[صقر قريش]

الوطن :الثلاثاء 30جمادى الآخرة 1430هـ العدد 3189
الكتاب المدرسي والملخصات الرخيصة من ينتصر؟
إذا هبت ريح الاختبارات العاصفة رأيت الأسر تقرع أجراس الإنذار معلنة الاقتراب من الاعتراك الحقيقي، ووسائل الإعلام تكرس دورها اللامحدود أمام بوابة نهاية الفصل الدراسي، كل من لديه معنوية في مساعدة الطالب المسكين يسدي بها من غير خجل ولا حياء، لكننا لو أطلقنا العنان لتفكيرنا لوجدنا أننا نقوم بعمل لا يفضي إلى نتيجة محمودة، ولا يؤدي إلى زرع غير ذي عوج وكأننا ندور في حلقة مفرغة، فاليوم تغير عما قبله ولم يعد إلا طعما سائغا يتناوله الطالب سنة بعد سنة من غير تردد ولا خجل، فأسئلة الاختبار محصورة في وريقات معدودة، ودرجات الامتحان بعد ذلك لا تتخطى مد ناظريه ولا تأخذ حيزا من تفكيره، ولا يبقى في وسعه وإرادته إلا أن يحمل سيفه عفوا قلمه الخانع لأهواء المعلم ويسطر ما تملي عليه الملخصات الرخيصة في القيمة والتقييم وليس الكتاب المنهجي عن طريق ما خطه معلمه المبجل وليست الوزارة الموقرة ليس من أجل تحصيل الفائدة لجيل المستقبل ولا تزويدهم بالنقص، وإنما لأجل مضاعفة رصيده المالي من وراء عرق جبينه الذي يدعيه . فبعض المعلمين أصبح في هذا الزمن لا يبالي بالكتاب المدرسي ولعل هذا لا يتأتى إلا مع حلول موسم الاختبارات فيجعل الكتاب في صندوق النسيان ويرفع لواء ملخصه وما هذا إلا من تجاهل وزارة التربية والتعليم ممثلة في جميع إداراتها ومديري المدارس إزاء هذا العبث المائج، وصمتها الدائم حول إضعاف قدرات الطلاب ومهاراتهم وسوء مخرجات التعليم والأسئلة القائمة هنا: ما فائدة الكتاب المدرسي طيلة انتظار حصاد العام؟ وما جدوى الملخصات المطروحة في ساحة التعليم؟ ومن الذي نحتفل به عند بلوغ النهاية؟ هل بالطالب الذي عمل على فهم المادة التعليمية وجعلها في قالب حياتي ومستقبلي أم الطالب الذي يحب الخمول والكسل على إثر ما يصنع الغير به؟ ومن يعلن الحرب بين الكتاب المدرسي والملخصات الرخيصة وينتصر إذن؟!
صالح صبحان البشري ــ معيد بجامعة الملك خالد، قسم قانون