رد: الملف الصحفي للطباعة ليوم الأحد 14-06-1430هـ
الوطن :الأحد 14 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 3173
مدارس شوهت الأمل!
راكان حبيب
ماذا سيكون حجم خسارتك لو اكتشفت أن المدرسة الخاصة التي يدرس فيها ابنك أو ابنتك لا تختلف عن المدرسة الحكومية إلا في الشكل؟ اعتدنا الحديث قبل عدة سنوات عن المناهج التقليدية في المدارس الحكومية ولم نلتفت إلى ظاهرة المدارس المرفهة.فما يحدث فيها من طرق التدريس، يعد مسألة اجتهادية بعيدة عن إدارة التعليم.وبالتالي تتساوى نتائجها مع مخرجات المدارس الأخرى.
طبعاً ليست الخسارة في قيمة الرسوم الباهظة، ولكنها في ضياع سنوات مهمة في تعلم أشياء تقليدية تُدرس (ببلاش) في المدارس العامة.فمن المفترض أن تتميز هذه المدارس عنها بتقديم إضافة من العلوم الحديثة.. وبجودة في التدريس.إلا أن مخرجاتها لا تتناسب مع رسومها الباهظة .وأمامي قائمة أسعار مدارس في جدة تتراوح بين الخمسة عشر ألف والعشرين ألف ريال،لو عملنا مسحاً لطلبتها لما استفادوا منه، لوجدناه ضئيلاً أمام ما يدفعه الآباء من رسوم.
ولعل هذا كافياً لفتح ملف المدارس الأهلية إن لم يكن من قبل إدارة التعليم،فمن قبل الآباء والأمهات. فبعد أن كانت بمثابة الملاذ المتطور للتعليم لجأوا إليه هروباً بأبنائهم من ضعف المدارس الحكومية ،وجدوا بعضها مجرد وسيلة للحصول على معدل مرتفع في الثانوية لحجز كرسي في الجامعات. واكتشفوا مناهجها مجرد عناوين براقة لمواد مثل الكمبيوتر واللغات الأجنبية وطرق التفكير والسباحة لكن بدون مضمون وبدون مهارات.
طبعاً هناك جانب مهم من المشاكل تسببت فيه إدارات التعليم.. يتمثل في إلزام المدارس بسعودة المدرسين وهو أمر أضر بالمستوى إلى درجة كبيرة وملحوظة.فتحول التدريس فيها (بجرة قلم) من مدرسي العلم والخبرة إلى أيدي مدرسين ( صغار) حديثي التخرج عديمي الخبرة. فأسهم هذا القرار الذي ربما شاركت فيه وزارة العمل في تجفيف مدرسي خبرة العشر والخمس عشرة سنة.
لا أحد ضد السعودة، فعندما تتم بغير هذه الصورة التعسفية تستحق التأييد. ذلك أنها من المؤكد قد طبقت بدون دراسة .إذ لم يتم تعيين مدرسين سعوديين لديهم خبرة محل المدرسين السابقين من أصحاب الخبرة! ولعل في هذا التعسف ما يشجع على إثارة علامة استفهام كبيرة حول المدارس الأهلية تحفز الكشف عن أخطاء الجانب الآخر، فهناك حزمة من الأسباب نابعة من نفس هذه المدارس التي تدار بعضها بعقلية صاحب الدكان تحتاج مقالاً آخر.
|