رد: الملف الصحفي للتربية الاحد 21/6
عكاظ : الأحد 21-06-1430هـ العدد : 2919
التعليم والابتكار وأوباما
د. عبدالعزيز معتوق حسنين
كان يوم الخميس الرابع من شهر يونيو لعام 2009م يوما تاريخيا، فمنذ أن بدأ باراك حسين أوباما سعيه وراء الحصول على الأصوات في انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وعد العالم أنه سوف يخاطب العالم العربي المسلم من منبر دولة مسلمة في أول مائة يوم إذا تم فوزه بالرئاسة، فأوفى بوعده وتأخر 14 يوما بعد المائة. ومن ضمن ما شعرت به في خطبته التي ظلت 54 دقيقة، هو أنه استشهد بكتاب الله عز وجل ثماني مرات، وأخص هنا ما استشهد به عن ديننا الحنيف عن التعليم والابتكار، فقد قال في خطبته: الإسلام يحمل نور التعليم والابتكار الذي مهد الطريق للعالم في التطوير والإنجاز ، وقد أنار الإسلام للعالم مسيرتهم فكان التعليم والابتكار هو الذي طور علوم الجبر وأدوات الملاحة، وقد أولج المسلمون في مجالات علوم الهندسة والزراعة والطب ومعالجة الأمراض وفنون التأمل السلمي. في رأيي، أن الابتكار يعتبر دليلا ودلالة على جودة التعليم، وفي هذه الحالة، فإن نماذج عامة من التعلم وتطوير طرائق التدريس والاطلاع على تطوير استخدامات جديدة وأساليب حديثة للتدريس وتدريب المعلمين، وتشجيع الابتكار التكنولوجي في المدارس والجامعات لتحقيق النجاح والجودة. وعلى هامش حديثنا أشير إلى أن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أعلنت عن إطلاق جائزة مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم، التي تعد من أهم أنشطة المؤتمر المقرر إقامته خلال شهر نوفمبر القادم في الدوحة، ويتناول مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم، أهم التحديات التي تواجه التعليم على المستوى العالمي خلال القرن الواحد والعشرين، ويمنح مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم جوائز خلال دورته الأولى عام 2009م، لتكريم المشروعات والمبادرات والأدوات والممارسات المبتكرة في مجال التعليم، التي ساهمت في دعم التعاون التعليمي المتبادل على المستوى الدولي، ويقدم المؤتمر جوائز لستة إنجازات ملموسة في مجال التعليم على المستوى العالمي من خلال ثلاث فئات رئيسية تتوافق مع الموضوعات الثلاثة الرئيسية للقمة، وهي التعددية والاستدامة والابتكار. وهنا أوجه هذه السطور إلى كل من أصحاب الوزراء (الصحة، التربية والتعليم، التعليم العالي)، ومدارسنا وجامعاتنا بالأخذ بما يحمل ديننا الحنيف، وبما أمر به من نور التعليم والابتكار ثم ما استشهد به الرئيس أوباما، وهو يخاطب العالم فقد استمد الرئيس أوباما حملته الانتخابية وجعل قوته للفوز من دعمه للتعليم والابتكار والتغيير في برامج التأمين على العناية بصحة المواطنين في بلده، حيث يصبح كل أمريكي لديه بوليسة تأمين صحي، وفاز بأغلبية ساحقة لاعتقاده أن الأمم تعلو من التعليم والابتكار والعناية بصحة مواطنيها، فلنأخذ نحن في بلدنا الغالي بهذا المنهج ونتعلم ونبتكر ونعلم أبناءنا العلم والابتكار.
المدينة : الأحد 21-06-1430هـ العدد : 16853
ثقوب في حفلات المدارس
عواد مرزوق السناني - المدينة المنورة
من المعلوم أن دور المؤسسة التربوية الحديثة لم يعد مجرد مكان لتعليم البنين والبنات ثم تنقطع الصلة بذلك . فتجسيد روح التواصل بين الطلاب المتخرجين من مراحل التعليم وبين منسوبي مدارسهم أمر ينادي به كل مربٍ فاضل عرف أن دوره لا ينتهي بمجرد تسليم الطالب أو الطالبة النتيجة نهاية كل عام . ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تكريم وتوديع طلاب الصفوف النهائية في كل مرحلة دراسية، وهذا شيء جميل تقوم به المؤسسات التربوية في بلادنا الحبيبة. فهذا التكريم والتوديع يعزز المفهوم التربوي الذي ينادي بأهمية استمرار التواصل بين الطالب ومدرسته بعد التخرج منها . إلى هنا والأمر في غاية الوفاء بل إنه مما يجب أن تشجع عليه مؤسساتنا التربوية، ولكن الأمر أصبح ـ خاصّة في بعض مدارس تعليم البنات ـ أمراً شاقّاً على أولياء الأمور مما يعني إثقالاً مع أثقال المعيشة . فإن المطلع على أسواق الهدايا والزهور بل وحتى مشاغل التجميل في هذه الأيام يعرف أن هذا الأمر تجاوز القدر الذي من أجله نُودي بهذا التكريم . وأنا أنادي من هذا المنبر أهل الشأن بمراقبة هذا الأمر في المدارس ومطالبة المدارس بمنع إحضار شيء من هذه المطالب والحضور إلى يوم التكريم بلباس المدرسة المعتاد وعدم إشعار الطلاب أو الطالبات بتميز هذا اليوم عن غيره من الأيام بجواز ما لا يجوز في غيره من الألبسة . فما حيلة ولي الأمر صاحب الدخل المحدود وهو يرى ابناً له أو ابنة في نهاية المرحلة الابتدائية، وآخر في نهاية المرحلة المتوسطة، وربما ثالث في نهاية المرحلة الثانوية، ورابع في نهاية المرحلة الجامعية، وربما يكون هذا الشخص هو ولي أمر إخوانه - أيضا - مما يعني زيادة الحمل عليه . وقد أثقلته من قبل طلبات المدارس للمستلزمات الدراسية من دفاتر وأقلام وحقائب وجزم للرياضة وغيرها. وقد طلبت مني إحدى بنياتي شراء عقد ورد فما كان مني الا أن اشتريت عقداً لا يساوي بمنظوري البسيط عشرة ريالات لكني اشتريته بمبلغ ثمانين ريالا ـ مضطراً ـ وعندما أعطيته لها ـ رغم عدم قناعتي بهذا العمل لأني أعرف أن غيري ربما يصعب عليه شراء مثله ـ أخبرتني أن إحدى زميلاتها قد أحضر لها والدها عقداً بقيمة مائة وخمسين ريالا ، هذا بالإضافة إلى غير هذا العقد من متطلبات الحفل . وقد نقل لي أحد زملائي ـ وهو يعمل بوظيفة مستخدم ويحضر إلى المدينة من مسافة 135كيلو مترا يومياً أخبرني أن مديرة المدرسة التي تدرس بها ابنته في الصف الثالث متوسط طلبت مبلغ مائتين وثمانين ريالا قيمة الفستان والشال والجزمة والشراب والشرائط وغيرها ،أو إحضار هذه المستلزمات وفق المواصفات المذكورة. فمن أين لولي أمر هذه الطالبة المسكين بإحضار هذه المستلزمات وهو يبعد عن المدينة بتلك المسافة ؟!! فما كان منه الإ التسليم بدفع المبلغ لئلا يدفع أكثر منه في الذهاب والمجئ وربما لا يجد مواصفات اللباس في هذا الحفل الذي يروق لهذه المديره .
|