عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-02-2009
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي المقال التربوي الخميس 9/7

المقال التربوي الخميس 9/7 المقال التربوي الخميس 9/7 المقال التربوي الخميس 9/7 المقال التربوي الخميس 9/7 المقال التربوي الخميس 9/7

الرياض :الخميس 9 رجب 1430هـ العدد 14983
نبض الكلمة طالبة ونائبة وزير وبينهما مديرة
شريفة الشملان
سيدتان هما : طالبة في السبعين من عمرها ، ونائبة وزير ، أما التي بينهما فهي مديرة مدرسة .
تناولت الصحف وقفة نائبة الوزير الأستاذة نورة الفايز ، حيث أمرت بالسماح للسيدة الطالبة بالنزول ، والامتحان في الدور الأرضي ، بدلا من الدور الثالث نظرا لكبر سنها . وأشادت الصحف بموقف السيدة نائبة الوزير . ودبجت كلمات الثناء ، ومن جهتي لا اعتراض على الثناء فالفاضلة أ. نورة تستحق الثناء حتى قبل أن تتقلد اكبر منصب نسائي .
في هذا الموقف لا تتساوى السيدة الطالبة مع نائبة الوزير ولكنها تستحق الإشادة الكبيرة ، ولي هنا دوافعي الكثيرة . منها أن السيدة الطالبة ، تجاوزت السن ومعوقاتها ، وتجاوزت النظرة التي قد تلقاها من المعلمات ناهيك عن الطالبات . وانتقلت من الخضوع لعوامل البيئة والزمن للتحدي ( سبق أن كتبت مقالا بعنوان : لا كبير على العلم ).وتستحق الإشادة والتشجيع من الجميع .
التحدي هذا الذي تقوم به سيدة تجاوزت السبعين في مجتمع لا تجد خريجات الثانوية العامة مقاعد لهن ليدرسن في الجامعات ، هو تحد مقرون بأمل ، هذا الأمل ينقسم لأقسام عدة :
أملها بالحصول على الثانوية العامة . وبمعدل جميل يلحقها بالجامعة ،أو تجد من خلاله عملا أو مجرد إحساسها أن عمرها لم يذهب هباء وأنها تتعلم ليس كي لا يقال عنها جاهلة ولكنها تتعلم حتى تصقل ذاتها أكثر ، وتنصر نفسها وتحقق حلمها الذي ربما منعت منه صغيرة .أو منعتها المسؤوليات وهي زوجة وأم .
هذه السيدة تستحق الثناء وان تكون نموذجا لسيدات كثيرات .ترملت وقد كبر الأبناء ومارسوا حياتهم باستقلالية . لم تجلس في البيت لتنتظر تفضل طارق يمر ، بل أخذت المبادرة نحو العلم وبدأت بعد الستين تدرس حتى وصلت الآن للصف الثاني الثانوي .
السيدة النائبة ما عملت إلا ما يمليه واجبها من موقعها . والسؤال الآن لماذا تصل مشكلة بسيطة للنائبة؟ أو يجب أن تتناولها الصحافة حتى تحل ؟ ولماذا نجعل من التعقيد سياسة تحدد خطواتنا ؟.
هذا ينقلنا لسؤال لماذا تبدي بعض مديرات بعض المدارس سلبيات مع السيدات ، ولماذا التقييد الشديد بالأنظمة ، بحيث تصبح الأنظمة من وسائل لانسيابية العمل وتسهيله إلى أدوات إعاقة له وتصاعد الأزمات حتى تصل الشكوى لأكبر رأس ؟ بمعنى أن مشكلة بسيطة مثل مقعد للامتحان لسيدة كبيرة في السن ، ممكن أن تجلسها المديرة على كرسي مكتبها أو مكتب سكرتيرتها لتؤدي امتحانها ،بلا أخذ ولا رد وبكل بساطة ، لا يستحق أن يمر عبر قنوات طويلة وسلسلة كبيرة من الاتصالات رسمية وغير رسمية ، حتى يصدر أمر بإنهاء (المعاناة ) .وهذا يحيلنا لموضوع أكبر وأشمل ، وهو كيف يمكن أن تتصرف مديرات بلا إرادة في حالة المشاكل الكبرى والآنية .كنشوب حريق لا سمح الله ( لنا مثلا بما حدث في مدرسة مكة المكرمة قبل بضعة أعوام ) أو تهجم أو تعرض طالبة لأزمة صحية .
ومن هذا المنطلق لابد من أن تكون المديرة على قدر كبير من تحمل المسؤولية وتعرف كيف تدير أي أزمة بمدرستها إدارة قوية حاسمة وسريعة تأخذ قرارا صائبا بأقصر مدة ممكنة .وهذا يجعل من إعادة التأهيل أمر لابد منه ، لكن الأكثر دقة هو تنشيط المعلمات والمديرات ليتجاوزن البيروقراطية التي لا تثقل كاهلهن فقط ولكن كاهل التعليم ككل . وهن لذلك محتاجات دورات مكثفة لهذا الموضوع ولغيره .حتى لا نحتاج لنائبة وزير كي تنهي مسألة إيجاد مقعد لسيدة في السبعين تؤدي امتحانا .
رد مع اقتباس