الموضوع: المقال التربوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2009   رقم المشاركة : ( 4 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقال التربوي

المدينة : الأثنين 06 رجب 1430 هـ العدد 16868
لا تبالِ يا ولدي بالفشل.. أثبت أنك أقوى منه
أسامة أحمد السباعي
في هذه الأيام، تعقد الاختبارات النهائية للطلبة والطالبات، ويشعر أهاليهم كم أن هاجس القلق ينتابهم خوفًا من الرسوب.وبين يديّ -بهذه المناسبة- رسالة تتصدى لهذا النوع من الخوف.. أهديها إلى أبنائنا الطلبة، وبناتنا الطالبات؛ علّها تخفف من درجة الخوف عندهم، وتدفعهم إلى التخلص من القلق، أو ترقّب الفشل.كنا ندرس -أخي زهير وأنا- في جامعة القاهرة. هو يدرس الطب؛ وأنا أدرس الصحافة والإعلام. وفي السنة النهائية من كلية الطب كتب أخي إلى والدنا أحمد السباعي (رحمه الله) متهيبًا من الامتحانات المقبلة؛ فأجابه الوالد برسالة شجعه فيها على مواجهة الامتحانات، وتقبل نتائجها بصدر رحب.يقول الوالد في رسالته: “ولدي.. دعني أسألك:
*مم تخاف؟ أمن الرسوب؟ لست يا ولدي أول من رسب في امتحانات المدارس أو الجامعات او رسب في اختبارات الحياة.* هل النجاح في اختبارات المدارس دليل على التفوق؟
* ألا تدري -يا ولدي- أن عثرات الحياة أهون شيء فيها السقوط في اختبارات المدارس؟
* ألا ترى أن شابًا مثلك إذا لم يوطد نفسه من اليوم على مواجهة الفشل مهما كان نوعه؛ فهو شاب ناقص الرجولة؟
* هل تعلم -يا ولدي- أني عشت أمقت أسلوب الاختبارات، ولكني رغم ذلك أستطيع أن أدعي أن للاختبارات فضلاً واحدا لا يصح أن ينسى؛ ذلك أنه يدرب الناشئ على مواجهة عثرات الحياة ويعلمه كيف يصمد للفشل.
* ألا تدري أن أباك فشل في خطوة أحدثت ضجة في جميع أوساط المملكة (عندما صدر الأمر بعدم افتتاح مسرح قريش)، فشلاً ترك أثره في كل المحيطين بي؛ بل إن بعض الممثلين أقسموا لي أنهم لم يناموا تلك الليلة من هول المفاجأة. ومع هذا فإني أقسم بالله أن ذلك لم يؤرقني ساعة، وأني واجهت الأمر بضحكة عالية هزت كل عضلاتي، وأني مكثت بعدها أسبوعًا غارقًا في نوبة من الضحك غريبة الشكل..
* ماذا؟.. أتخشى أن تفشل في عمرك مرة؟
* لم لا تفشل؟.. إن الحياة الوادعة الرتيبة لا تُنضج رجلاً.. فتعرَّض -يا ولدي- للفشل ولا تباليه، ولا تدع نفسك تذهب حسرات بسببه؛ لتثبت أنك أقوى من الفشل، وأثبت من أن تزعزع المصائب قوّة نفسك.
* هل تفهم أنني أعني أن تهمل أسباب النجاح، أو تقلل ثقتك بنفسك، أو تستسلم لعوامل الاخفاق؟ لا، فتلك صفات لا تقل عن سيئات الناجح القلق، بل تربو إلى أضعاف أضعافها.
* ألا تعلم أن الرجولة بأرفع معانيها أن تجند سائر طاقتك في سبيل ما تهدف؟ على أن لا يضيرك أن تعصيك أرقام الاختبار.
* هل هناك أهنأ من أن ترضي ضميرك؟ إذن ما عليك من غدرات الحياة، فقد ظلت الحياة لا تناهض إلا عظماء الرجال، ولا تغدر إلا بأصحاب الهمم العالية!.
إني -يا ولدي- قانع بأنك بطل، وليس بين معارفك من ينكر هذا عليك.. وهذا في رأيي أسمى درجات النجاح. فلا تسئ إلى بطولتك بالاستسلام إلى القلق أو ترقب الفشل.سر في طريقك ولا تبالِ بالنتائج مهما كان لونها، واذا أبى الامتحان إلا أن يغلبك فاضحك ملء رئتيك لهذه العثرة، واعتبرها درسًا تتعلّم منه معاني الحياة التي عاش الإنسان يصافحها في كل أدوار التاريخ”.وجاءت الرسالة بلسمًا تخلّص به زهير من القلق وهاجس الخوف، ووفق في الامتحانات التي أدّاها والحمدلله.وبدوري، أرجو أن تترك مثل هذه الرسالة أبلغ الأثر في نفوس طلابنا وطالباتنا.. فيثبتوا قوّة شخصياتهم ومعنوياتهم في مواجهة الامتحانات، ويصمدوا أمام عثرات الحياة واخفاقاتها، ويضحكوا لها ملء رئاتهم.أجل. كم هو خليق بشبابنا (ذكورًا وإناثًا) ان يستجيبوا لنصائح الرسالة، وأن يمضوا في عزم وثبات فيكبروا على الخوف، ويرتفعوا على الرهبة، وأن يتفوقوا على القلق.ما أحوجنا إلى شباب قوي لا يلين.. شباب لا يستسلم للضغوط النفسية، ولا يستجيب للتوترات التي تصاحب الامتحانات حتى ظهور النتائج. شباب تهون أمامه الصعاب مهما اشتد أوارها وتفاقم سعارها.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس