رد: الملف الصحفي للتربية الاربعاء 24/6
الرياض :الأربعاء 24 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 14968
إشراقة : الوزير . . أم . . المعلّم
د . هاشم عبده هاشم
** أعرف أن هذا الكلام سيزعج البعض . .
** غير أنني أحد الذين سعدوا به كثيراً . . إذا ما ثبتت صحته . . وتأكدت حقيقة وقوعه . .
** هذا الكلام هو : رسوب ثمانية آلاف متقدم لوظيفة معلم في اختبار القياس الذي نظمه المركز الوطني لأول مرة . . لاختيار معلمين جدد . . وفقاً لتوجهات وزارة التربية والتعليم عند قبول دفعات جديدة من الراغبين في الانخراط في سلك التعليم . .
** لقد سعدت بهذا . . رغم وجهة نظري الدائمة حول ذلك النوع من الاختبارات وتطبيقها بحق المتقدمين للدراسة الجامعية . . أو البعثة الخارجية وما في حكمهما . .
** غير أن هذه الخطوة . . لم تكن ضرورية فحسب عند قبول (معلم) جديد . . وإنما هي أيضاً نقطة ارتكاز محورية للتأكد من أهلية كل متقدم للنهوض بهذه المسؤولية الخطيرة . .
** فالمدرس الضعيف . . هو في مقدمة المشاكل الأساسية التي يعاني منها النظام التعليمي في هذه البلاد . .
** والتعامل بمثل هذه الصورة وغيرها مع كل متقدم جديد للاضطلاع بهذه المهمة . . هو في صميم الإصلاح الذي طالبنا ونطالب به مع آخرين . .
** غير أن اختبار القياس . . على أهميته . . لا يكفي من وجهة نظري في تحديد الأكثر استعداداً لتربية الأجيال القادمة . .
** وقبول (6000) متقدم من أصل (14 . 000) كما قال مدير المركز الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري . . يوفر لنا الطمأنينة الكافية لصلاحية من نجحوا . . لدخول عملية متخصصة . . وتحتاج إلى الإلمام بالقواعد والأصول والأدوات والمهارات التربوية (أولاً) . . وتميز الشخصية . . والقدرة على إيصال المعلومات إلى المتلقين من الطلاب والطالبات . . فضلاً عن أهمية توفر القدرة لدى المعلم على اكتشاف قدرات ومواهب هذا الطالب واستثمارها والعمل على تطويرها (ثانياً) . .
** ولست أدري كيف يمكن أن تتوفر لهؤلاء المقبولين هذه الصفات لمجرد أنهم اجتازوا اختبار القدرات . .
** إن البداية الطبيعية التي نعتقد بأنها كانت ضرورية لقبول هؤلاء وغيرهم هي: إخضاع جميع المتقدمين لوظيفة معلم لدورة تربوية مكثفة . . تستغرق وقتاً كافياً يتقرر بعدها دخول هؤلاء في اختبار متخصص للقدرات . . وتحديداً للقدرات والخصائص والمواصفات الواجب توفرها في معلم الأجيال . .
** على أن يعقب قبول هؤلاء تخطيط مدروس لتوجيه المقبولين منهم لمهام تدريسية محددة . . ولمراحل دراسية معينة . . والتدرج معهم خطوة خطوة . . وعدم إثقال كواهلهم منذ السنة الأولى بأنصبة تدريسية كبيرة . .
** وإن كنت شخصياً أتحسب كثيراً من الدفع بشباب صغار السن . . وحديثي التجربة للتدريس في المرحلة الابتدائية بصورة أكثر تحديداً . . لإيماني بأن هذه المرحلة هي الأخطر . . وأن الحاجة إلى أصحاب التجربة . . والخبرة . . والحنكة . . والمعرفة فيها أشد إلحاحاً من أي مرحلة دراسية أخرى بما فيها (الثانوية العامة) . .
** فهل نسمع ما يطمئننا إلى توجهات أكثر إحكاماً من قِبل الوزارة بالنسبة لتوظيف كل معلم . . بعيداً عن الضغط الاجتماعي . . وعن توجهات السعودة . . وحماس الكل بضرورة توفر وظيفة لكل خريج وخريجة . . بدل تركهم يعانون من الفراغ . . ويواجهون أسوأ أنواع البطالة تخريباً لحياة أبناء الجيل . ؟
** هذا النمط من التفكير . . يمكن قبوله في أي موقع . . ولأي وظيفة . . لكن لا يمكن قبوله بالنسبة لأشرف وظيفة . . تتعلق بتنشئة الأجيال وتنمية الإنسان . . ؟
***
ضمير مستتر:
**(قد يصلح أحدنا لمنصب وزير . . ولا يصلح لوظيفة معلّم) .
|