[صقر قريش]

عكاظ : الأربعاء 01-07-1430هـ العدد : 2929
عندما يعتذر «الكبار»
أسماء المحمد
ليس لأنها نورة الفايز نائبة وزير التربية والتعليم، وليس لأنه معالي وزير الإعلام الأسبق «محمد عبده يماني»، بل لأن الموقف نفسه لايصدر إلا من الكبار. في مقاله بصحيفة الرياض المنشور في 18 يونيو الجاري عنون معالي الوزير مقاله «معذرة صاحبة المعالي»، وهو موقف صادر بحس أبوي يبادله إحدى بناته التي بادرت بالاتصال به لإيضاح موقفها وتأكيدا على أنها لم تذكر ما ورد في الصحف وأدى إلى التعسف في محاسبتها والتطرق إلى مواقفها في بعض المقالات بصورة لا تليق.
إنه الإعلام سلاح قاتل إذا استخدم بجبروت لمحاولة طحن تجربة تتبرعم ومازالت في بداياتها. لا أحد فوق النقد، لكن الهجمة الشرسة التي طالت السيدة الفايز وردت انطلاقا من أخبار ممزوجة بتأويل بعض الزميلات الصحافيات في مناطق المملكة عندما كانت الفايز تتواجد ضيفة احتفالات تخريج دفعات أو على ضفاف حفل جائزة فتتحدث معهن وهي لا تعلم أن التحوير أو الفهم الخاطئ سيطال حروفها، وكم أتمنى لو أن إحدى الزميلات أثبتت ما نشر وهناك زعم أن الفايز قالته، من واقع توثيق وتسجيل التصريحات.والذي تعامل مع السيدة الفايز في شكل دائم في مدينة الرياض ويعرفها إبان ترؤسها للقسم النسوي بمعهد الإدارة يعرف أنها سيدة بعيدة عن مثل هذه التصريحات، ويعلم أنها مع المرأة ومع قضاياها قلباً وقالباً وإلا لما اختارتها القيادة الحكيمة في شكل تاريخي.يقول الدكتور يماني في مقاله «ذكروا أنها ضد إعطاء المرأة الفرصة في قيادة تعليم الإناث وأنها صرحت بعدم ضرورة الرياضة للمرأة، ولكني قدرت لها كريم أخلاقها وتواضعها بالاتصال بي لإيضاح حقيقة الأمر، وأنها لم تقل ذلك، وإنما حدث تحريف وعدم دقة في النقل».ويدعو يماني بقوله: إنني أرى أن من واجبنا أن نقف مع هذه السيدة الفاضلة ونتفهم موقفها وندقق فيما ينقل عنها مع تمنياتنا لها بالتوفيق والنجاح ـ انتهى كلام الدكتورـ. ومن وجهة نظر شخصية لي أعتب على سيدة بحجم نائبة الوزير نورة الفايز لعدم مواجهة ذلك بإعلان تصريح رسمي يرد على ما تورده الصحف من أخبار يفترض تكذيبها في اليوم التالي لنشرها حتى لا تتحول إلى كرة ثلج، وأتوقع أنها تعي حجم خطورة الإعلام، وشراسته وأقترح أن يخصص وقت للمؤتمرات الصحفية أسوة ببعض الوزارات والقطاعات تجيب من خلالها السيدة الفايز على أسئلة الزميلات تلافياً لغياب أخبار وزارة التربية والتعليم في الجانب المؤنث وحتى لا نحتاج إلى نفي وإثبات واعتذار على الملأ.