[صقر قريش]

صحيفةاليوم : الجمعة 26 جمادي الأخر 1430هـ - 19 يونيو 2009م - العدد 13153
حظر التجول
ماجد بن عبدالله السحيمي
في أول مرة سمعت فيها بهذا المصطلح كنت في المرحلة الإبتدائية حين كنا نجمع وقتها بما كان يسمى (ريال فلسطين) ،وكنت حينها دائما ما أسمع بأن جيش الصهاينة فرض حظرا للتجول في فلسطين، وحينها عرفت ما المقصود بحظر التجول,ثم كبرت بما بي من مزايا وعيوب ،وللأسف أصبح مصطلح حظر التجول هذا دائما ما يقترن بالدول الإسلامية ،فاقترن بالبوسنة والهرتسك ثم الشيشان وأفغانستان وأخيرا بالعراق ،ويعلم الله من القادمون ويا قلبي لا تحزن,لا أود في الإطالة أكثر فهذا ليس موضوعي ولكن ما أن أتحدث عن شيء يمس ديني أو أهلي من المسلمين إلا وتتسابق الكلمات أيّ منها تخرج أولا لذا سأضع نقطة في آخر هذا السطر لتجبرني على السكوت.غدا بإذن الله تبدأ فترة الاختبارات النهائية لأبنائنا وبناتنا وإن كان الكبار في الجامعات قد بدؤوا قبلهم وأسأل الله لهم جميعا التوفيق والسداد وأن يعينهم ويوفقهم ويسهل عليهم ما صعب ويفرحهم بنجاحهم إن شاء الله, ومع بداية هذه الفترة العصيبة تبدأ حالات حظر التجول في كثير من البيوت بل حظر للتجول والضحك واللعب والكلام ومشاهدة التلفزيون وكل شي ءفقط المسموح به هو المذاكرة والأكل إن لم يُمنع أيضا فهي ليست مجرد حظر بل حالة استنفار شديد.قد يتفق الكثيرون بأن حالة الاستنفار هذه شيء صحيح وصحي إلا أن رأيي المتواضع لا يتفق إطلاقا فهذه الحالة هي سلاح ذو حدين فالرهبة الزائدة عن الحد تضع الطالب تحت ضغط نفسي وقد تؤثر عليه سلبا أثناء أدائه للامتحان. أنا لا أقصد هنا بأن تمر فترة الاختبارات مرور الكرام ولكن لو كان هناك تنظيم للوقت وترتيب للمذاكرة طوال العام الدراسي لما احتجنا لهذه الحالة وفي هذا الوقت خصوصا,فمن البديهي جدا أن لا يقارن مجهود طوال العام بمجهود يبذل خلال أسبوعين أو أقل من ذلك.كثير من الطلاب يعانون قلة النوم والتركيز وكثرة الإرهاق خلال أيام الامتحانات وكل ذلك بسبب عدم التهيئة الصحيحة طوال العام أو الفصل الدراسي فتتراكم كل المهام في وقت قصير وقد يتسبب ذلك في عدم قدرتهم على الاستيعاب والإجابة حتى أن بعض أولياء الأمور يفرغون وقتهم تماما لتلك الأيام العصيبة بل يأخذون إجازة من وظائفهم لنفس السبب.كثير من الطلاب والطالبات يكون أداؤهم ممتازا خلال العام الدراسي وما أن تأتي فترة الاختبارات إلا وتنقلب الأمور رأسا على عقب ويلعب العامل النفسي دورا كبيرا في هذه المرحلة فيكون سلبيا جدا. أعرف بعض الطلاب الذين لا تشكل لهم فترة الاختبارات هاجسا كبيرا فاستعداده طوال العام يغنيه عن الضفط النفسي والتركيز الزائد أيام الاختبارات وكل ذلك يعود إلى ترتيب وقته ومذاكرته بوقت كافٍ.هناك أيضا من يساهم في حالة الحظر والاستنفار هذه وهم بعض هيئة التدريس والذين يصورون حال الاختبار كأنه كابوس ينقض على الطالب وأنه هو المقياس الوحيد لأداء الطالب وكأنه لم يدرس عاما كاملا كان مليئا بالجهد والعمل بل أن بعض المدرسين يجعل الاختبار كحلبة للمصارعة فهناك خاسر وفائز ويجعل الطالب (يفحط) على ورقة الأسئلة وتصبح المسألة أشبه بالتحدي وكأن الطالب إن أجاب عليها فإنه يستخف بقدرات أستاذه أويصبح بمستواه وهذا ليس صحيحا إطلاقا.كل ما أتمناه لإخواني وأخواتي الطلاب والطالبات بأن يوفقهم الله ويسهل عليهم وأوصي إخواني المدرسين وأخواتي المدرسات بالرفق بهم فالاختبار وحده ليس مقياسا كليا بل أحد المقاييس وأن يخففوا من هواجيس أبنائنا في هذه المرحلة فالوطن بحاجتهم أكثر من أي وقت مضى. وحتى ألقاكم في الجمعة القادمة أقول..في أمان الله.