محمد بن نايف يقف ميدانيا على فرضية حية في مياه البحر الأحمر
جاهزية في حرس الحدود لتحرير السفن المختطفة ومواجهة الإرهاب
متابعة:عبد الله الحارثي، عبد الله الصقير (تصوير: عمرو سلام، مديني عسيري)
وقف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ميدانيا أمس على جاهزية سلاح الحدود بحريا لمواجهة عمليات قرصنة السفن والاعتداءات والتهريب والتسلل. وشهد فرضية عملية نفذها خريجو دفعة من الضباط وصف الضباط والأفراد في مياه البحر الأحمر قبالة معهد حرس الحدود البحري في جدة، واشتملت على تحرير سفينة وقعت تحت قبضة القراصنة وعلى متنها رهائن. وشارك في الفرضية القتالية زوارق الاعتراض والتدخل السريع ذات المدى الطويل وزوارق مطاطية مباغتة بفرق للاقتحام وحوامات وطائرة هليوكوبتر تحمل قناصة وفرق الإنزال السريع.
وركز الأمير محمد بن نايف، الذي تفقد ثلاثة زوارق اعتراضية دخلت الخدمة في حرس الحدود حديثا، على ضرورة الاستمرار في برامج التدريب وتطوير المهارات المرتبطة بسيناريوهات ميدانية في الأمن البحري وصيانة الحدود.
شهد معهد حرس الحدود البحري على شاطئ البحر الأحمر في جدة أمس خلاصة واحد من البرامج التدريبية المتطورة مثلها 598 خريجا من الضباط وصف ضابط وأفراد. وأدى الخريجون أمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية استعراضا عسكريا وتشكيلات مهارية. وقدم الخريجون قسم الولاء والطاعة، وأعلنت النتائج العامة، وكرم الأمير المتفوقين.
وانتقل مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مصحوبا بالمدعوين والأهالي إلى ميدان التدريب العملي حيث نفذت فرضية استخبارية وعملية في مواجهة اختطاف قراصنة سفينة الركاب تبوك، وصدرت الأوامر من مركز تنسيق البحث والإنقاذ بتخليص السفينة من القراصنة الذين احكموا السيطرة عليها واحتجزوا الطاقم والركاب كرهائن تحت تهديد السلاح.
واتضح من خلال الموقف أن القراصنة يطلبون من القبطان فدية عشرة ملايين دولار مقابل الإفراج عن السفينة والرهائن.
واقتضت التعليمات استخدام القوة والتحرير للخروج بأقل خسائر ممكنة في الأرواح والممتلكات، والقبض على القراصنة لتقديمهم للعدالة دون الرضوخ للابتزاز وتلبية طلباتهم. وانطلقت الفرق المشاركة؛ زورقان بعيدا المدى (طريف والظهران)، فضلا عن طائرة مروحية تابعة لوزارة الداخلية من نوع Sikorski S-92 وعلى متنها القناصة وفرقة الإنزال الفوري وزورقا الاعتراض والتدخل السريع، عليها فرقتا الاقتحام عن طريق البحر، توطئة لتخليص الركاب من القراصنة والقبض عليهم. وأثبت رجال الحرس عبر هذه الفرضية مدى الاتقان في التنفيذ وفق ثوابت التدريب البحري الذي تلقوه طيلة فترة دراستهم في المعهد، وتجلت مهاراتهم العالية لمناهضة آفة القرصنة البحرية.
وتفقد مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الزوارق الاعتراضية التي دخلت الخدمة حديثا في حرس الحدود، وتزامنا معه دورتان في الأمن البحري ومكافحة القرصنة البحرية، إذ رفع العلم السعودي عليها إيذانا بدخولها الخدمة، وتجول داخل عربة ميدان الرماية المتحرك.
وتحدث الأمير محمد بن نايف مباشرة مع الأطقم التي شاركت في التدريب الفعلي والفرضية التي أجريت في عرض البحر أمامه، عن أهمية التدريب والتنوع والاستفادة من الدورات لاكتساب الخبرات.
وقال "القرصنة لها أساليب مختلفة باختلاف السفن وتتطلب مزيدا من الدورات والجهد، وما قدم في العرض يثلج الصدر ويدل على جاهزية الضباط والأفراد في المعهد البحري لمكافحة القرصنة، والدولة سخرت الإمكانيات واستقطبت الخبراء للمشاركة في التدريب في كافة المجالات البحرية".
وحرص الأمير محمد على لقاء المشاركين في التدريب والفرضية ومصافحتهم في ميدان العرض، والاستماع إلى إيضاحات عن التدريب العملي المتنوع الذي تلقوه في القوات البحرية والمواقع العسكرية لتشكيل قوة حرس الحدود البحرية الخاصة المعنية بمكافحة الشغب والإرهاب والقراصنة.
وتوقف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وسط الخريجين لتجاذب الأحاديث معهم عن اللبس والكمامات والخوذات، ومجموعات الاقتحام الذين يرتدون الأفرهول المقاوم لـلحرارة عند 300 درجة. وأبلغه الخريجون أنهم تلقوا طيلة الأسابيع التسعة التي قضوها في المعهد لتدريبات شاقة ومكثفة بدأت من السباحة في محاذاة الأرض على مسافات من 5 إلى 30 مترا دون استخدام الاسطوانات الهوائية، واكتسبوا مهارات السباحة العالية لمسافات طويلة، والرماية الحية وحماية بعضهم البعض وقت الخطر، والتدريب على الملاكمة والدفاع عن النفس بوسائل متعددة دون استخدام السلاح. واستفادوا من دورات الضفادع البشرية والصاعقة والإنزال السريع عبر الطائرات والقوارب والتدخل السريع والاقتحام والمناورات، وقدم لهم جوائز تقديرية حرص على أن يسلمها لهم في على الرصيف البحري لحظة انتهاء مهمة التدريب التي نفذوها أمامه ونالت على إعجابه واستحسانه.
وأوصى الأمير محمد بن نايف، قائد معهد حرس الحدود البحري في جدة المقدم الدكتور أحمد الزهراني بضرورة الاستمرار في عقد الدورات، والاستفادة من المدربين الخبراء الذين استقطبوا لأغراض التدريب وصقل المواهب، والحرص على تنمية قدرات الطلبة وتشجيعهم في هذا الجانب، وقال الزهراني لـ "عكاظ" إن الأمير محمد لمس أن معنويات الخريجين مرتفعة جدا، وتفاعلهم مع التدريب واضح في اتقان مهارات التطبيق السريع، رغم أن مدة الفرضية التي قدمت في 8 دقائق تستغرق فعليا في الأحداث قرابة نصف ساعة لتخليص سفينة من الاحتجاز.
وأوضح قائد المعهد البحري ان مساعد وزير الداخلية طلب ضرورة التدريب على سفن الشحن والبترول والركاب لكي يكتسب الخريج مهارات متعددة، وعقد مزيد منها لكي تكون القوة البحرية الخاصة مدربة على كافة الأعمال وذات شمولية واسعة.
وكان مدير عام حرس الحدود بالنيابة اللواء الركن زميم بن جويبر السواط قد أوضح في كلمته في الحفل أن مسيرة التدريب في المعهد تسير وفق ما خطط له بعد إتمام زيادة الطاقة الاستيعابية لمعهدي ومراكز تدريب حرس الحدود في مختلف مناطق المملكة لتلبي قبول ما لا يقل عن 10 آلاف متدرب في كل عام منهم خمسة آلاف طالب مستجد في تخصصات مختلفة في حرس الحدود.
كما ألقى الخريجون كلمة مؤكدين اعتزازهم بالانتماء إلى قطاع حرس للقيام بدورهم وأداء رسالتهم تجاه وطنهم.
لقطات من الحفل
• رفع الأمير محمد العلم السعودي على الزوارق الجديدة التي تفقدها على هامش الاحتفالية.
• وقف الأمير محمد على العربة المتحركة التي تستخدم كميدان عرض متحرك للتدريب داخل وخارج المعهد وتفقدها من الداخل.
• العروض العسكرية الموسيقية أضفت أصواتها رونقا آخر على كورنيش جدة واستمتع بها الرجال والنساء الممارسون لرياضة المشي على شاطئ البحر.
• طائرة وزارة الداخلية التي شاركت في الفرضية توقفت في الجو قرابة عشر دقائق لإنزال الضفادع البشرية إلى البحر للمشاركة في اقتحام السفينة.
• حرص قادة وكبار ضباط حرس الحدود السابقين الذين أحيلوا للتقاعد على تلبية الدعوة وحضور الاحتفالية كرمز من المشاركة مع زملائهم.
• قدم أولياء أمور بعض الخريجين مفاجآت بإرسال أطفالهم إلى ميدان الفرضية لتقديم التهاني لآبائهم وأبهرت الحضور تلك المشاهد.
• منسوبو حرس الحدود من ضباط وأفراد التقطوا الصور التذكارية على الرصيف البحري مع فرق القوة الخاصة.
• شارك الأمير محمد القناصة وقوة الاقتحام وقفتهم وثمن عرضهم المميز.
• قدمت الفرق المشاركة في الفرضية التحية العسكرية من الجو والبحر لراعي الحفل وحياهم بالمثل.
• استعرض المشاركون في البحر مهارات التدريب مودعين العروض والانتقال إلى ميدان العمل.
• منح الخريجون لأول مرة «وينق» كرمز استحقاق لضباط وأفراد مكافحة القرصنة.