رد: الملف الصحفي للتربية الاحد 21/6
الجزيرة:الأحد 21 جمادىالآخرة 1430هـ العدد:13408
تعليم21 مختبرات تعليمية متنقلة
د. عبدالعزيز العمر
لا يوجد ما هو أخطر على مستقبلنا من أن يتحول تعليمنا إلى مجرد تنظير وحشو لفظي، وعندما يحدث هذا فلن يجد طلابنا في التعليم أية متعة أو معنى أو صلة بحياتهم وباهتماماتهم الشخصية، حينها يصبح المعلم شخصاً مملاً بالنسبة للطالب، بل إن المدرسة والتعليم برمته يتحول عندئذٍ بالنسبة للطالب إلى تجربة مكروهه وعديمة النفع. تداعت إلى ذهني هذه الأفكار وأنا أرى بعض مدارسنا تعوزها التجهيزات المختبرية التي تساعد معلمي العلوم على تقديم منهج العلوم للطلاب بصورة أمينة وفعالة وصادقة. وتبدوا هذه المشكلة أكثر وضوحاً في مدارس القرى والأرياف حيث لا تتوفر التجهيزات المختبرية بصورة مرضية. وللتغلب على هذه المشكلة فكر التربويون في تجهيز معامل متحركة، وهي عبارة عن باصات كبيرة تتجول بين المدارس وفق جدول محدد. هذه الباصات مزودة بمصادر للماء والغاز والكهرباء وأجهزة الحاسب، كما أنها مزودة بثلاجة وموازين وميكروسكوبات وأدوات علمية أخرى وفني صيانة. الحاجة إلى تنفيذ فكرة المعامل المتحركة تبدو مجدية عندما نعلم أن الفكرة سهلة التنفيذ وأن بعض مدارسنا لا يتوفر بها مختبرات.يا صانعي قرارنا التعليم أرجوكم أن تغيّروا وتصلحوا الواقع الحالي لتدريس العلوم في مدارسنا، فبدون ذلك سيطول ليلنا في العالم الثالث.
الجزيرة:الأحد 21 جمادىالآخرة 1430هـ العدد:13408
تكريم سنوي للمعلمين والمعلمات المتميزين
قرأت في عدد جريدة الجزيرة رقم 13398 وتاريخ 11 جمادى الآخرة 1430هـ في صفحة (متابعة) مقالة مضمونها قيام مدير إدارة التربية والتعليم بالدوادمي مشاري الرومي بحصر المعلمين الذين لم يتغيبوا منذ بداية العام لتكريمهم، لكن سؤالي: لماذا الوزارة لا تتبنى هذا القرار وتقوم بتعميمه، حيث يتم كل فصل دراسي بحصر الأسماء في كل منطقة ومحافظة تعليمية ممن لم يتغيبوا وترسل الأسماء إلى الوزارة، ويكون تكريمهم من الوزارة، ويكون الحفل قبل نهاية العام، ويا حبذا لو يكون مع الحفل الخاص والختامي للأنشطة الطلابية تدرج فقرة تكريم المعلمين المتميزين، ويقوم بتسليم هذا التكريم نيابة عن الوزارة المدير العام للتربية والتعليم بكل منطقة؟ لأن الكثير من المعلمين لم يتغيبوا منذ سنوات لحرصهم على مصلحة الطلاب أولاً حيث قدموها على مصالحهم الشخصية وظروفهم العائلية؛ فهناك معلمون أصابهم الإحباط بمساواتهم بمعلمين كثيري الغياب.الأمل من وزارة التربية والتعليم ملاحظة هذا الرأي.
صالح بن غدير سالم الشراري - طبرجل
عكاظ : الأحد 21-06-1430هـ العدد : 2919
أبناؤنا والاختبارات
علي بن سعد
إنك تستطيع أن تقود الحصان للنهر لكن ليس بوسعك إجباره على الشرب. نفس الشيء يمكن أن يقال عن أبنائنا الطلاب والطالبات، فمن اليسير توجيههم أو حتى إلزامهم على مسك الدفاتر وإمعان النظر في الكتب، لكنك لن تستطيع إجبارهم على التحصيل والاستيعاب الفعلي. مادمنا قد اتفقنا على أن معانقة الدفاتر واحتضان الكتب لايعنيان الاستذكار وليسا معيارا للتحصيل. وبمناسبة قرب الاختبارات سنتناول أحد أهم المحاور إن لم نقل الأهم على الإطلاق بوصفه قوام تكريس الاستذكار والتحصيل، وبالتوازي نقد بعض السلوكيات المغلوطة التي تتنافى وأبجديات التدابير والسبل القويمة للتعليم واكتساب المعرفة بشكل عام ومستدام.بادئ ذي بدء كلنا يعلم أن كل عمل يقوم به الفرد وراءه دافع معين وكلما كان الدافع قويا أي يحقق أكبر قدر من الإشباع كان الإقدام أقوى ومحصلة الإنجاز أكبر وأفضل. وتجدر الإشارة إلى أن الحافز لايعني بالضرورة تحقيق فوائد ومكاسب فقط.. فقد يكون تجنب الضرر وكف الأذى عن الذات من أكبر الحوافز. وبمقتضاه يصبح من المفيد في هذا المنحى استخدام الحوافز أو الدوافع المزدوجة في آن كونها أكثر تأثيرا وفعالية. لكن قبل أن نستطرد يجب أن نتفق على الجوانب الأكثر تحفيزا للطالب، وأحسب أن الجانب المعنوي أقوى الدوافع أو يفترض أن يكون كذلك أي يجب أن نرسخه في أبنائنا، فمن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون التحفيز المادي للأبناء وربطه بالنجاح أو التفوق كالوعد بالسفر أو تقديم الهدايا والمكافأة.. ومكمن الخطأ في هذا السلوك هو تجاهل أو عدم الاهتمام بالقيمة المعنوية وتحقيق الذات للطالب أو الطالبة. وما لذلك من تبعات قد لا يستشعرها الطلاب راهنا لكنها بالتأكيد سوف تستمر معهم وتصبح من أخطر المعوقات لتحديد مسارهم وتوجههم.فيجب أن نغرس في أبنائنا أن النجاح والتفوق يحققان الرضا والاعتزاز والافتخار بالذات، وأن ما يحققه الطالب من درجات هو مكسب له ورصيد لمستقبله العلمي والعملي ويجنبه في الحين نفسه الإحساس بالدونية من قبل أقرانه (الدوافع المزدوجة). وفي الحيز ذاته لا يفوتني التنويه ببعض المآخذ أو سلبيات التحفيز المادي.. فمثلا عندما يعد الأب أبناءه بالسفر لقاء النجاح، لنفترض أن أحدهم قد أخفق.. هل يلغي السفر ويحرم الآخرين!. وإذا سلمنا جدلا بحدوث ذلك أليس في ذلك إجحاف وإخلال بالوعي بالنسبة للذين حققوا النجاح. وفي حال تحقق السفر يعني أن الجميع تساووا في الحافز وهذا بطبيعة الحال يفقد الحافز بريقه وأهميته أو لنقل مصداقيته.. ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الهدايا والمكافأة فمن غير المعقول ولا من الإنصاف في شيء أن يمنح من نجح ويحرم الآخر لمجرد أنه لم يوفق، وإن حصل ذلك أي كان الأب حازما ولا يتراجع في كلامه! فليعلم أن تداعيات ذلك أكثر ضررا لناحية الجانب النفسي. وعودة للسفر فلنفترض تأجل السفر لأي سبب أو طارئ وحتى لو تم ذلك فما هي إلا أيام وتنقضي فترة السفر ويفقد الحافز متعته. وبالتالي ينحسر وهج الدافع تدريجيا. ما نريد قوله هو أن عامل الديمومة والاستمرارية هو الأهم والأجدى بل والأكثر إشباعا، وتلك لا تتوفر إلا في الجانب المعنوي سالف الذكر. فيكفينا أن نعلم أن هذه القيمة تشكل الوسيلة والغاية في آن. ليس المقصود هنا إلغاء السفر والهدايا وإلغاؤهما من أجندة الأسرة.. بل فليكن.. ولكن بدون وعود أو ربط، بمعنى انتفاء العلاقة «الشرطية» لتصبح تلك المعطيات ثانوية وغير ذات صلة بالنجاح والتفوق.
|