رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم الثلاثاء 30/6
الوطن :الثلاثاء 30جمادى الآخرة 1430هـ العدد 3189
هذا ليس شعراً يا معالي النائبة
استوقفني تعميم نائبة وزير التربية عقب جولتها الميدانية لهذه الأنشودة على المدارس لتعم فائدتها الطالبات في مدارس المملكة والنائبة في تعميمها حسب حدسي مدفوعة بإعجابها الشديد بهذه الأنشودة الغراء، وقد دفع إعجاب نائبة الوزير الشاعرة كما سمتها أو سميت لها بأن طالبت بفرصة لتضمين المناهج التي طورتها وانتهت من تطويرها شيئاً من شعرها هذا لتتدارسه الأجيال فترتقي أفكارهم ببعض من ست قبعاتها التي هيأتها للفكر الثاقب . وليت شعري كيف سمي هذا الكلام شعراً وأطلق على صاحبته شاعرة؟! وهل الشعر إلا كلام موزون مقفى يخاطب الشعور ويثير المشاعر ويوقظ الأحاسيس؟ فما علاقة القبعات بالمشاعر والذوق وتنمية الملكات الشعرية حتى تستفيد الأجيال وترتقي أذواقهم وتسمو أفكارهم وتزدهر لغتهم وتعذب ألفاظهم وتتفتق ألسنتهم؟!لست أرى في كلام الأنشودة الذي بين يدي – إن صح أن نسميها أنشودة – ما يرتقي بالذائقة الأدبية أو يعمق الإحساس بالوطن، ويشيد به ويتغنى بأمجاده، ولقد فتشت في بحور الخليل عن بحر ينتظم هذا الشعر فلم أوفق في الوصول إلى غايتي – ولكن هذا مبلغي من العلم وفوق كل ذي علم عليم . وحسب معرفتي أن المناهج لم تطور بعد إنما هي في طريقها إلى التطوير وفق مشروع خادم الحرمين – حفظه الله – لتطوير التعليم مناهجه وأساليبه وطرائقه ووسائله واستخدام التقانة الحديثة في تطويره ولما كنت من أهل اللغة العربية التي تشرف الشاعرة عليها في محافظتي القطيف ودارين، أحفظني صدور مثل هذا الإجحاف في حق اللغة التي حفلت بالجليل من المعاني، وغصت بكل جميل من الشعر والنثر ووسعت علوم الأولين من فرس ويونان وغيرهم من الأقوام والقوميات أن يلحقها مثل هذا الإسفاف في التعبير وإغفال الأوزان، وحشر الألفاظ في غير مواضعها . وأحزنني أن يتصدى للغة من ليست له بشأن، وأن يوسع ثناءً على هذا الخلط الذي أحال اللغة عن وجهها، وطمس محاسنها ولم يقم عمود صورتها،
ويقضى الأمر حين تغيب تيم
ولا يستأذنون وهم شهودُ
|