الموضوع: المقال التربوي
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-01-2009
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي المقال التربوي

المقال التربوي المقال التربوي المقال التربوي المقال التربوي المقال التربوي

الوطن :الأربعاء 8 رجب 1430 هـ العدد 3197
هذا وقت الهدوء...هذا وقت المراجعة
ميسون الدخيل
كل منا يريد أن يكون أما أو أبا صالحا وعادة ما يكون لدينا رؤية عن ذلك؛ أي رعاية الأبناء بمحبة واهتمام بحيث تترك أثرا طيبا لديهم، وبناء علاقة متينة تقف أمام أزمات الزمن، لكن أحيانا يصدر منهم سلوكيات تجعلك تخرج عن طورك وتشعر برغبة جامحة تمتلكك وتدفعك دفعا لتوجه جلّ غضبك إليهم. ماذا تفعل حينها؟ هل ترفع يدك وتبدأ حفلة الضرب والركل وقد يصطحبها جوقة من الشتائم؟! أم تستدير وتوجه غضبك لشخص آخر، أم لداخلك لينتفخ القولون وتنفجر المرارة؟ حقيقة، ما هي الخيارات التي أمامك؟ الخطوة الأولى هي أن ندرك أن هنالك خياراً إيجابياً، ما هو؟ هذا ما سنتوصل بإذن الله تعالى إليه معاً.بما أننا في أواخر فترة الامتحانات وبدأنا نستلم درجات نهاية العام، ربما نجد أن منهم من تراجع مستواه أو رسب في بعض أو غالبية المواد، هنا قد لا تتوافق ردة الفعل مع تلك الرؤية التي رسمناها في مخليتنا، بل إنها ستُدفع إلى ما وراء سُحب الغضب وتختفي، ولكن يجب أن نعلم أنه مازال أمامنا خيار، بأن نراجع أنفسنا، أن نتذكر أنه مهما كان ذلك قاسيا علينا فهو بالتأكيد أشد صعوبة عليهم لأنهم بالتأكيد لا يتعمدون إحراجنا، لا بد أن هنالك سبباً إن لم يكن أسباب، وعليه يجب أن نتمالك أعصابنا، فما أثار غضبنا ليس الدرجة بل الرسالة التي نستلمها من داخلنا والتي تفسر لنا الأمر على شكل مخاوف من أن الابن لن يتمكن من دخول الجامعة، أو الشعور بالخجل من ابن فاشل، أو حتى الاعتقاد بأنه لو كان الابن يهتم بمشاعرنا لكان اجتهد كي يجعلنا فخورين، والأقسى طبعا أن نؤمن بأننا فشلنا في مساعدته على النجاح في دراسته.إن استطعنا أن نتعرف على أسباب ردة الفعل الداخلية فسيسهل علينا حينها أن نتعلم كيف نتحكم بأعصابنا لينعكس بالتالي على ردة الفعل الخارجية، أي إن إعادة النظر في الحالة التي تسببت بهذا الغضب من شأنها أن تساعدنا على تحديد السبب الحقيقي وراء هذا الغضب. ولن أنفي هنا أنه في بعض الأحيان يكون الغضب هو رد الفعل المناسب لتعليم أطفالنا مدى فداحة السلوك الذي حدث، ولكن إذا خرج الأمر عن السيطرة، فسيصعب علينا التمكن من تمالك النفس من أجل أن نفكر بوضوح وهدوء كي نتخذ قرار التصرف السليم. لنبدأ بالبحث عن جذور المشكلة ، مثلا هل هو القلق من الاختبار؟ هل تسببنا نحن بهذا القلق بجعل هذه الفترة وكأننا في ثكنة عسكرية فجأة بعد تجاهلهم طوال الفصل الدراسي، أم هي طريقة المدرسة في التعامل مع هذه الفترة؟ هل هو ضعفهم في تنظيم الوقت الدراسي في المنزل وتقسيمه بين المواد؟ هل لديهم أم لدى غيرهم من زملاء الصف مشاكل سلوكية تحد من التركيز؟ هل لديهم مشاكل في التعلم تؤثر على التقدم الأكاديمي وعلى التفاعل داخل أو خارج الصف؟ فأحيانا كثيرة يقضي الطالب فترة التعليم دون أن يُكتشف أنه يعاني من مشكلة ما في التعلم، قد لا تكون بالحدة أو الوضوح بحيث نتعرف عليها منذ الولادة، لأن منها ما قد يظهر في مرحلة متأخرة كنهاية المرحلة الابتدائية، وهذا ليس شيئا يجعلنا نخجل منه كي نتفادى الاعتراف به وبالتالي يضيع علينا إيجاد الحل المناسب قبل فوات الأوان.الخلاصة، متى ما حددنا السبب فسيصبح من السهل علينا البدء بالبحث عن الحلول المتاحة، بل خلق الحلول والعمل على تنفيذها مع المدرس، المدرسة، ومتابعتها في المنزل، ولا ننسى مناقشة الأمر مع الأبناء لتتضح الأمور لنا ولهم، حينها سنجد تغيراً وتحسناً، سواء كان الأمر متعلقاً بالسلوكيات أو الدرجات. فالرسوب أو الضعف أو التراجع في المستوى ليس سوى دليل على أن هنالك خللاً ما يجب أن يعالج، لنجعله بداية الطريق بدلا من النظر إليه وكأنه النهاية، وغير ذلك سيتسبب بخروج التربية السليمة عن مسارها، ويحرمنا من المستقبل الذي نحلم أن يكون لأبنائنا، فلنتحكم بأعصابنا كي لا يبعدنا الغضب عن أصل الهدف.
رد مع اقتباس