خالد الفيصل يقف ميدانيا على عشوائيات مكة اليوم
ماجد المفضلي، هاني اللحياني، سلمان السلمي ـ مكة المكرمة، عبد الرحمن الشمراني ـ جدة
يقف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، اليوم، على أوضاع ستة أحياء عشوائية مزمع إزالتها وتطويرها بالكامل ضمن مشروع طريق الملك عبد العزيز الموازي في العاصمة المقدسة.
وقال وكيل إمارة المنطقة الدكتور عبد العزيز الخضيري «إن هذه المشاريع وغيرها مثل مشروع جبل عمر، تهدف إلى معالجة العشوائيات وإعادة تأهيل سكانها إنسانيا ومكانيا».
نقطة الضعف
وأدرك صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة منذ الوهلة الأولى من مباشرة مهامه أميرا للمنطقة، أن ملف العشوائيات الشائك يحتاج إلى فعل خارق لتغيير الوجه الحضاري للمنطقة، كما أدرك مبكرا أن أية خطوة تتم دون تخطيط ستظل عبثية، ومعها لن يغلق هذا الملف مطلقا، وستبقى توابع العشوائيات مستمرة؛ مشاكل أمنية، اجتماعية واقتصادية، تعيق بنتائجها مسيرة تنمية المنطقة.
ومن هنا، تحرك الأمير خالد الفيصل سريعا وعرض المشكلة في تقرير حصلت «عكاظ» على نسخة منه على قائد التنمية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ بهدف وضع خطة للمشروع الحضاري الذي شرع في تنفيذه الآن.
ووضع أمير منطقة مكة المكرمة بين يدي الملك عبد الله صورة متكاملة مدعمة بالأرقام عن مشكلة العشوائيات ،حينما قال في تقريره: «يشكل النمو العمراني غير المخطط لمدن مكة المكرمة وجدة والطائف نقطة ضعف في تطوير المنطقة، حيث بلغ حجم المناطق العشوائية في مكة المكرمة 38 كيلو مترا تمثل 25 في المائة من الكتلة العمرانية للمدينة، وتبلغ في مدينة جدة 53 كيلو مترا تمثل 6 في المائة من الكتلة العمرانية للمدينة، بينما تبلغ عشوائيات مدينة الطائف 56 كيلو مترا بنسبة 11.2 في المائة من إجمالي مساحة الكتلة العمرانية.
وصارح أمير منطقة مكة الملك قائلا «إن المنطقة شهدت نموا متسارعا لظاهرة المناطق العمرانية العشوائية في داخل وأطراف مدن المنطقة، بالإضافة إلى تنامي ظاهرة ارتفاع أعداد المتخلفين».
البداية والآثار السلبية
وبين الفيصل في تقريره، كيف نبتت العشوائيات في المنطقة، محذرا من أثارها السلبية، قائلا «إن استمرار هذا النمط السريع للنمو العشوائي في منطقة مكة المكرمة الناتج عن النمو العمراني غير المخطط قد تترتب عليه آثار سلبية كثيرة، فقد ينتج عن ذلك آثار اجتماعية واقتصادية وأمنية وسياسية سلبية، كما يترتب على ذلك أيضا تعقد سبل التعامل مع تحقيق التنمية المتوازنة وما ينطوي على ذلك من آثار سلبية على البيئة ومستويات المعيشة».
مشاكل المتخلفين
ولم ينس أمير مكة مكة المكرمة ظاهرة المتخلفين، مشيرا إلى أن المنطقة تستقطب المنطقة أكبر نسبة للسكان غير السعوديين بين مناطق المملكة، إضافة إلى نسبة كبيرة من غير السعوديين يقيمون بشكل غير نظامي، ولا يحملون هويات نظامية، لافتا إلى أن تلك هي إحدى المشكلات التنموية الملحة؛ لما تسببه هذه الفئة من مشكلات أمنية واجتماعية، مؤكدا أن عدد المتخلفين بلغ مليوني متخلف حتى عام 1425هـ.
ويقدر عقاريون في مكة المكرمة العائدات المتوقعة من تحويل الأحياء العشوائية الستة في المناطق المتاخمة والمحيطة بمركزية أم القرى بأكثر من ثلاثة مليارات ريال سنويا، لافتين إلى أن كثيرا من هذه الأحياء أصبح اليوم في محيط المنطقة التجارية القريبة من المنطقة المركزية.
ويطالب إبراهيم اليامي (خبير عقاري) أمانة مكة بتسريع تنفيذ المخططات السكنية البديلة، حتى لا تحدث أزمة إسكان في أحياء أخرى يزحف إليها سكان العشوائيات، وفي الوقت نفسه لمواجهة التعديات، خاصة في المناطق المتاخمة لحدود حرم مكة، كما يطالبها بحل الخلاف على تنفيذ خمسة مخططات في محافظة الجموم، لمواجهة أزمة إسكان متوقعة بتنفيذ الطريق الموازي.