رد: الملف الصحفي للتربية السبت 20/6
الوطن :السبت 20 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 3179
يا شماتة أبلة زازا
بشائر محمد
ترى هل خطر على بال ذلك الطالب المظلوم عندما دعا (أشوف فيكم يوم) على أساتذته الذين تسببوا في رسوبه في أكثر من مقرر، هل خطر على باله أن هذا اليوم متحقق الوقوع وبهذه الصورة؟ حتى إن هذا الطالب تذكر نفسه حينما كان يتوسل إلى أساتذته لإعادة الاختبار وهو يرى جموع المعلمين تستعطف الوزارة لإعادة الاختبار مرة أخرى.
لكن قبل أن يستثمر اختبار القياس الذي أخفق فيه 7400 معلم من أصل أربعة عشر ألف معلم استثمارا سيئا فسيصبح المعلمون مثار تندر وسخرية بين جميع أصحاب الوظائف المختلفة، وأعتقد أن كل معلم وصلته رسالة على إيميله أو جواله تقول في مضمونها "فشلتونا الله يفشلكم".
قبل أن يحمّل المعلم المخفق جريرة فشل التعليم ورداءة المناهج وعشوائية العملية التعليمية دعونا نتوقف عند بعض الأمور التي يجب النظر إليها بصدق وموضوعية.
هؤلاء المعلمون الذي أخفقوا في الاختبار أليسوا نتاج عملية تربوية فاشلة ومعقدة بامتياز رسمت لهم أفقهم ولونت مداركهم وتبنت نظرتهم للكون والحياة من حولهم وشكلت لهم ثقافاتهم؟ لذلك فمن غير المنطق أن نخضعهم لاختبار يستمد معلوماته من خارج هذه المنظومة من المعارف التي أعطيت للمعلم، فكأنه اختبار من خارج المنهج.
فمن أين لهذا المعلم حديث التخرج بمعارف ومعلومات لم يلقنها له معلموه من قبل؟
ثم إننا لا نعرف شيئا عن طبيعة هذه الأسئلة القياسية وهل هي أسئلة تعجيزية أم إنها أسئلة تقيس بالفعل مكونات ثقافة ومعرفة هذا المعلم وذاك، لذلك إن أردتم تطوير التعليم الذي يعد المعلم أحد ركائزه المهمة فلتكن البداية بتغذية هذا المعلم بأهم روافد المعرفة وتطوير المهارات وتحديث الأساليب التربوية التي يستخدمها، ثم.. يتم اختباره فيها حتى يكون الحكم عادلا ومنصفا، ولعلي أرى أهمية تطبيق هذه الخطة مع من هم على رأس العمل من المعلمين قبل غيرهم، فلدينا فئة منهم أصبحوا يمارسون عملهم كالببغاوات تماما لا تجديد ولا تطوير ولا ابتكار، كل ما يقومون به ترديد نفس الكلام الذي حفظوه قبل عشرات السنين في كل فصل دراسي، وإن كلفوا بعمل ما يخرجهم من نمطيتهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بحجة أنهم من ذوي الخبرة والمكانة التي يجب أن تراعى فيما يسند إليهم من أعمال.
والمطلب الأكثر إلحاحا من هذا وذاك هو أن تطبق هذه السياسة على أساتذة الجامعات أو الذين يسمونهم طلابهم بالديناصورات فسنة بعد سنة وعقد بعد آخر ولا تميز أو جديد يذكر في العطاء سوى التشبث بالكراسي أكثر خوفا من الانقراض.
نحن مع غربلة المعلمين والمعلمات بدون تمييز أو عنصرية بدءا بأساتذة الجامعات ووصولا إلى معلمي المراحل الابتدائية.. وذلك بعد إقامة الدورات التطويرية والتدريبية المطلوبة.
الوطن :السبت 20 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 3179
معركة القبائل داخل المدارس!
تركي الدخيل
يولد الإنسان وهو لا يعرف عن العالم سوى بيته وقريته وقبيلته، ويتدرّب منذ الصغر على أن قريته هي الأجمل وقبيلته هي صفوة أعراق البشرية لكن التراكم والوعي والسفر والمخالطة والخروج من شبابيك البيئة الصغيرة، إلى أبواب العالم الكبير، يجعله يعرف أنه فرد من بين الأفراد وأنه كائن حي بعيداً عن كل تصنيف أو فخر أو تمجيد. تذكرت تلك الحكمة البالغة وأنا أقرأ خبر صحيفة الوطن المنشور في 10 يونيو 2009 عن معركة نشبت داخل مدرسة بين أفراد من قبيلتين!
يقول الناطق الرسمي للإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الليث حامد بن عوض الإقبالي: "إن شرارة المشاجرة انطلقت حين تشابك طالبان في المرحلة المتوسطة ينتميان لقبيلتين مختلفتين الأمر الذي جعلهما يطلبان المساندة من أقاربهما لتتسع دائرة الشجار الجماعي وتشمل 14 طالبا تعرض 5 منهم لإصابات طفيفة. وقد سارع إثر ذلك الطاقم الإداري والتعليمي بالمدرسة إلى التدخل لفض الشجار".
الخبر يوضح أن المعركة القبلية نشبت داخل "صرح تربوي" وهو المدرسة، ويوضح أن المعارك المدرسية كثرت وتعددت ولا يمكننا نسيان أحداث ضرب المعلمين وتشويه سياراتهم بالكسر أو بالألوان، فهم يدخلون في معارك وفي صدامات محتدمة ومستمرة، وهي اعتداءات قال كاتب خبر الوطن إنها "ازدادت بشكل ملحوظ حيث تعرض معلم في جدة للضرب من قبل 4 أشخاص مجهولين يوم السبت 6-6 فيما أطلق شخص النار على معلم داخل إحدى المدارس بالعاصمة المقدسة أول من أمس الاثنين 8-6 فأرداه قتيلا بعد نقله إلى المستشفى"!
قال أبو عبد الله غفر الله له: من المؤكد أن برامجنا التعليمية لم تؤسس لانتماء وطني حقيقي يخفف من غلواء الانتماءات العنصرية أو القبلية أو حتى المذهبية، تلك التي تهدد استقرار صروح التربية، بل حتى شموخ الوطن ووحدته، واسألوا مدننا وشوارعنا، فنحن نعلم أنها أزمة وصلت حتى إلى بعض المساجد، حيث تتكدس في بعض الأحياء تكتلات غريبة لا تنم عن روح وطنية ولا عن انتماء ديني حتى، بل إن هناك من يصف المسجد الذي يصلي فيه التكتل الآخر... بأنه "مسجد الضرار"!
|