رد: الملف الصحفي للتربية السبت 27/6
عكاظ : السبت 27 جمادىالآخرة 1430 العدد 2925
التعليم المسؤول الأول عن ضياع المنتخب
صالح إبراهيم الطريقي
منذ أن تأهلنا لكأس العالم 1994م وهناك أبحاث تتحدث عن المنتخب السعودي بصفته منتخبا مشاركا في كأس العالم كباقي المنتخبات المشاركة، وهذه الأبحاث يقوم بها متخصصون فنيون، يقرأون الجانب «التكتيكي» طرق اللعب، والجانب «التكنيكي للاعب» أي الجانب المهاري، لكنهم لا يعرفون أسباب تلك العيوب الأزلية منذ 1994م التي لم تحل بعد.هذه الأبحاث تتحدث عن عيب واضح وضوح الشمس، لكننا لا نريد أن نراه أو لا نستطيع رؤيته، ربما لأنه بهذا الوضوح، والفيلسوف المتصوف ابن عربي يقول «النور حجاب».أهم ما كتب في تلك الأبحاث يمكن تلخيصه بجملة واحدة : «إن أحد عيوب الكرة السعودية البطء».ومنذ زمن بعيد ونحن نطرد مدربي المنتخب لأنهم لم يحلوا هذه المشكلة الأزلية، وأعني البطء، لأنهم لم يجدوا حلا سريعا لها، آخرهم المدرب البرتغالي «بوسيرو» الذي وإن لم يطرد بعد، إلا أنه لم ينجح في جعل لاعبي المنتخب السعودي يسرعون اللعب، الذي بدونه لن يخترقوا دفاعات المنتخب الكوري الشمالي ولو لعبوا شوطا ثالثا، ولكن هل هذه المشكلة الأزلية يمكن أن يحلها مدرب المنتخب الأول، وإن كان أعظم مدرب مر عبر تاريخ كرة القدم؟بسؤال أوضح: هل البطء بسبب ضعف في اللياقة أو سرعة عمل القدمين كما يعتقد الكثير، أم هو مسؤولية العقل؟قد يتساءل البعض ما دخل العقل في البطء؟وبإجابة أولية يمكن لي القول: إن اللاعب حامل الكرة أو الذي وصلته الكرة لابد أن يلقي نظرة على الملعب ليرى وضع اللاعبين، هذه النظرة أو الصورة التي التقطتها العين، ستذهب إلى العقل ليحللها ويفسرها ويحدد أماكن اللاعبين ويكتشف أين هي الثغرة الموجودة وسط هذا التكتل الدفاعي، ليقرر هل يمضي بالكرة أم يمررها قبل أن تغلق هذه الثغرة؟بعد هذا يرسل العقل إشارة للجسد ليمرر أو يمضي بالكرة سريعا، وكلما استطاع العقل تحليل الصورة بوقت أقل واتخاذ القرار بوقت أقل، أصبح اللعب أسرع، والعكس يجعل اللعب بطيئا.الآن دعونا نعود لمنهج التعليم لدينا، ونتساءل كيف يتم تعليم الفرد في المدارس، أو على ماذا يقوم المنهج، وللدقة ما هي مخرجات التعليم لدينا؟التعليم لدينا قائم على سكب المعلومات في رأس الطالب، هذه المعلومات لا يمكن للطالب مناقشة المعلم بها، ولا تحليلها ولا تفسيرها، وكل المطلوب منه حفظ أكثر كم من المعلومات ليحقق النجاح.لهذا الفرد لدينا لاعبا كان أو موظفا، يحتاج وقتا أطول ليتخذ القرار، لأن عقله لم يدرب منذ الصغر على التحليل، والعقل كالعضلة، العضلة إن لم تتحرك ستضمر، العقل كذلك.أخيرا.. ليس من العدل أن نحمل المدير الفني تبعات ما يصنعه التعليم بالفرد، ليس من العدل أن نطالب لاعبينا بتحقيق أحلامنا وأن يقتلوا البطء، لأنه ولكي نحقق أحلامنا علينا أولا أن نستيقظ
|