رد: الملف الصحفي للتربية الخميس
رد: الملف الصحفي للتربية الخميس رد: الملف الصحفي للتربية الخميس رد: الملف الصحفي للتربية الخميس رد: الملف الصحفي للتربية الخميس رد: الملف الصحفي للتربية الخميس
الجزيرة : الخميس2 رجب 1430هـ - 25 يونيو 2009م - العدد 13419
أمانة التعليم بين الأستاذ والطالب
د. إبراهيم بن ناصر الحمود
العملية التعليمية عملية ذات أبعاد، ويصدق أن نصفها بالعملية الشاقة نظراً لما تتطلبه من جهد علمي ونفسي. ومتى وفق الأستاذ (المعلم) في أي مرحلة من مراحل التعليم إلى الإخلاص في الأداء الصادر عن شعور بالمسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقه فإن العملية التعليمية تسهل في حقه، لأنه وصل إلى درجة تحقق الرضا عن نفسه أولاً ثم رضا الناس عنه وقبل ذلك كله أن يُرضي الله فيما يقول ويفعل. حقاً إن التعليم بصفة عامة عملية لا يستهان بها، ومن هنا وجد برنامج المعلم المخلص الذي تنظمه بعض الجهات التربوية وترجو من ورائه تحديد سمات المعلم الناجح الذي يراقب الله في عمله ويعطي من نفسه ووقته الشيء الكثير لطلابه. وهذا المعلم يقل وجوده في عصرنا الحاضر بشهادة أبنائنا الطلاب الذين هم أقدر منا على تقييم المعلم، فهم يسمعون له ويعيشون معه الساعات الطوال، ويعرفون مدى قدرته على التكيف مع المادة، واستيعابه لها، وقدرته على الأداء والحوار والمناقشة. فإذا كان الأستاذ مرآة الطالب يرى فيه الطالب القدوة الحسنة لسلوكه وتعامله، فإن الطالب له دور كبير في تقييم الأستاذ خاصة في المراحل العليا (المرحلة الجامعية فما فوق). بمعنى آخر، إن الطالب في قاعة المحاضرات (الطالب المعتدل) يستطيع أن يعطي تصوراً كاملاً عن أستاذه، ومن هنا برزت الفروق الفردية بين المعلمين كما هي بين الطلاب. ولا ينكر أحد هذه الحقيقة، والشاهد على ذلك أنك تجد الطلاب يرغبون في أستاذ معين ويطالبون به في كل فصل دراسي. وفي المقابل تجدهم أحياناً يشتكون من أستاذ آخر وينقلون لإدارته ضعفه العلمي، وعدم قدرته على الأداء الجيد أو سوء خلقه وهكذا، فما الذي جعل ذاك الأستاذ يحظى بالقبول من طلابه ويرغبون فيه والآخر ينظرون إليه نظرة دونية. لا شك أن هذا التقييم يعطي صورة واضحة عن شخصية الأستاذ متى كان هذا التقييم بعيداً عن الأغراض الشخصية. وهذا ما كان عليه سلف هذه الأمة من علمائها وشهادة تلاميذهم لهم بالفضل، ومن تتبع سيرهم وجد الثناء عليهم والشهادة لهم بالعلم والفضل من قبل من تتلمذ على أيديهم. وأقرب مثال على ذلك سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين -رحمهما الله تعالى. فإذا أردت أن تعرف الكثير عنهما فاسأل من تتلمذ عليهما من طلاب العلم فعندهم الخبر اليقين. وإذا كان الأمر كذلك ألا يكون لطالب المدرسة أو الجامعة دور في تقييم أستاذه ومعرفة إيجابياته وسلبياته؟ ينبغي ألا نغفل هذا الجانب، بل إن الطالب في القاعة أقدر على معرفة الأستاذ من غيره، فالمشرف التربوي لا يستطيع أن يلازم الأستاذ كما يلازمه الطالب. فتقييم المشرف مبني على لحظات بينما تقييم الطالب مبني على شهور بل وسنوات. فأكرم بها من صحبة.
- المعهد العالي للقضاء
|