رد: الملف الصحفي للتربية السبت 20/6
الوطن :السبت 20 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 3179
المعلمون يتأثرون بالظروف المحيطة بهم
إبراهيم عثمان ــ تربوي متقاعد
يرتبط التفاؤل إجمالا بأن يحقق التعليم ما ينبغي أن يحققه، من قدرة التلاميذ على الفهم والاستشراف والبحث واستنباط الحقائق العلمية بالتجربة والممارسة بعيدا عن الحفظ المجرد من الفهم والذي ظل المعلمون يلقنونه لتلاميذهم عقودا طويلة.
ولكن هذا الهدف ما يزال بعيد المنال، وما يزال المعلمون يحاولون ولكنهم في الغالب يقصرون دون ذلك، فليس المعلمون في معزل عن الظروف المحيطة التي لا تنتصف لهم في مقدارهم ولا في معاشهم، ولا يستطيعونه بجهودهم الشخصية والأكاديمية التي تجعلهم يحسنون تطوير عطائهم وفق مناهج علمية حديثة في ظل مناهج مكرورة هم درسوها منذ كانوا طلاباً.
وينسحب القول في هذه المسألة المحدودة كالعادة حتى ليفضي إلى المطالبة بالإصلاح الشامل، وينفرط عقد المناقشة إلى توصيات وملاحظات تستغرق المناهج والكتاب المدرسي وطريقة التعليم وأسلوب المعلم، وخطة الموجه، وطريقة التقويم واستثمار الوسائل التعليمية الحديثة إلى آخر هذه التوصيات والمقترحات، ولا يكاد يتحقق من ذلك شيء، ويكاد كل شيء يبقى على حاله، إلا محاولات تتكسر دون أن تشكل تياراً ومظاهر جريئة تزحف ببطء تتراءى بين حين وآخر.
ولا ريب أن هذه المسألة لا تنفك أبداً عن تلك الجوانب، ولكن نجاهد في هذا السياق – أن نخرج من هذه الحال التي تكاد تنتهي إلى المعادلة بين الطموح إلى تحقيق كل شيء والخروج من ذلك بلا شيء.
والأمل معقود على مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم الذي أولاه - حفظه الله - كل عناية واهتمام وبذل في سبيل ذلك الجهد والمال وأوفد المبتعثين إلى بلدان العالم، وفتح الجامعات في جميع مناطق المملكة، ويقيناً أن هذه الجهود وهذه الأموال الطائلة التي بذلت في تطوير التعليم ستؤتي أكلها بإذن ربها تعليماً مطوراً مبنياً على قواعد ثابتة تدفع الوطن دفعاً إلى مواكبة العالم الأول كما هو المأمول.
الوطن :السبت 20 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 3179
مواهب مهددة بالانقراض
عبدالرحمن الشلاش
الموهوبون كنوز وثروات، لأن نسبتهم في أي مجتمع إنساني لا تتجاوز 3% في أحسن الأحوال.. وهذا يعني أن من بين كل مليون طالب يوجد على الأكثر ثلاثون ألفا..وهو عدد قليل جدا نسبة لأقرانهم ذوي القدرات العادية.
وإذا طبقنا هذه النسب ذات الأساس العلمي على مجتمعنا فسنجد أن أعداد الموهوبين والموهوبات السعوديين لا تتعدى في أفضل الظروف ربع المليون من بين أعداد الطلاب في مراحل التعليم العام.. ومواهب هؤلاء في ظل الرعاية الضعيفة والميزانيات الشحيحة في الوقت الحالي ستكون عرضة للفناء والانقراض ليخسر الوطن ثرواته وكنوزه.
ما خصصته وزارة التربية والتعليم من ميزانيات في الأعوام الماضية وحتى العام الحالي لا يمكن بحال أن يرعى تلك المواهب ويعدها إلى الحد الذي يجعلنا نتفاءل بأجيال قادمة تقودنا إلى ميادين المنافسة العالمية..مخصصات مالية ضعيفة جدا تصطدم بكل العقبات التي يضعها المتنفذون على السياسات المالية في الوزارة والإدارات التعليمية..وتقف الإجراءات الإدارية المعيقة والمحبطة عثرات في سبيل صرفها على البرامج المختلفة.
ما يقدم من برامج حاليا وفي كل المناطق التعليمية من خلال مراكز الموهوبين ..أو برامج الموهوبين المدرسية لا يخدم أكثر من 10%من الطلاب الموهوبين..ويبقى 90%خارج نطاق الخدمة حتى إشعار آخر..فالبنية التحتية المعدة للموهوبين ضعيفة وهشة..والمدن الكبيرة مثل الرياض وجدة والدمام لا يوجد في كل واحدة منها سوى مركز واحد فقط محدود الإمكانات والتجهيزات.. مع قلة الدورات المقدمة لمعلمي الموهوبين لتأهيلهم وإعدادهم.. وندرة الفرص المتاحة أمامهم ليرتقوا بمهاراتهم وقدراتهم..وانعدام الحوافز المالية.
ومازال هناك من يرى ((وللأسف)) أن العناية بالموهوبين ورعايتهم وإعدادهم ترفا لا لزوم له.. ومضيعة للوقت والأجدى في نظرهم الاستمرار والمضي قدما في برامج التعليم التقليدي وهو ما يوضح أن ثقافة الموهبة مازالت في أدنى مستوياتها وربما تحت الصفر في أحوال كثيرة.
أملنا أن نجد الحلول في ظل الواقع الجديد.. مع دعم الميزانيات المخصصة للموهوبين..ورفع أرقامها إلى عشرة أضعاف الميزانيات الحالية..ووضعها في بند مستقل عن البنود الأخرى الخاصة بالنشاط والتوعية والإرشاد الطلابي.
|