عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2009   رقم المشاركة : ( 16 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6

صحيفة اليوم:الثلاثاء 23 جمادىالآخرة 1430هـ العدد:13150
ثقافة الحوار كمنهج دراسي
الهام احمد
هذا... ما نتمنى أن يخطه سمو معالي وزير التربية والتعليم في الخطة الدراسية لعام جديد، متخطيا كل الإجراءات الشكلية لأنه يعلم مسبقا أهمية وجود هذه الثقافة كمنهج دراسي، ليس لأن هذا المنهج بات أساسيا للتحاور مع أجندة العصر فقط بل لأن الكثير من طلابنا وطالباتنا يخفقون في أول مواجهة بينهم وبين الواقع لأنهم يفتقدون أبسط أساسيات الحوار مع الآخر. نعم هناك مناداة بذلك هنا وهناك، لكنها حتى الآن لا تتعدى أنشطة محدودة ولقاءات على مستوى عام، لكن على أرض الواقع هل بدأنا فعلا نلمس مدى استفادة أبنائنا منها؟ فهي قد تُمارس من بعض البارعين بالفطرة في الحوار بحكم التنشئة، لكن جرب أن تزور مدرسة وتستمع لحوار بين معلم ومعلم أو طالب وطالب أو طالب ومدير أو طالب وزملائه لتعرف أننا لم نحقق شيئا يذكر في تنمية هذه الثقافة، بل إن هذا يدفعك لتساؤل أكبر حول السبب الرئيس وراء تلك الجرأة القبيحة التي بت تقرأ عنها أو تسمعها من الطلاب تجاه معلميهم أو أشخاص آخرين خارج أسوار المدرسة وفي رأيي كلها تعود لرغبة الطالب في التنفيس عما بداخله، وهنا تأتي المشكلة حيث لا يعلم كيف يفعل ذلك دون أن يهين أفكار الطرف الآخر.وقد آن الأوان لنتجاوز بيروقراطية القرارات لنضع بين أيدي الطالبات منهجا لتدريبهن على كيفية التحاور الراقي. وفي رأيي لا يجب أن تخضع هذه المادة لخطة دراسية طوال العام أو أن تقع تحت طائلة الدرجات نهاية العام بل تكون مادة حرة يتم فيها تشجيع الطالبات على استيعاب هذه المادة وإن كان لابد من تقويمها فليكن ذلك تقديريا نهاية كل فصل دراسي على أن يتم تدريب المعلمين والمعلمات أصلا على طريقة تعليم هذه المادة، لأنك إن قمت بحمل مادة دون أن تعلم ماذا عليك فعله لإيصالها الآخرين فأنت تحمل وعاء فارغا سينتهي بأن ُيراق كل ما فيه مع نهاية عباراته.وهناك تجارب جيدة تستحق الذكر في هذا الاتجاه الايجابي لتنمية قدرات الطلاب والطالبات من خلال مادة يتم طرحها في جامعة الفيصل كنوع من المهارات الحياتية في السنة التحضيرية وتقوم الطالبات بمناظرة مفتوحة أمام الأساتذة يواجهون فيها اختلاف الآراء وأنماط الشخصيات المحاورة وهو أسلوب علمي رائع لتعليم الطالبة كيفية التعامل مع الاختلاف في الرأي أو حتى مؤازرته كفن ومهارة من مهارات الحياة.وليست المناهج الدراسية فقط هي البقعة الوحيدة التي يمكن أن تستوطنها ثقافة الحوار بل لا بد أن تكون هناك مراكز تدريب متخصصة لهذه الفئات العمرية من سن 11 سنة حتى الجامعة لأنها أكثر فترة حساسة في حياة الطلاب وهي التي تشكل أوعيتهم الحضارية التي تجعل من السهل إعدادهم ليكونوا قادة المستقبل، وليتنا نتخطى الصورة الباهتة لوجود هذه الثقافة الراقية التي لا نرصدها سوى على صفحات الجرائد والمجلات دون واقع حقيقي ملموس، وليتنا نحظى بمجموعة من المخلصين الذين منحتهم سلطاتهم القدرة على اتخاذ القرار ليجعلوا من تدريب وتطوير مهارة الحوار حقيقة للتداول في المدارس ومن ثم الجامعات بكل تخصصاتها وأن تصبح هذه المادة شرطا أساسيا لاجتياز الطالب المراحل الجامعية وألا تكون مجرد ترف أكاديمي.وكنت أتمنى ألا أعتبرها مادة تخضع لدرجة أو تقييم حتى يقبل عليها الطلاب والطالبات بحماس إلا أن العرف التعليمي لدينا لا يعترف بقيمة مادة سوى بوضع درجة في نهاية فصل دراسي أو عام دراسي.وهناك فوائد عدة لتعلم ثقافة الحوار مثل القدرة على الحوار مع أنماط مختلفة من الشخصيات،والتحكم في الذات خاصة الانفعال والتوتر حال لقاء مجموعة من الناس ورفع الثقة بالذات،والتحكم في لغة الجسد وهو علم بات من أهم العلوم في تطوير الذات البشرية.ولعل من أجمل البرامج المحلية التي تقوم بها شركة أرامكو ومن ثم بدأت تتبناها الغرفة التجارية من خلال غرفة سيدات الأعمال هو برنامج toast masater ( فن الخطابة أمام الجمهور ) وكان معظم المستفيدين منها أبناء موظفي أرامكو ثم بدأت في الانتشار كثقافة جيدة لفن الخطابة. والميزة هنا أن الأعضاء يعملون كفريق متكامل حيث يوجد ضمنه رئيس، مقيم للوقت، مقيم للغة، مقيم للحركات الجسدية (كحركات العين، درجة وضوح الصوت، حركات اليد ،تعبيرات الوجه) ومقيم عام على ما يتم عرضه خلال اللقاء الذي يقام أسبوعيا أو كل أسبوعين. وقد بدأ البرنامج باللغة الانجليزية، ثم امتد ليكون باللغة العربية وهو ما أضاف الكثير أيضا لمن يرغب في الحصول على مهارات الإلقاء ، وربما أفضل ما لمسته في هذه المجموعة toastmaster الابتسامة التي تعلو وجوه جميع الأعضاء التي لها أثر كبير على الحضور حيث إنها تقدم رسالة واضحة للجميع بأن الهدف ليس هو النقد بقدر ما هو تطوير مهاراتهم. ويحتوي هذا البرنامج على نوعين من الخطابة : خطاب معد مسبقا يقوم المتطوع باختيار موضوعه ثم عرضه على الأعضاء والضيوف ليتم تحكيم قدرة المتحدث فيه على الخطابة بكل المعايير التي سبق ذكرها، وخطاب يتم طرحه ولا يكون للحضور علم مسبق به ويترك للمتطوعين من الحضور حرية المشاركة فيه. وفي الأخير يتم تأهيل الشخص على التعامل مع الأسئلة والموضوعات المفاجئة بسرعة بديهة دون التوتر الذي يحدثه وقوفه أمام مجموعة من الأشخاص. الفكرة رائعة جدا ويمكن تطبيقها في المدارس كنوع من الأنشطة بدلا من حصص النشاط التي تصيب الطلاب والطالبات بالملل لتكرار أفكارها وموضوعاتها وهو ما قامت به بعض المدارس الأجنبية في المنطقة مثل الهندية والفلبينية. وجل ما نهدف إليه هنا هو تنشئة فرد لديه ثقة في قدراته، وشجاعة للوقوف والتعبير عما يريده . كما أنها ثقافة تقلل من حمى الإصرار على الرأي ورفض الآخر لمجرد أنه اختلف معك. وقد وقفت على هذه التجربة بنفسي بين طالباتي في المرحلة المتوسطة ووجدت أنها عميقة الأثر خاصة على الطالبات المصنفات بالمشاغبات ،الأمر الذي يؤكد أن كل إنسان لديه قدرات كامنة، تحتاج فقط لاكتشافها وتنميتها لكن يبقى السؤال الأهم : هل يمكن أن يصبح هذا التصور (ثقافة الحوار) واقعا ؟ ومتى؟.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس