الحريري رئيسا لوزراء لبنان وماراثون التشكيل غدا
زياد عيتاني ـ بيروت
أفضت الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس ميشال سليمان على مدى يومين إلى اختيار سعد الحريري رئيسا للحكومة.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية تكليف الحريري رئيس أكبر كتلة نيابية في البرلمان، رئيسا للحكومة العتيدة. وأفادت في بيان صدر إثر اجتماع بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري شارك في قسم منه النائب الحريري، تكليف الحريري تشكيل حكومة جديدة. وأوضح نواب من الأكثرية شاركوا في الاستشارات أن 86 نائبا من 128 سموا الحريري رئيسا للحكومة، وهم نواب تحالف الغالبية والمستقلين البالغ عددهم 7، ونواب كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري 13 ونائبان أرمنيان. وينتمي النواب الـ15 إلى الأقلية النيابية. وامتنعت كتلتان رئيسيتان هما كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) وكتلة الإصلاح والتغيير برئاسة النائب المسيحي ميشال عون، والكتل الأخرى الصغيرة في الأقلية عن تسمية الحريري أو أي شخصية أخرى.
النائب سليمان فرنجية وبعد لقائه الرئيس سليمان أفاد بأنه لم يسم أحدا لرئاسة الوزارة، مضيفا ندعو بالتوفيق لمن سيشكلها ونحن منسجمون مع موقف المعارضة. فيما الوزير طلال إرسلان قال سميت حكومة وحدة وطنية وشراكة وطنية تطبق النص الدستوري القائم على الديمقراطية التوافقية. ووفقا للعرف البروتوكولي يقوم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بجولة اليوم على رؤساء الحكومة السابقين الأحياء وهم أمين الحافظ وعمر كرامي ونجيب ميقاتي ورشيد الصلح وميشال عون وسليم الحص على أن يبدأ غدا استشاراته النيابية في مبنى مجلس النواب لتشكيل الحكومة المرتقبة. إلى ذلك أفصحت مصادر سياسية لـ «عكاظ» أن الحريري وضع مهلة محددة لتشكيل الحكومة، وفي حال تعثر تشكيلها في هذه المهلة، فالاعتذار خيار مطروح والبديل فؤاد السنيورة.
..و يسعى إلى التهدئة وتوليفة وطنية
أوضح رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري أمس سعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بيد أنه حذر من أن هذه المهمة ستكون صعبة. وقال عقب لقائه الرئيس ميشال سليمان إنه منفتح على جميع الأطراف لإبعاد الفتنة وترسيخ التهدئة والاستقرار. وأضاف: التزمنا خلال الحملة الانتخابية بحكومة وحدة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية الرئيسية، بتجانس وقدره على العمل والإنتاج والإنجاز ،بعيدا عن أية عرقلة أو شلل. وأفاد سنبدأ المشاورات مع جميع الكتل النيابية لمصارحتها كما نصارحكم اليوم بالتحديات والفرص والوقائع التي نراها أمامنا وبضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة لمصلحة لبنان. واعتبر أن الأكثرية تكليف واضح بالحفاظ على الاستقلال وتعزيز السلم الأهلي والاهتمام بالتنمية والشأن المعيشي مؤكدا أن يده ممدودة للجميع وأنه سيستمع إلى أصوات من لم يصوتوا له ونضعها مصاف أصوات الأكثرية. وتابع:همنا هو إبعاد الفتنة لمواجهة التحديات التي تتهدد لبنان على المستويين الداخلي والخارجي، فالمخاطر التي يواجهها حقيقية وكبيرة ،لكن الفرص المفتوحة أمامنا أكبر، وصد المخاطر عنه يأتي من مكان واحد هو تشكيل حكومة وحدة قادرة على العمل بالتعاون مع رئيس الجمهورية. وشدد الحريري على أنه لن يوفر أي جهد لسد طريق المخاطر وفتح الفرص أمام اللبنانيين. مشيرا إلى أن القضية الراهنة أكبر من تشكيل الحكومة إذ تتعلق بمصير الوطن في مرحلة هي الأخطر في تاريخ المنطقة.