رد: الملف الصحفي للتربية الاربعاء17 جمادي الأخر 1430هـ
الرياض:الأربعاء 17 جمادي الأخر 1430هـ العدد 14961
اعتراف "التربية" جاء متأخراً بعد تفاوت التطبيق بين المعلمين والمعلمات
"التقويم المستمر" يكشف ضعف الطلاب ويمنحهم النجاح في نهاية العام!
تحقيق - هيام المفلح
ردود أفعال مستغربة أثيرت هذا الأسبوع بين صفوف التربويين وأولياء الأمور إثر تصريح وزارة التربية والتعليم بوجود خلل واضح في مفاهيم وممارسات المعلّمين والمعلّمات لبرامج التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية بالمدارس . الوزارة اكتشفت أن هناك تباينا بين المعلّمين والمعلّمات في مفهوم التقويم المستمر، وممارساته، وأن عددًا كبيرًا منهم لم يستطع تبرير عدم معرفته للمفهوم الصحيح! .
الخلل ملموس
" الآن يعترفون بهذا الخلل "! . . نطقتها إحدى الأمهات التربويات باستغراب حين علمت بما نشر حول التقويم المستمر، وقالت: " أين كانوا منذ سنوات بعد تجربة البرنامج في سنته الأولى ؟، هل كنا نحتاج إلى تغيير الطاقم الإداري في الوزارة حتى نسمع اعترافاً شفافاً مثل هذا؟" . فاطمة القحطاني معلمة أقرت بعلم الجميع بوجود هذا الخلل في تنفيذ مبدأ التقويم المستمر منذ بداية تطبيقه في مدارسنا، وقالت " نحن كأمهات كنا نلمس هذا، وكذلك كتربويات، فمستوى المعلمات والمعلمين ليس سواء كما نعلم، وهناك فروقات فردية في التأهيل والإدراك، وبالتالي فإن تقييمهم لمستوى مهارات الطالبات والطلاب ليس دقيقاً " .
مخرجات متدنية
وتوافقها المعلمة " ايمان علي "، مؤكدة على أن الخلل في تنفيذ هذا البرنامج التعليمي أثمر وجود تساهل مع الطلاب والطالبات، فما عادت هناك فروق واضحة بين مستوياتهم " صاروا جميعهم مثل بعض " ! . . والنتيجة " تدني المستوى التعليمي وضعف المخرجات " . أما المعلمة "حصة " فتثير نقطة أخرى مهمة تعانيها المعلمات في المدارس من جراء الخلل في تنفيذ البرنامج، حيث أكدت لنا أن المعلمة باتت مضطرة لإنجاح الطالبات لأنها لو أعطت تقديرا غير جيد لإنجاح الطالبة في المهارة فإنها ستخضع لمساءلة من قبل لجنة إشرافية، فالمعلمة مضطرة أن تحمي نفسها من المساءلة وقد ترضخ وتنجح الطالبة رغم عدم إتقان بعض المهارات، وهذا ما يشكل عبئا ثقيلا على المعلمة ذات الضمير الحي "هل تفعل كغيرها وترتاح أم تفعل ما يمليه عليها ضميرها حتى لو تعرضت لمساءلة الإشراف؟ ضياع الأهداف
ومن جهتها أكدت المعلمة " فوزية محمد " أن الأسباب التي يفترض أن برنامج التقويم المستمر أقرّ لأجلها قد ضاعت ملامحها وسط خلل تنفيذه على أرض الواقع ، فالبرنامج أساساً وضع – حسب رؤيتها - لكي يخلص طلابنا من رهبة الامتحانات بشكلها المتعارف عليه، لذا جاء هذا البرنامج ليجعل الطالب يذاكر طوال السنة بشكل مستمر، لكن هذا لم يحدث في الواقع، لأن تساهل المعلمين في إنجاح الطلاب (المستحق للنجاح وغير المستحق) جعل الطلاب أيضاً يتساهلون في المذاكرة، فما عاد الطالب يذاكر لا في بداية العام ولا في منتصفه ولا حتى في آخره ، لأنه في النهاية " ناجح ناجح!" . وتحمد الله المعلمة " قماشة العبد الله " على اكتشاف هذا الخلل بعد هذه السنوات، فصحيح أن الثمن كان غالياً، وهو تدني مستويات أبنائنا وبناتنا الطلبة، إلا أننا نحمد الله على شفافية الوزارة الجديدة التي اكتشفته قبل أن يتم تطبيقه في المراحل المتوسطة والثانوية – وفق تصريحات سابقة للوزارة -! . وتأمل أن يتم إعادة تأهيل المعلمات والمعلمين لإتقان أساسيات هذا البرنامج لمدة كافية ، ثم العمل على تنفيذه في مراحل التعليم الابتدائي الدنيا فقط ، وإلغائه من المراحل العليا لثبات عدم جدواه ، وكذلك تأمل بتأمين بيئة تعليمية مناسبة لتنفيذ البرنامج إذ لا جدوى منه في ظل تواجد الكم الكبير من الطلاب في فصل واحد .
|