[صقر قريش]

الرياض : الأربعاء 08-07-1430هـ العدد : 14982
حراس المدارس..«أمانة البسطاء» بدون مزايا!
الرياض - تقرير عبدالله الحسني
"حرّاس المدارس" فئة من البسطاء لا تملك إلا أن تعجب بهم وتزجي لهم مشاعر التقدير والإعجاب وأنت تلتقي وتتعامل معهم بشكل يومي، عندما تهم بإيصال أبنائك وبناتك إلى مدارسهم أو حين تأتي لجلبهم منها بعد نهاية يوم دراسي حافل. ولعل مثار الإعجاب هذا هو ما يتمتع به حارس المدرسة من حيوية ونشاط وهمة تغبطه عليها، فهو لا يبرح مكانه أبدا تحت أي ظرف، ففي ساعات الصباح الأولى تجده واقفاً يتابع الداخلين ويرصدهم بعين يقظة لضمان تدفق الطلبة والطالبات بكل انسيابية مع ضرورة التأكد من عدم وجود أي تأخير إذ تجده يدقق في ساعته ووقت وصول ودخول كل طالب أو طالبة متأخرة، وإلا فإنك ستضطر إلى إبراز هويتك له وبدوره يستلمها ويوصلها إلى المشرفة على عملية الحضور بعد أن يستفهم منك سبب التأخير ودواعيه.
ادوار متعددة
أما في عملية الانصراف خصوصاً للطالبات فتجد الحارس متأبّطاً ميكرفونه ( المايك) الذي يستخدمه لنداء كل طالبة يصل والدها لأخذها يردد بصوته وبتتابع لا تعوزه الحيوية منادياً الطالبة ولا يهدأ ولا يني حتى يتأكد من وصولها واستلام والدها لها كل هذا يتم في جو من الهرج والمرج الذي تشهده ساحة المدرسة وسط اكتظاظ الآباء وسائقي الباصات المنتظرين في الشمس الحارقة. ولا يقف دور الحارس عند هذا الحد، بل يتجاوزه إلى ادوار أخرى أكثر تعقيداً وأهمية فحين تهم بالاستئذان لابنتك لمراجعة مستشفى أو خلافه فإن سلسلة من الإجراءات تنتظرك يطالبك بها الحارس ولا تتوقع أي تنازل منه فلا بد له من أخذ موافقة المشرفة أولا ثم تقوم بتسليم بطاقتك المدنية للتأكد من هويتك ثم يقوم بتسجيل رقم لوحة سيارتك ولونها وموديلها ونوعها أيضا لتظفر بعدها باستلام ابنتك. إجراءات صارمة وطويلة لكنها مهمة ولا تملك إلا أن تفرح بتطبيقها، فهو صمام أمان بعد الله لحفظ الأبناء من أي خطأ أو تصرف غير مسؤول لا سمح الله. وأوضح أحمد شراحيلي أنه يعمل بنظام التعاقد، وأن الراتب الذي يتقاضاه شهرياً مقابل حراسته لإحدى المدارس ضئيل جداً لا يتجاوز 1437 ريالاً، مؤكداً على أنهم يطمعون بالتحسين. وقال: "الأطفال يكبرون وتكبر معهم همومهم ومشاكلهم ويحتاجون إلى طلبات ومصاريف كثيرة لا نستطيع الوفاء بها بكل أسف". ووصف أحمد شراحيلي عملهم بالمتعب والمليء بالضغوطات النفسية، مؤكداً على أنه صعب وشاق، خصوصاً في حالة الازدحام التي تشهدها ساحة المدرسة وقت الانصراف، والتي تسبب حالة من الصخب والفوضوية نتيجة ندرة المواقف، مشيراً إلى أنه لا يوجد مرور يساندهم في تنظيم الحركة المرورية، وأنهم يتولون مهمة ترتيب حركة المرور، متسائلاً: ولكن ما العمل فنحن مضطرون للاستمرار إذ لا خيار أمامنا؟ ويوافقه الرأي أبو رائد، منوهاً أنهم يعملون في فترتين الأولى من الساعة الخامسة والنصف صباحاً حتى الثانية ظهراً، والفترة الثانية من الرابعة عصراً وحتى الثامنة مساءً، مؤكداً على أن عمله شاق جداً ولا تسمح لهم ذممهم بالتقصير فيه، خصوصاً وأنهم مؤتمنون على أرواح فتيات صغار مسؤوليتهن عظيمة. وأكد على أنهم لا يتمتعون بالإجازات حتى يومي الخميس والجمعة، وأنه يتم تكليفهم بمتابعة عمال الصيانة، منوهاً بأنه عمل متواصل ومرهق يقومون فيه بالوقوف والإشراف على جميع أعمال الصيانة، وأنهم لا يتركون المكان حتى يغادر العمال الموقع، لافتاً إلى أنه تتم محاسبتهم على أي تقصير. ويعلق أبو رائد على ضآلة الراتب قائلاً: نحن لا نستطيع أن ندخر شيئاً من الراتب بل بالكاد نقضي به وبتقشف على أسرنا فما بالك أن يتجاوز هذا إلى حلم ببناء أو تملك منزل؟ إنه أمر مستحيل في ظل وضع كهذا حتى وان كان السكن مؤمن داخل المدرسة فهو ضيق ولا يستوعب اسرا كبيرة كأسرنا، ثم انه لا أمل في المستقبل ولا أمان فبمجرد إنهاء خدماتنا سنجد أنفسنا في الشارع إذ لا تأمين ولا نظام تقاعد ولا خلافه لذلك نأمل أن يتم النظر في وضعنا لأننا بالفعل في قلق لا يعلمه إلا الله .
تجدد الأمل بالوزير الجديد
أبو رائد يتحدث بلهجة متفائلة، ويقول: أنا سعيد بالتغيير الذي حصل في التربية والتعليم وتسلم الأمير الشاب فيصل بن عبدالله شؤون الوزارة فهو رجل رائع وإداري، وسوف يصله صوتنا ويحل وضعنا وتحسين رواتبنا.
الوطن :الأربعاء 8 رجب 1430 هـ العدد 3197
عدم ترسيم موظفي تعليم بنات حبونا؟ من المسؤول عن
استبشرنا نحن موظفي مندوبية تعليم البنات بمحافظة حبونا بالقرار السامي الذي صدر بترسيم عمال بند الأجور والمستخدمين إلى مراتب رسميه وذلك من أجل تحسين أوضاعنا المعيشية ومازلنا مستمرين بأحلامنا التي لا تتوقف عن الترسيم من بند الأجور والمستخدمين إلى المراتب الرسمية أسوة ببقية القطاعات الحكومية الأخرى ... فمنذ ما يقارب الـ 8 سنوات ونحن نعمل في تلك الوظائف والتي تتمثل ما بين موظفي خدمات وأمين مستودعات وناسخ آلة ومراسل وكاتب ومع الأسف فإن مسمى تلك الوظائف يتغير في كل عام إلى مسمى جديد وتندرج أسماؤنا تبعا لمتغيرات هذه المسميات فتارة تحت مسمى بند الأجر اليومي 70 ريالا وتارة تحت مسمى بند 1250 ريالا وتارة تحت مسمى محو الأمية وأخيرا على بند 1400 ريال مقطوعة دون أن نعلم عن أسباب هذا التأخير لتنفيذ مثل هذا القرار خصوصا ونحن قد أتقنا جميع الأعمال الإدارية المتعلقة بإدارة تعليم البنات بل وقد نكون أعمدة أساسية في سير مجريات العمل باكتسابنا للخبرات من خلال عملنا المديد لسنوات طويلة ولكن ما يحز في أنفسنا أننا لا نتمتع بالإجازات والعلاوات والبدلات التي يتمتع بها الآخرون ونتساءل ما مصير أي منا في حال تم الاستغناء عنه دون أن يحسب له راتب تقاعدي أو خلافه فتذهب سنوات خدمته أدراج الرياح... فنتمنى من الله ثم من أصحاب القرار بهذا الخصوص النظر في مشكلتنا هذه.. لأن مثل هذا المرتب لن يبني مستقبل أي شاب طموح.
خالد عشيمة لسلوم- صالح علي آل عبيد- نجران