رد: الملف الصحفي للتربية السبت 20/6
المدينة :السبت 20 جمادى الآخرة 1430 هـ
مهم ماذا تتعلم..الأهم من الذي يُعلم
أ. د. عبدالعزيز رادين
تتبارى الأنظمة التعليمية المعاصرة في إعداد طلابها (للعلم والحياة) بما يتلاءم مع احتياجاتها الفعلية.. التي تم تحديدها في الخطط التنموية.. ضمن مخطط تربوي تعليمي شامل يستشرف آفاق المستقبل القريب والبعيد.. بكل تحدياته العلمية.. والفكرية.. والحضارية.. ويضع هذا المخطط في اعتباره المتغيرات المجتمعية.. والاقتصادية والديموغرافية.. وحاجات المجتمع من وظائف ومهن وكذلك رغبات الطلاب.. وحاجتهم.. اما لتعليم متوسط أو طويل الأمد مع إمكانية توظيف أي منهما في سوق العمل والإنتاج.. محلياً وحتى خارجياً.
* المعلمون هم الذين يقودون أبناءنا في رحلتهم نحو الغد.. ونعتمد عليهم كثيراً بعد الله.. في صناعة أجيال المستقبل.
* والكل يقر بأن المعلم هو محور رئيس في العملية التعليمية لهذا فإن نجاح تطبيق أي رؤية تربوية تعليمية شاملة يعتمد كثيراً على وجود المعلم الكفء المتميز مهنياً.
* وإذا أقررنا بأن كل مهنة يلزمها الكثير من الاستعداد النفسي والعملي.. وقدر من الموهبة والمعرفة.. والتدريب المستمر.. لممارستها.. لأدركنا كم تعاني مهنة التعليم.. عندنا.. من خلل.. وقصور.. ففي غياب الشروط والمعايير الموحدة.. وغياب الامتحانات الحقيقية اللازمة لتحديد القدرات المهنية.. أقدم كثيرون على هذه المهنة باستخفاف.. وليس لديهم من دافع سوى الرغبة في الأمان الوظيفي والراتب المجزي.. والترقي الاجتماعي.. في حين أنها أخطر وأنبل مهنة يمكن أن يؤديها الإنسان خدمة لدينه ووطنه.. لأن الخلل والقصور في أدائها.. له آثار مدمرة على حياة الفرد والمجتمع واقتصاديات البلاد واستقرارها الاجتماعي وأمنها السياسي.. لهذا فإن الدول تحرص كثيراً في اختيار المعلم.. فتُخضع المتقدمين لهذه الوظيفة الهامة من الحاصلين على درجة (البكالوريوس) من كلية تربوية.. لامتحانات عديدة تبين قدراتهم المهنية.. ونضوجهم الفكري والنفسي والاجتماعي..
فالمعلم ليس ملقناً للعلم فقط.. ولا هو حافظ للنظام والانضباط داخل الفصل.. بل هو أكبر من ذلك بكثير.. فعليه مسؤولية التعامل المتحضر مع طلابه يربيهم ويعلمهم ويأخذ بأيديهم ويطلق فيهم طاقاتهم الإبداعية.. ويزرع في نفوسهم الولاء وحب الوطن.. ويكون لهم القدوة الحسنة في الأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية الراقية.. هذا هو المعلم الذي يمكن معه.. نجاح أي رؤية تربوية تعليمية شاملة..
* لهذا يجب أن تكون هناك سياسة جديدة للقبول بكليات التربية التي تخرج المدرسين يخضع فيها المتقدم لاختبارات قبول دقيقة ومقننة للتأكد من صلاحيته للعملية التعليمية.. ومن ثم بعد التخرج يخضع المتقدم لوظيفة معلم.. للامتحانات اللازمة لتحديد قدراته المهنية.. وثقافته التربوية التي اكتسبها خلال فترة دراسته..
أما المعلمون الحاليون.. فعلينا العناية بهم اجتماعياً ومهنياً ومواصلة تدريبهم وإعادة تأهيلهم.. بشكل مستمر.. من خلال عقد الدورات والندوات وورش العمل المتخصصة في شؤون التربية والتعليم
|