[صقر قريش]

الرياض:الاثنين 29 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 14973
افق الشمس استنساخ التعليم
د.هيا عبد العزيز المنيع
بداية أتفق جدا مع صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان في المصطلح الجديد باعتبار ابنائنا المعاقين اصحاب القدرات الخاصة وليس الفئات الخاصة... نعم تسمية جميلة تؤكد رؤية ايجابية نحو هؤلاء ومن ينظر لهم ايجابا فسوف يلمس فيهم قدرات والعكس صحيح...
ولكن قد لايكون الإشكال فقط في الاسم بل وفي البرامج التي تشمل هؤلاء ولعل برنامج دمجهم للاسف طبق ولكن وفق رؤية عاطفية او تم التسرع فيه دون وجود بيئة مناسبة لتنفيذه والبيئة هنا تشمل المكان والادوات والبرنامج التعليمي وايضا الجهاز البشري ناهيك عن رؤية واضحة لجميع العناصر البشرية المنفذة والمخططة وليس بعضها...
في مقال سابق كتبت مقالا تحفظت فيه على عملية الدمج وليس فكرة الدمج... والان اعود للكتابة ليس بناء على معاناة وطلب معلمات ينفذن برنامج الدمج دون قناعة وهن عنصر مهم وحسب ولكن ايضا بناء على واقع بيئة لاتحتمل الاستمرار لهذا البرنامج وفق الواقع الحالي... عملية الدمج تمثل منطلقا انسانيا لااحد يستطيع اعتراضه كفكرة ولكن اكرر البيئة التعليمية المتاحة هل تحقق اهداف الدمج...؟؟
مرة اخرى لانريد الاستنساخ دون الاستفادة... التعليم اهم قطاع يمكن ان ترتقي به الامم او تتخلف... لانريد ان يتحول تعليمنا الى اجتهادات ممسوخة من تجارب عالمية دون وضع أطر عملية للتنفيذ منها واهمها توفر الوضوح لفريق التنفيذ ... توفر العنصر البشري المؤهل للتنفيذ قناعة وقدرات...ايضا توفر البيئة المناسبة ... لنختصر ونقول كمال البرنامج التطبيقي بكل وسائله المادية والبشرية... ، ومرة اخرى وضوح الرؤية للجميع وليس لصاحب الفكرة فقط....
لم ينجح برنامج التقويم للابتدائي واكد المسؤولون في الوزارة انه زاد في ضعف مخرجاته ليس لانه في طبيعته خاطئ ولكن لان البيئة غير مؤهلة وايضا لم يكن واضحا للقائمين على تنفيذه وللاسف ارهق المخلصين والمخلصات من المعلمين واراح المرتاحين منهم.... وكذلك مشكلة الدمج فهو كفكرة ممتازة بل وتحقق البعد الانساني والتنموي على حد سواء ولكن وفق متطلبات للاسف غير متوفرة في بيئة الدمج... مثلا المدرسة لاتناسب الاسوياء فكيف بهؤلاء وهم يحتاجون لاماكن خاصة في الجلوس ، الممرات ، دورات المياه.. فريق عمل مكتمل من معلمات ومدربات حركة ، ممرضة و...و...انجاح البرنامج لاياتي فقط بالرغبة او الالزام او اخذ مباني هؤلاء والتي اسست خصيصا لهم بل بادماج المعاقين وفق منهجية تربوية وتعليمية لاتستعجل التطبيق لمجرد التطبيق بل لتحقيق اهداف البرنامج...
مرة اخرى نطلب من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم اعادة النظر في برنامج الدمج ليس بالغائه نهائيا ولكن ايقافه مؤقتا الى ان يتم تجهيز متطلبات البرنامج البشرية والمادية لان نجاح امريكا واوروبا لايعني نجاحنا والاكيد ايضا ان فشلهم لايعني فشلنا ولكن التنمية عموما برامج يتم انتقاء المناسب منها لكل مجتمع وفق احتياجه وايضا امكاناته...انها قوالب يصنعها المجتمع وفق احتياجه وقدراته وليس مجموعة برامج مستنسخة فقط...