عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2009   رقم المشاركة : ( 16 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم الثلاثاء 30/6

الاقتصادية:الثلاثاء 1430/6/30 هـ . العدد 5734
ما تعرف لي أحد في ( . . . )؟!
صالح الشهوان
يمكنك أن تضع ما بين القوسين أعلاه اسم أي جهة حكومية . . فقد بات البحث عن واسطة تقليدا وطنيا عتيدا وسلوكا اجتماعيا وطيدا نستعصم به عند كل مهمة نريد إنجازها في أي جهة من الجهات . . فقبل أن نذهب مثلا إلى وزارة التربية والتعليم أو وزارة المياه والكهرباء، أو وزارة الصحة، أو الخطوط السعودية أو الجوازات أو الأحوال المدنية أو وزارة العمل أو التجارة أو أمانة مدينة الرياض أو إحدى بلدياتها . . . فإن أول ما يطرأ على بالنا ويشغل همنا ويقض مضجعنا هو البحث عن صديق أو زميل أو قريب يمكن أن يتوسط لنا أو لديه من يقوم بهذه الفزعة . فكم اتصل أحدنا بأحدنا أو قصده مباشرة ليسأله بنفاد صبر: (ما تعرف لي أحد في . . . ؟!) فيشعل هذا السؤال طابور وجوه الأشخاص الذين تربطنا بهم علاقات ويبعث من أقبية النسيان معها حتى وجوه الذين بهتت ذكراهم في أذهاننا بلمح البرق، إذا ما كنا على استعداد للفزعة!! لقد أصبح الواحد منا مدفوعا تلقائيا إلى الاتكال على هذا (المنقذ) لكي يختصر به جميع موظفي الجهة التي له فيها مهمة أو معاملة وبات هذا هو السائد المألوف، كرسته تعقيدات الروتين وهزال الأداء في أجهزتنا، والإصرار على ربط الحل والعقد ومجمل الصلاحيات في حضرة رئيس الجهة أو مديرها، الأمر الذي يجعل جيش موظفيها يحسون بلا جدواهم ويدفع بكثيرين منهم إما إلى الغياب والتسيب أو قضاء الوقت تصفحا للجرائد وثرثرة في الهواتف وتسكعا بين المكاتب . إن اعتمادنا على الواسطة لتحقيق ما نريد إنجازه من معاملات وشؤون خاصة ظاهرة عمقها أسلوب التعامل الفوقي اللا مسؤول من قبل بعض مديري وموظفي تلك الجهات ومقابلة المراجع بلا مبالاة وعدم اكتراث أو إضاعة وقته وجهده باختلاق طلبات خرافية ووضع عراقيل شكلية تجعل (طالب الخدمة) في وضعية الاستجداء المهين!! بسبب ذلك كله . . وللخلاص من هذا المحشر النفسي، ولكي يتجنب المراجع هذه (المرمطة) اضطر إلى الاستنجاد بـ (الواسطة) باعتبارها الوسيلة السحرية حتى فيما لا يحتاج إطلاقا إلى واسطة!! هكذا غدت عبارة (ما تعرف لي أحد في . . ؟!) من أبرز مقولات ثقافتنا الوطنية . . يقولها الشيوخ والكهول والشباب، نساء ورجالا، صيفا وشتاء، آناء الليل وأطراف النهار . . عبارة نديرها في سرحات أحلام يقظتنا وفي أضغاث وكوابيس منامنا . . يظل إيقاع جرسها دويا لا يتركنا نهنأ ساعة تكون لدينا معاملة أو مهمة ينبغي إنجازها في هذه الوزارة أو تلك المؤسسة ما لم نقبض على الواسطة . يا للوجوه، يا للأسماء، يا للأمكنة، يا للذكريات، يا للبيوت والحارات والشوارع، يا لأرقام الهواتف، يا للاستنفار للقاصي والداني . . تهطل زخات زخات، نستعرضها نفاضل بينها: هذا؟ لا، ذاك؟ يمكن، ذلك؟ أكيد . . نجند ذكاءنا، طاقتنا، دماثتنا لكي نتواصل مع من نظن عنده فصل الخطاب، عابرين المسافات والأزمنة، قافزين خنادق الغياب بقوة دفع السؤال المهيب: (ما تعرف لي أحد في . . . ؟!) . أما كيف نبرأ من ذلك؟ فأنا لا أملك الجواب وليس لدي سوى أن أسألك عزيزي القارئ: إذا كنت تعرف أحد فدلنا عليه!!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس