رد: المقال التربوي الصحفي الاثنين 13/7
المدينة:الأثنين 13 رجب 1430هـ العدد:16875
تعليم مُرعب!!
د. عبدالرحمن سعد العرابي
* مفزعة ومرعبة حتى النخاع الأخبار (المتواترة) منذ فترة عن ما يحدث في الساحة التعليمية السعودية من حوادث (تشيب) لها العقول، وتستعصى على الفهم.
* «طلاب يشعلون الأسفلت، ويستعرضون بالسواطير أمام المراكز التجارية».. «مسلحون يقتحمون مجمعًا تعليميًا في الرياض ويصيبون طالبين».. «شباب يحتجزون 131 طالبًا ومعلمًا في ابتدائية في الطائف ثلاث ساعات».. «طلاب يعتدون على معلم ويحطمون سيارته».. «طلبة مدرسة المجصة في حائل يعتدون على معلميهم».. «كاد المعلم أن يكون قتيلاً».
* السابق ليس سوى عناوين قليلة نقلتها ممّا نشرته جريدة «المدينة» (فقط) عن ما يحدث في داخل وحول أسوار المؤسسات التعليمية السعودية، وهي ليست سوى أحداث رعب لا علاقة لها إطلاقًا بالمفهومين الأساسيين للمؤسسة التعليمية وهما التربية والتعليم.
* حمل الأسلحة بيضاء أو نارية أو أي لون آخر لها غير مقبول (إطلاقًا) في أي مكان من غير أهلها، وتعاقب القوانين والأنظمة كل مَن يحمل هكذا أسلحة في غير مواقعها لأنها تشكل تهديدًا عامًا للسلم المجتمعي. فكيف يمكن أن يقبل العقل أو يستوعب الفهم وجود كل هذه الأسلحة وبكل أشكالها في الساحات التربوية، ليس لعرضة محلية، أو لمناسبة تراثيّة بل (لتهديد) المدرسين والطلاب؟!
* المؤسسات التعليمية والأكاديمية لها (حرمتها) و(قداستها) المجتمعية ليس (تعبديًا) والعياذ بالله، بل (قدوة) لأن أي انتهاك أو تعدٍّ على تلك (الحرمات) يُسهِّل على الكبير والصغير والعاقل والمجنون والمتربي وغير المتربي عدم احترامها إن لم يكن تهديدها، كما هو حادث في بعض الحوادث التي شهدتها ساحات مدارس متناثرة في مناطق عدة من المملكة.
* كثيرون من كتَّاب ومثقفين وأولياء أمور طالبوا وكتبوا بضرورة المراجعة الشاملة للمناهج التعليمية، وهم (محقون) كونها مستمرة منذ فترة والتغيرات والتحديثات والتطورات التي تشهدها ساحات العلم في كل العالم (متسارعة) بشكل يصعب في بعض الأحيان ملاحقتها، لكن في ظني، وقد أكون مخطئًا أن ما هو أهم من ذلك أو في ذات المستوى الاهتمام بالجانب (التربوي) من العملية التعليمية.. وهو جانب بكل أسف غفلنا عنه كثيرًا، ومع تقادم الأيام ازدادت سلبياته وانعكاساته المدمرة ونتائجه (المميتة) على هيبة المؤسسة التعليمية بكل أضلاعها بما فيها المدرسون.
* قد لا نعود إلى زمن «اللحم لكم والعظم لنا» التي كان يعتمدها كل أولياء الأمور حين (تسجيل) أبنائهم في التعليم، والتي كان لها دور مؤثر وفاعل في حفظ الهيبة والاحترام للمؤسسة التعليمية، ولكننا وبكل جزم وحزم في أمسّ الحاجة إلى إعادة (غربلة) العملية التعليمية برمتها وإعادة غربلة النظرة المجتمعية في إجمالها للمؤسسة التعليمية. فإن لم تسعَ الأسرة والمجتمع إلى حفظ هيبة المؤسسة التعليمية لدى أبنائها فلن تستطيع أي قوة حتى السلطة أن تحفظ تلك الهيبة وستبقى الساحة التعليمية ساحة تصفية حسابات وحمل سلاح وعلى التربية والتعليم السلام!!
|