الخزانة الأمريكية تخفف القيود على المنظمات الخيرية الإسلامية
سعود الفيصل: التطبيع ورقتنا الوحيدة ولن نقدمها قبل استعادة الأرض
كان (فرنسا)، الرياض، القاهرة، بروكسل، رام الله: جمال جوهر، فكرية أحمد، عبد الرؤوف أرناؤوط، الوكالات
تلقت وزارة الخزانة الأمريكية تعليمات مباشرة من البيت الأبيض بتخفيف القيود التي فرضت على المنظمات الخيرية الإسلامية في الولايات المتحدة. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ناتالي ويث إن "الخزانة" بدأت برنامجاً جديداً لمناقشة قواعد للعمل تتيح لتلك المنظمات ممارسة نشاطها الخيري القانوني بما يجنبها التورط في تقديم إعانات لمنظمات متطرفة.
وكان الرئيس أوباما قد وعد في خطابه الذي ألقاه في القاهرة بالعمل مع الجالية الإسلامية الأمريكية لإعادة المنظمات الخيرية إلى عملها الطبيعي.
إلى ذلك، أشاد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بصدق أوباما في خطابه الذي وجهه للعالم الإسلامي من القاهرة، وبكونه أكد أن الاستيطان في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية غير مشروع، وطالب الفيصل بأن تتم ترجمة الخطاب إلى أفعال.
وبشأن ما ينبغي على العرب فعله لتشجيع إسرائيل على استئناف مفاوضات السلام قال الوزير السعودي: ليس لدينا ما نقترحه على إسرائيل سوى التطبيع، وإذا قمنا بذلك قبل استعادة الأرض المحتلة فسنكون قدمنا الورقة الوحيدة بين أيدي الدول العربية.
--------------------------------------------------------------------------------
أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أنه من المهم كسر الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في فرنسا حيث يشارك في احتفالات الذكرى الخامسة والستين لإنزال الحلفاء في النورماندي في الحرب العالمية الثانية، في ختام جولته في الشرق الأوسط وأوروبا "لا أتوقع حل مشكلة دامت 60 عاما بين عشية وضحاها ولكن أتوقع من الجانبين (إسرائيل والسلطة الفلسطينية) الاعتراف بأن مصيرهما مرتبط". وقال أوباما الذي دعا إسرائيل إلى وقف كافة النشاطات الاستيطانية في الضفة المحتلة، إنه "يريد من الدول العربية أن تكون جزءا من عملية السلام. وعلينا المشاركة كذلك لأن الدول العربية مهمة سياسيا واقتصاديا. وسنحاول أن نضخ أكبر قدر ممكن من الطاقة" في العملية السياسية.
وحول إيران وكوريا الشمالية، قال أوباما إن النشاطات النووية الكورية الشمالية "استفزازية للغاية" وإن امتلاك إيران سلاحا نوويا سيكون أمرا "خطيرا للغاية".
من جانبه، أعرب ساركوزي عن "اتفاقه التام" مع خطاب أوباما في القاهرة، ومع تحذيره لكل من سيول وطهران. وقال "لطالما انتظرنا من الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها لتجنب صدام الحضارات بين الشرق والغرب".
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مقابلة نشرت أول من أمس أن الولايات المتحدة قادرة على ممارسة ضغوط لحمل إسرائيل على القبول بحل يقوم على أساس دولتين. وأضاف لمجلة "نيوزويك" الأمريكية "عليهم أن يقولوا للإسرائيليين أن يكونوا متعقلين وأن يقدموا تنازلات معقولة".
وحول ما إذا كان يتعين على واشنطن تعليق مساعدتها لإسرائيل، قال الفيصل "لم لا؟ إذا قدمتم مساعدة لأحد يحتل دون تمييز أراضي شعب آخر تتحملون جزءا من المسؤولية". وأجريت المقابلة الجمعة الماضي غداة خطاب أوباما في القاهرة وأشاد الفيصل بـ"صدق" أوباما وبكونه أكد أن الاستيطان في الضفة
الغربية والقدس الشرقية "غير مشروع". وأضاف ما ورد في الخطاب "يجب أن يترجم إلى أفعال". ورفض من جهة أخرى دعوة واشنطن إلى الدول العربية لإظهار انفتاح دبلوماسي حيال إسرائيل لتشجيع استئناف مفاوضات السلام التي تراوح حاليا مكانها. وتابع "ليس لدينا ما نقترحه على إسرائيل سوى التطبيع. وإذا قمنا بذلك قبل استعادة الأراضي المحتلة سنكون قدمنا الورقة الوحيدة لدينا".
إلى ذلك، كشف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي عن اتصالات تجريها الجامعة لعقد اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة النقاط السبع التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العالم الإسلامي الخميس الماضي في جامعة القاهرة وتنسيق التعامل بين الدول العربية حيال تلك النقاط. وقال مصدر في الجامعة إن موسى أجرى اتصالات مع الوزراء بعد الخطاب وأنه لمس تأييدا من عدد من الوزراء لعقد الاجتماع الاستثنائي التشاوري، وأن موعده لا يزال محلا للتشاور.
وفي بروكسل، تسببت مطالبة أوباما إسرائيل بوقف المستوطنات وتبني حل الدولتين في إثارة انقسام حاد داخل دول الاتحاد الأوروبي، حول استخدام أوراق للضغط على إسرائيل واللجوء إلى سياسة العقوبات من خلال اتفاقيه الشراكة والامتيازات الممنوحة لإسرائيل اقتصاديا وتجاريا. وفيما وافقت دول وفي مقدمتها ألمانيا على استخدام هذه الأوراق، رفضتها دول أخرى مثل إيطاليا وهولندا على اعتبار أن الضغوط الأوروبية يمكن أن تؤدي إلى مزيد من تشبث إسرائيل بموقفها. أما فرنسا فتحفظت انتظارا لانتهاء جولة أوباما في أوروبا.
من جهة أخرى، أعلنت مصادر إسرائيلية أن الحكومة لن يكون أمامها مناص سوى الاعتراف بحل الدولتين ولكن مع الإصرار على وجوب سماح الولايات المتحدة باستمرار ما تسميه إسرائيل النمو الطبيعي في المستوطنات، وذلك عشية زيارة المبعوث الأمريكي لعملية السلام السيناتور جورج ميتشل إلى المنطقة غدا، حيث سيلتقي برئيس إسرائيل شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيري الخارجية أفيجدور ليبرمان والدفاع إيهود باراك.