عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2009   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التربية والتعليم ليوم الاثنين 29/6

عكاظ:الاثنين 29-6-1430هـ العدد:2927
الجلد لاسترداد هيبة المعلم!
محمد أحمد الحساني
دعا القادة التربويون في اجتماعهم الأخير بمكة المكرمة إلى إعادة الهيبة للمعلم، التي يزعمون أنه فقدها تماما خلال السنوات الأخيرة، ولعل المراد من هذه الدعوة إقناع الجهات التربوية والتعليمية بإعادة استخدام الجلد والعصا لمن عصا حتى يصبح المعلم مرهوب الجانب كما كان من قبل، فإن كان الأمر كذلك فإنها «الخيبة الكبرى» ألا يستطيع المعلم أي معلم فرض هيبته وشخصيته على تلاميذه وطلابه إلا بالجلد والضرب، أما الذي أعلمه - وأنا معلم سابق - فإن المربي الحقيقي يستطيع بعلمه وإخلاصه وحنانه وإنسانيته كسب قلوب وعقول تسعين في المائة من طلبته، أما العشرة في المائة الباقون فيمكن معالجة نزقهم وتمردهم بوسائل تربوية وإدارية أخرى ليس من بينها الجلد والشتائم وأي معلم أو إداري في المدارس لديه علم بتلك الوسائل التربوية، ولكن المشتاقين للضرب والجلد يرون أن العصا أسهل وسيلة لجعل جميع طلاب الفصل لا يتكلمون إلا همسا وأن صيحة واحدة مع جلد طالبين أو ثلاثة بشكل عشوائي تجعل الفصل كله هامدا، الأمر الذي يجعل المعلم الجلاد يشعر بالنشوة وأنه أمسى مثل رتشارد «قلب الأسد أو القط»، ولا يهمه أن تحصل للمجلودين جروح أو كدمات أو أذى نفسي أو بدني ما دام أن اللحم له والعظم لأسر الطلاب حسب القاعدة القديمة، وقد عرفنا ونحن طلاب ثلاثة أنواع من المعلمين الأول المعلم الجلاد الذي يفرض شخصيته الضعيفة بالجلد والشتائم والتخويف فينتج للبلاد شخصيات مهزوزة لا تعمل أو تنتج إلا تحت المراقبة الصارمة والتخويف من العقوبات الإدارية، والثاني المعلم الذي يستحق التوقير والتبجيل وهو الذي يفرض شخصيته بعلمه وتعامله الحسن وصبره وجلده وتجاوزه عن الهفوات الصغيرة وتأديبه بالوسائل التربوية لمن يشذ ولا يفلح معه تساهل ورعاية وحسن خلق، والنوع الثالث المعلم السلبي الذي لا يهش ولا ينش، لأن مادته العلمية ضعيفة وشخصيته أضعف، فيكون بين طلبته مثل «الأرجواز»! وهم في صياح وجلبة وهو يشرح ويصيح فلا أحد يفهم منه وربما طرق له الطلاب استهانة به، ومثله لا يستحق أصلا أن يقال له معلم، والحاصل والفاصل أن الدعوة إلى إعادة الهيبة للمعلم إذا كان المقصود بها العودة إلى الضرب والجلد، فإنها من حيل العاجزين الذين أربأ برجال التربية والتعليم أن يكونوا منهم ومن لا يجد وسيلة لفرض شخصيته غير وسيلة الجلد، فإن مجال عمله مجال آخر بعيد عن ميدان التربية والتعليم، هذا إن كان لهذه الوسيلة المتخلفة مجال آخر!!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس