[صقر قريش]

الندوة : الإثنين 22-06-1430هـ العدد : 395
بل (جودة التعليم) هي الحل!
أ . د . بكر بن عمر العمري
بداية أقول إن جودة التعليم هي الحل لمواجهة البطالة التي أصبحت (هم) كل بيت ومن هذا المنطلق تحظى قضية التشغيل بأهمية كبيرة في الحوارات والمناقشات والمرافعات والتي طرحت مشاريع ومقترحات ودراسات في نماذج متعددة مثل تبني فكرة المشاريع الصغيرة، التدريب وغيرها من المقترحات التي يمكن أن تواجه تداعيات البطالة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية . بوضوح أقول إن هذه الجهود للتعامل مع مشكلة البطالة وسلبياتها انما هي جهود معتبرة فتدل تماما على ثقافة المجتمع في العناية بالشباب . لكن مثل هذه الجهود وحدها غير كافية للحصول على فرصة عمل، فانه يجب أن يسبقها النظرة إلى جهود التعليم في بلادنا لأنه مازال (حائراً) بين الجودة وسوق العمل . لقد أظهرت تجارب الشعوب أن النجاح والتقدم لا يكون بمقترحات ومشاريع منتديات ومرافعات للدفاع عن حق الشباب للعمل فحسب ، بل يكون للبلدان التي تقيم نظاماً تعليمياً متطوراً وجهازاً تربوياً خلاقاً قادراً على توفير متطلبات واحتياجات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية من الطاقات البشرية بمستوياتها واختصاصاتها المختلفة من فنيين ومهندسين وعلميين وباحثين في اطار معايير جودة التعليم . ماذا نعلم أبناءنا؟ سؤال لابد أن نطرحه على أنفسنا ونحن نحاول مجابهة البطالة التي أصبحت (هم) كل بيت ، نكتشف أن مناهج التعليم في كل مراحله تقوم على مبدأ خطير جداً وهو (اطفاء مصابيح العقل) والذي يهدف إلى الاعتماد على النقل ، وإهمال العقل وفلسفة النقل ، وان بنيت على احترام عميق لما سلف إلا أنها تلغي العقول الخاصة وتعطل مداركها وتشل قدرتها على الاختيار والابداع والابتكار والاستكشاف . لذلك يبقى التعليم هو خط الدفاع الأول للمملكة لأنه بطبيعته حديث عن المستقبل ، هو حديث عن الجودة التي يحققها التعليم للوطن ولابنائه معاً فتطوير التعليم في المملكة بين الامل والواقع ، فالواقع يتمثل في الحقيقة أن كل مشاكل التعليم في المملكة تكمن في كتب الوجيز للمراجعة في المواد المختلفة التي تروج لها الاعلانات اشتريها تجد فيها الاسئلة المتوقعة والاجابات النموذجية وهو ما يعكس واقعنا التعليمي الذي يجعل التلميذ يضطر إلى التعليم لا إلى التحصيل ولا إلى الفهم ولا حتى إلى قراءة المنهج كل ما يحتاج إليه هو حفظ ا لاسئلة المتوقعة، وحفظ الاجابات النموذجية، التي غالباً ما سيحصل بموجبها على الدرجات العالية وربما أيضاً النهائية والتي ستضعه في مصاف الناجحين بل والمتفوقين . . وهذا هو أسلوب (اطفاء مصابيح العقل) للتمليذ لأنه لن يحتاج إلى القراءة والتفكير في كل جوانب مواده الدراسية . لأن التعليم قضية أمن قومي وليس فقط قضية كل بيت ولأن التعليم هو الجسر الحقيقي للعبور إلى المستقبل ولأن التعليم الجيد طريقنا الوجيز لانتاج أجيال جيدة متميزة للهروب من مصيدة البطالة بعد رحلة التعليم بمراحلها المتعددة التي يخوضها أبناؤنا الطلاب ويصبح الخريج مؤهلاً بالشكل المطلوب الجيد هو صاحب الفرصة الحقيقية في شغل الوظائف الشاغرة في أسواق العمل دون النظر إلى الكلية التي تخرج فيها هذا الخريج . وبكل صراحة ووضوح أقول إن تطوير التعليم هو الوسيلة لمواجهة البطالة وهو من أبرز القضايا التي يتعين أن تستأثر باهتمام الجميع ذلك أن التعليم هو بوابة المملكة الحقيقية نحو المستقبل وسبيلها للنهوض بالوطن ، ومن ثم فان جودة التعليم أصبحت من أهم معايير التقدم لاعداد الطالب للحياة المستقبلية واكتسابه للمهارات والمعرفة، يتعلم كيف يعلم ويثقف نفسه أفضل من أن يلقن فينسى اذا تعلم كيف يصطاد لن يحتاج إلى من يعطيه سمكة . خلاصة القول أن التميز مفتاح سوق العمل ويتحقق من تنمية قدرات مهارات الطلاب والتخفيف من الحفظ والتلقين ، والغاء الدروس الخصوصية ومحتويات التقوية القائمة بالمدارس ، مما يؤدي إلى الارتقاء بمستوى الخريج ليناسب سوق العمل التي أصبحت تعتمد على المهارات . وفي النهاية يجب أن نعترف أن جودة التعليم هي الحل للقضاء على البطالة بين شبابنا ونحتاج إلى تضافر كل الجهود من أجل انجاحها وأن الوقت أمامنا كبير للانجاز . . والتعليم الجيد هو المحرك الأول والأخير لتحقيق التنمية الشاملة في المملكة على أيدي أجيال من الشباب المتميزين .