهديد والطرد والتوعد بالرسوب ومنع دخول الطالب المتأخر ولو ثواني الى القاعة والسخرية احيانا خاصة مع المستجدين كل هذا ضعضع قيمة الدكتور وسلب منه مكانته العلمية وتحول الى غول امام الطالب مما اوجد الاحباط واليأس لدى الطالب فتدني تحصيله واصبح دراسة من الزم نفسه بمواصلتها لاجل الشهادة والوظيفة فقط وبذا يصبح التعليم مظلوما حقاً.