عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2009   رقم المشاركة : ( 22 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم الثلاثاء 30/6

المدينة : الثلاثاء 01-06-1430هـ العدد : 16862
التخطيط منهج رباني
د . الجوهرة بنت ناصر
التخطيط العلمي المدروس والممنهج يعطينا فرصة أكبر للاستفادة من طاقاتنا واستثمار قدراتنا بشكل إيجابي، وعدم استهلاك أنفسنا في عالم من الفوضى والتخبط الذي سيؤدي بنا إلى الفشل في نهاية المطاف . .
* هل يتفق القارئ الكريم معي بأن كثيرا من مشاهد حياتنا إن لم تكن كلها تسير في عشوائية وارتجالية لا تمكننا من تحقيق الأهداف التي نعيش من أجلها .
* حسنا، تعالوا نتأمل شيئا من تفاصيل حياتنا ونصل في النهاية إلى قرار حاسم، إما الاستمرار على هذا المنوال الذي لا يتوافق مع حياة المسلم وتعاليم دينه، أو اننا نقوم سلوكنا وطريقة معيشتنا ونطورها إلى مرحلة جديدة من التنظيم والتخطيط الذي يؤهلنا لتحقيق أسمى الأهداف . . فعلى سبيل المثال لا الحصر كم هي نسبة طلابنا الذين يدخلون المرحلة الثانوية وهم يعرفون إلى أين سيتوجهون، هل إلى الدراسات العلمية أم الشرعية والأدبية؟
- ثم كم هي النسبة منهم ممن يتجاوزون المرحلة الثانوية ويعرفون وجهتهم الجامعية؟
* يبدو لي ان النسبة تكون مفاجئة من واقع الحال الذي نشاهده، مع انني لا اعتمد الآن على دراسة أجريتها لهذا الغرض الا ان الظاهرة ملموسة وواضحة، وهذا يجرنا إلى التفكير في موقع التخطيط ومكانته في الأسرة ممثلة في الأم والأب بالدرجة الأولى، ثم المدرسة بكامل طاقمها التربوي والإداري، لا سيما التوجيه والارشاد الطلابي الذي يفترض ان يتعاون مع المعلمين في قراءة نفسية الطالب وقدراته وميوله ومواهبه، ومن ثم مساعدته في رسم طريق حياته .
* هذا بالنسبة للتعليم، وتعلمون ما يمثله التعليم من أساس لكامل حياة الفرد والمجتمع، ولنتأمل حياتنا اليومية خلال عام كامل، تبدأ السنة الهجرية وتنتهي دون ان نشعر، بل نعيش في غفلة شديدة دون جدولة لأوقاتنا، فتمر الأيام والأسابيع والشهور، وتتواصل المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية، وليس لدينا أي رؤية أو استراتيجية تحدد لنا المسار حتى ولو كانت قريبة الأمد .
* أين نحن من الإسلام الصحيح الذي رتب الأيام والأسابيع والشهور والأعوام، وجعل لها مواعيد ثابتة لا تتغير . . حرصا على تنظيم حياة المسلم، فاليوم فيه صلوات محددة والأسبوع فيه صلاة الجمعة، والشهر فيه الأيام البيض، ورمضان في التاسع من كل عام والحج في الثاني عشر، وإذا أردنا التعمق أكثر لوجدنا ان الله تعالى قد حدد للإنسان موعدا للولادة، وموعدا للوفاة، وموعدا ومكانا للرزق، فالأولى بنا ان ننتهج هذا المنهج الرباني العظيم وان نعاود النظر في حياتنا، ونرتب أمورها بالكامل . . ونعرف ماذا نريد اليوم وماذا نريد غدا وما هي أهدافنا في مشوار الحياة عموما؟ بعد أن آمنا بأننا خلقنا لعبادة الله وحده لا شريك له، فنسعى في عمارة الأرض التي اختص الله بها البشر من بين مخلوقاته . إن التخطيط العلمي المدروس والممنهج يعطينا فرصة أكبر للاستفادة من طاقاتنا واستثمار قدراتنا بشكل إيجابي، وعدم استهلاك أنفسنا في عالم من الفوضى والتخبط الذي سيؤدي بنا إلى الفشل في نهاية المطاف . والأهم بالنسبة لي في هذا الموضوع هو أن نغرس قيمة التخطيط والتنظيم والتطوير في نفوس أبنائنا والأجيال منذ نعومة أظافرهم، فنعلمهم كيف يعيشون الحياة بنظرة منظمة وعقلية واعية بدلا من ان ينتهجوا نهج الغالبية في العشوائية المقيتة .
* وبالتالي فإننا بانتظامنا والتزامنا دون ان نشعر سوف نبني مجتمعا مثاليا، وسوف تنعكس نتائج هذه التنشئة على كل شيء في حياتنا، وبالتالي نعيش جميعا بسلام، يقودنا العقل السليم القويم الذي استمد قوته من تعاليم الله جلت قدرته .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس