[صقر قريش]

الوطن :السبت 27 جمادى الآخرة 1430هـ العدد 3186
هذي المناهج طورت الله أكبر .. الله أكبر
بشائر محمد
في أول زيارة ميدانية لنائبة وزير التربية والتعليم والتي خصت بها محافظات الشرقية الخبر والدمام والقطيف ولا أعرف السبب في تجاهل أكبر محافظة في الشرقية إن لم نقل في المملكة على الإطلاق وهي الأحساء.على كل حال فالزيارة هذه تعني الكثير لمنسوبات التعليم فهي زيارة مختلفة كليا عن كل الزيارات السابقة واللاحقة وكنت أتمنى أن تستثمر من قبل النائبة استثمارا غير عادي ولا ترضى بالنمطية المتبعة في كل المدارس في كل زيارة يتحفهم بها مسؤول أو مسؤولة من أول محاولة بعث التراث إلى الأناشيد وسكب ماء الورد والكلمات الجميلة التي تلقنها المعلمات للطالبات ليرددنها دون وعي وواقعهن مخالف لما يرددن. ولعل سعادة النائبة أعلم مني بهذا الأمر.
وقد أتحفتنا الوطن يوم الأربعاء الفائت بتغطية وافية جدا للحدث من أول حركات الفايز العفوية من إيماءة بالرأس أو اليد إلى عدد العتبات التي صعدتها والتي أعتقد أن المعلمات اللواتي يصعدن هذه العتبات يوميا لم يعرفن بعددها المئة والستين إلا من خلال هذه التغطية.وبتجاوز كل هذه الأمور أتوقف عند أول تعميم تصدره الفايز في هذه الجولة وهو كان تعميما لأنشودة أدتها الطالبات بعنوان شمس التقدم وفي مطلعها (هذي المناهج طورت الله أكبر) ولعل هذه الأنشودة تثبت بأن التعليم بأكمله بحاجة إلى التطوير بالفعل، فإلى ماذا يهدف تعميم هذه الأنشودة ونحن مازلنا مكبلين بتلك النماذج من النصوص الأدبية العقيمة التي لم توقظ فينا حسا أدبيا ولا ذائقة فنية فهل يهدف هذا التعميم إلى تنمية الحس الأدبي؟ الأنشودة لا تحقق هذا الأمر فهي كلام منثور يفتقر إلى سلامة الوزن والجماليات اللغوية (حسب كلماتها التي نشرتها "الوطن"؟) أم أنه يهدف إلى تنمية الحس الوطني؟ والوطن ليس فقط تطويراً للمناهج والقبعات الست وكنت أتمنى من الفايز حفظها الله أن تصدر تعميما آخر أكثر جدية يمنع حشر البنات ورصهن رصا في باصات وزارة التربية غير المكيفة حتى يوشكن على الموت وقد حدثت حالات إغماء كثيرة بسبب هذا الأمر، ليتها حددت الطاقة الاستيعابية من الطالبات لكل فصل دراسي بحيث لا تدير معلمة واحده خمسين طالبة لاستحالة نجاح أي عملية تعليمية بهذه الصورة، ليتها أصدرت تعميما بعدم إذكاء نار العصبية القبلية بين الطالبات من قبل المعلمات أنفسهن، ليتها عممت بأهمية تفعيل دور الرياضة ولو كانت للأطفال ،وليتها وجهت إلى الابتعاد عن التلقين في تعليم الطالبات وحثهن على إعمال الفكر والتجريب ومنحهن من الفرص ما يكفي. ليتها منعت إعطاء الدروس من قبل بعض المعلمات في حصص النشاط واستثمارها فيما تتحقق فيه المتعة والتعلم خارج أسوار المنهج الدراسي، وليتها وليتها.وفي النهاية ورغم أن التغطية تقول إن الفايز تعاملت مع السلبيات بكل حزم إلا أننا لم نر سلبيات على الإطلاق فالحياة وردية في كل المدارس والمعلمات شاركن بـ( قطّة) لصنع نافورة صخرية ونسبتها لأياديهن وأكثر ما آلمني يا سيادة النائبة أن تنطلق أصوات الطالبات الصغيرات المحبات لوطنهن ليملأن بها الكون مرددات نشيد الوطن وشعارات التمجيد والإشادة بهذا الوطن الذي بذل كل غال ونفيس للتعليم من قبو مبنى مستأجر متهالك . ثم تحدثينا بعد ذلك عن ضعف الإمكانات المادية التي لا تقف عائقا أمام الإبداع وكأننا في دولة فقيرة ؟..
وحتى زيارة ميدانية أخرى دعونا نردد .. هذي المناهج طورت الله أكبر.