[صقر قريش]

المدينة:الاثنين 29-6-1430هـ العدد:16861
الفرق بين المعلمات
نورة عطية الله الحربي - جدة
ها هي الشهور والأيام تمر سريعة وسينتهي العام الدراسي ، فيتمتع المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات بإذن الله بالإجازة، ولكن في هذه الأيام بالذات التي هي ايام وداع اقرب منها لايام الفرح بنتائج النجاح، لأن الطلاب والطالبات وخصوصا الطالبات ما هذه الأيام عندهن إلا ايام بكاء وشهيق وصياح وعويل ، وذلك على معلماتهن اللاتي سينتقلن من مدارسهن إلى مدارس اخرى ، فإليكم نموذجان من المعلمات وهذا النموذج الحسن ، فهذه المعلمة يبكين عليها طالباتها عندما تخبرهن بأنها ستنتقل من المدرسة، فابنتي الكبرى وهي في المرحلة الابتدائية تخبرني بكل عفوية والبكاء مايزال مؤثرا في صوتها قائلة ( اليوم في المدرسة كلنا قاعدين نصيح والمعلمات اللي يبون ينقلون يحتضنوننا ويودعوننا ونحن نودعهم ونبكي في احضانهم ) ومحبة الطالبات لمعلماتهن بهذه المشاعر الصادقة تدل على طيبة اولئك المعلمات وحسن اسلوبهن وتعاملهن مع طالباتهن، فهن استحققن تلك المشاعر الصادقة ويستحققن دموع البنات على غلاها تلك الدموع التي ذرفت وتذرف في وداعهن ، فهنيئا لهن بذلك ، وما هذه إلا محبة صادقة تجمع اولئك المعلمات بطالباتهن وأي معلمة يحببنها طالباتها بهذه المحبة فبالتأكيد سيحببن المادة الدراسية التي تدرسها لهن تلك المعلمة، عكس معلمة النموذج السيئ التي اسلوبها سيئ مع طالباتها فهي تنفر الطالبات منها هي شخصيا ومن المادة الدراسية التي تدرسها لهن ، فهذه ابنتي الصغرى رغم تفوقها والحمد لله إلا انها لا تحب مادتين دينيتين رغم تفوقها فيهما وعندما اسألها لماذا تقول لي ( صدقيني يا امي إن انكد لحظه في حياتي هي عندما اذاكر هذه الدروس لأن الحال واحد سواء ذاكرت او لم اذاكر فالمعلمة سوف تضرب الفصل كله إذا جاءت بنت واحدة لم تذاكر ) هذه طفلة لم تكمل التسع سنوات من عمرها وقد صارت حياتها لاتخلو من لحظات النكد، والسبب هي تلك المعلمة ذات الأسلوب السيئ مع طالباتها ، ولكني اقول حسبنا الله ونعم الوكيل في تلك المعلمة ومن هم على شاكلتها ، واخيرا هنيئا لكل معلم او معلمة او اي إنسان غيرهم عندما يفارق الناس ومحبته باقية في قلوبهم سواء كان اولئك الناس طلابا اوطالبات او غيرهم ، وهنيئا لكل إنسان يحبه الناس محبة صادقة في الله بلا مصالح دنيوية .