رد: المقال التربوي
الجزيرة:الاربعاء 08 رجب 1430 العدد 13425
لا خوف من الاختبار.. فهو وسيلة من وسائل التقويم التربوي للعملية التعليمية
عبدالله بن حمد الحقيل
أبناؤنا هذه الأيام على عتبات الاختبار ولم يعد الاختبار والذي هو تقويم تربوي للعملية التعليمية مخيفاً، بل هو قياس لمعرفة تحصيل الطالب ومعرفة مستواه، فرفقاً بأبنائنا في الاختبارات..
ولقد تناول عدد من الكتّاب موضوع الاختبارات وخاصة وشبابنا يعيش أجواءها هذه الأيام، وأود القول بأن الشكوى من ذلك ليس وليد عصرنا بل إنها قديمة وأصبح اليوم مجرد تقويم.. فالاختبارات وسيلة من وسائل التقويم التربوي للعملية التعليمية، فهي تساعد المعلم والمتعلم على تحسين التعليم من خلال وسائل التقويم، حيث يتم تطوير وتحسين وتعديل العملية التعليمية، فهي لمعرفة مستوى الطالب الذي حدده المنهج في المعلومات، ولقد كثر الحديث منذ أمد بعيد عن الاختبارات وشؤونها وشجونها من قبل الأساتذة والطلاب وأولياء الأمور، وعن وضع أسئلة الاختبارات وأساليب وضعها بحيث تصل بعض الأحيان إلى الصعوبة..
ومن المهم جداً مراعاة الطالب وتقويم مستواه والاهمام بتحصيله العلمي مع مراعاة وضوح الأسئلة وفن صياغتها..
أذكر أني أمضيت عدة سنوات حينما كنت أعمل في وزارة المعارف عضواً في لجنة وضع الأسئلة وكنا -يعلم الله- نبذل قصارى جهودنا في سبيل تبسيط الأسئلة ووضوحها وشمولها للمنهج الدراسي والبعد عن التعقيد ومرحلة التعجيز.. وفي كل عام نسمع الكثير من الطلاب يجأر بالشكوى من صعوبة الأسئلة وهي ظاهرة تستحق أن تصرف إليها أنظار المربين..
وإبعاد شبح الخوف والقلق والخروج من مثل هذه الإشكالية مما لا يتفق مع مفاهيم العملية التعليمية والأهداف التربوية.
وينبغي وضع خطط علمية ملائمة بحيث يكون الاستعداد للاختبار أمراً عادياً، ومن المعروف أن الطالب أو الطالبة اللذين يذاكران دروسهما باستمرار وطول أيام الدراسة لن يكون الاختبار عليهما صعباً أو مخيفاً..
ويجب أن نشعر الطلاب بالطمأنينة والثقة بالنفس وأن يعيش الجميع طلاباً وآباء وأساتذة في جوٍّ طبيعي وبدون خوف أو تخويف من الاختبارات وأنها شبح رهيب مما يسبب الخوف والضعف والارتباك.
ومن المعروف أن قضية الاختبارات استأثرت بأكبر قدر من اهتمام رجال التربية والتعليم في مختلف البلدان من حيث غاياتها ووسائلها وأساليبها وطرقه، كما أن نتائجها تشغل بال أولياء الأمور ورغم الوسائل المتنوعة لطرق القياس وغيرها الحديثة فإن الاختبارات ضرورة لابد منها لتقويم عمل الطالب، ولقد نصت المادة 214 من سياسة التعليم على تقويم العملية التعليمية في مختلف جوانبها من المنهج والمعلم والكتاب وطرق التدريس وأساليب التوجيه وغيرها، وذلك عن طريق دراسة نتائج الامتحانات واستخدام سائر وسائل التقويم، ولا ريب أن لائحة الاختبارات قد خففت من غلواء الامتحانات وأسهمت في التخفيف من رهبة الطالب وخوفه كما أشارت لائحة سياسة التعليم في المملكة إلى ذلك.. وبالله التوفيق.
|