عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2006   رقم المشاركة : ( 68 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي


حكم اقتناء الكلاب

قال في الآداب الكبرى : يجوز اقتناء كلب كبير لصيد يعيش به , أو لحفظ ماشية يروح معها إلى المرعى ويتبعها , أو لحفظ زرع ولا يجوز اتخاذه لغير ذلك . وقيل يجوز اقتناؤه لحفظ البيوت , وهو قول بعض الشافعية . وفي الرعاية قيل وبستان , فإن اقتنى كلب الصيد من لا يصيد احتمل الجواز , والمنع , وهكذا الاحتمالان فيمن اقتنى كلبا ليحفظ به حرثا أو ماشية إن حصلت , أو يصيد به إن احتاج .

ويجوز تربية الجرو الصغير لأجل الثلاثة في أقوى الوجهين , والثاني لا يجوز , وفي الرعاية لا يكره على الأصح اقتناء جرو صغير حيث يقتنى الكبير وأما اقتناء الكلاب لغير ما ذكرنا فلا يجوز لما في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال { : من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية , أو صيد أو زرع نقص من أجره كل يوم قيراط } . وفي رواية قيراطان وكلاهما في الصحيح

. ففي الصحيحين وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما [ ص: 75 ] قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { : من اقتنى كلبا إلا كلب صيد , أو ماشية , فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان } وفي رواية للبخاري من عمله وحمل ذلك على نوع من الكلاب بعضها أشد أذى من بعض , أو لمعنى فيها , أو يكون ذلك مختلفا باختلاف المواضع فتكون القيراطان في المدائن ونحوها , والقيراط في البوادي أو يكون في زمنين فذكر القيراط أولا , ثم زاد في التغليظ فذكر القيراطين , والمراد بالقيراط مقدار معلوم عند الله تعالى ينقص من أجر عمله .

واختلف في نسبة هذا القيراط لماذا يكون ؟ فقيل : لما مضى من عمله , وقيل من مستقبله , وقيل : قيراط من عمل الليل وقيراط من عمل النهار وقيل : قيراط من عمل الفرض وقيراط من عمل النفل , وقد ذكرنا الكلام على هذا في رسالة حررنا فيها الكلام على أن من صلى على ميت فله بالصلاة عليه قيراط وله بتمام دفنه قيراطان , وأن المراد نسبة ذلك لما يحصل لأهل المصيبة من أجر المصيبة ولواحقها على أكمل حال من غير أن ينقص من أجر مصيبتهم شيء , وأنهم لو لم يصبروا , بل جزعوا وتسخطوا حتى حصل عليهم من ذلك وزر يكون لهذا المصلي , والمتبع الجنازة قيراط , أو قيراطان من أجر تلك المصيبة ولواحقها أن لو وجد على أتم حال .

وأما في مقتني الكلب الذي اعتمدناه فيها تبعا للإمام ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد , والإمام ابن عقيل في فنونه وابن قندس في حواشي الفروع أن القيراط , أو القيراطين بالنسبة إلى عمله ذلك اليوم فكأنه حصل من العمل الصالح , والكلم الطيب دينارا فباقتنائه هذا الكلب ينقص من ذلك الدينار قيراطان على أتم وجوه العمل , أو بالنسبة إلى عمل نفسه ويكون عظم القيراط ونقصه مختلفا باختلاف الأشخاص والله أعلم .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس