[صقر قريش]

الإقتصادية

بنك الصين: الإجراء احترازي لاحتواء تداعيات الركود العالمي على الصادرات
الصين تهز عرش الدولار وتجري أول صفقة باليوان عبر الحدود


محمد البيشي من الرياض
أعلن بنك الصين، أكبر بنك في الصين للتبادلات الأجنبية، أمس الإثنين، أنه أجرى أول صفقة تسوية تجارية عبر الحدود باليوان، قام بها فرع البنك في شانغهاي. ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) تسلم فرع البنك في شانغهاي أول اتفاق تسوية تجارية عبر الحدود باليوان من بنك الصين (هونج كونج) أمس.

وذكر بنك الصين الذي يقع مقره في بكين في بيان على موقعه الإلكتروني، أن المستفيد هو مؤسسة شانغهاي الكهربائية للاقتصاد والتجارة الدولية المحدودة، وهي شركة فرعية لمجموعة شنغهاي للكهرباء المحدودة، والمسدد شريك تجاري في هونج كونج، ولم يفصح البنك في بيانه عن قيمة التسوية.

وقال لي لي هوي رئيس بنك الصين إن الصفقة يمكن أن تسهل التجارة بين الصين والدول والمناطق المجاورة وتساعد المؤسسات على تجنب مخاطر سعر الصرف، مضيفا «أن التسوية التجارية باليوان عبر الحدود يمكن أن تساعد المؤسسات على تبسيط الإجراءات التجارية وخفض تكاليف تلك العملية.

ويأتي هذا التحرك بعد أن كانت الصين قد اتخذت خطوة احترازية تستهدف احتواء تداعيات الركود العالمي على حركة الصادرات لدى رابع أكبر قوة اقتصادية عالميا من خلال الاعتماد على اليوان كعملة أساسية في عمليات التبادل التجاري مع الدول المجاورة.

ويرى البعض أن ذلك الإجراء يمكن اعتباره خطوة أولى على الطريق من جانب الصين لطرح اليوان عملة دولية شانها شأن باقي العملات الرئيسة المستخدمة في إتمام المعاملات التجارية عالميا.

ووفقا لبيان صادر عن الحكومة الصينية قبل أسابيع، فإنه سيسمح لإقليم «جواجي يوانج» الذي حظى بحكم ذاتي ومقاطعة «يوانان» بالتعامل بالعملة الصينية في تنفيذ التعاملات التجارية، وذلك مع اتحاد دول جنوب شرق آسيا، غير أنه لم يتم الإعلان عن الموعد والتفاصيل الخاصة ببدء العمل بتلك الخطوة. ويأتي ذلك الإجراء في إطار دفعة جديدة لقطاع التصدير، محرك النمو الصيني الذي تجاوز 15 في المائة، خاصة أن صادرات الصين بدأت تستشعر بقوة رياح الكساد التي تحاصر أسواق العالم.

ويشير أحد أساتذة التمويل في جامعة «رنمين» الصينية، كما جاء في تقرير أوردته صحيفة «شينا ديلي» عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن خطوة التعامل باليوان في المبادلات التجارية ستسهم في التخفيف من مخاطر تقلبات أسعار الصرف التي تواجه المصدرين في الصين والشركاء التجاريين.

وكما هو معروف فإن حصة الأسد من معاملات التجارة الخارجية للصين يتم تنفيذها من خلال الدولار أو اليورو، غير أن عديدا من المحللين يرون أن العملة الأمريكية قد تشهد تراجعا ملحوظا خلال السنوات المقبلة نظرا لتداعيات الأزمة المالية على أداء الاقتصاد الأمريكي.

ويرى أستاذ التمويل في جامعة «رنمين» أن الإجراء الذي أعلنته الحكومة الصينية سيزيد من قبول اليوان على مستوى أسواق آسيا، وهو الأمر الذي سيسهم في مساعدة اليوان ليكون في مصاف العملات الدولية على المدى الطويل.

وشهد بالفعل اليوان خلال السنوات الأخيرة قبولا على مستوى الأسواق المالية نظرا للحضور القوي للاقتصاد الصيني بين الاقتصاديات الصناعية الكبرى رغم تصنيفه كاقتصاد ناشئ، في الوقت الذي وصلت فيه احتياطيات الصين من النقد الأجنبي، إلى قرابة الـ 1.9 تريليون دولار.

وكانت «الاقتصادية» قد رصدت قبل أسبوع تحركا دوليا بقيادة من الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم وبمعاضدة من روسيا صاحبة ثالث أكبر احتياطي أجنبي في العالم، ومؤسسات نقدية عالمية مثل «صندوق النقد العربي»، للتحذير من استمرار سيطرة عملة وحيدة على النظام النقدي العالمي، مشيرين إلى أن ذلك من شأنه زيادة مخاطر توسع انتشار الأزمات المالية.

وكانت الصين على رأس تلك الدول التي كرر البنك المركزي فيها الدعوة لإحلال عملة عالمية «عابرة للدول» بدلا من الدولار الأمريكي، داعيا في بيان له إلى اتباع قواعد أكثر صرامة فيما يتعلق بالدول التي تطبع كميات أكبر من العملة للحد من الأزمة الاقتصادية الراهنة.


التقرير اليومي لأسواق الخليج
الأسهم الخليجية تلحق بأسعار النفط هبوطا وأكبر انخفاض يومي لبورصة الكويت

عبد الرحمن إسماعيل من دبي
فاقمت أسواق الأسهم الخليجية من خسائرها بعدما اقتفت في تعاملات أمس أثر أسواق النفط التي واصلت هبوطها دون 65 دولارا للبرميل، وسط تراجع الآمال في إمكانية تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الأزمة المالية مع صدور تقرير عن تفاقم أزمة البطالة في الولايات المتحدة.

واستمرت موجة الهبوط لليوم الثاني على التوالي منذ مطلع الأسبوع الجاري في الأسواق الخليجية متأثرة بالهبوط القوي في البورصات الأمريكية والأوروبية والآسيوية، وقادت بورصة الكويت التراجع الجماعي لأسواق الخليج مسجلة أكبر انخفاض في جلسة واحدة خلال العام الجاري بنسبة 3.6 في المائة وهو أدنى مستوى للمؤشر منذ شهر ونصف الشهر، وحولت سوق دبي مسارها من الارتفاع الطفيف إلى الهبوط الحاد بنسبة 2 في المائة، تلتها بورصة قطر 1.4 في المائة.

كما تراجعت سوق البحرين بنسبة 1 في المائة، وسوق أبو ظبي بنسبة 0.44 في المائة فيما تمكنت سوق مسقط لليوم الثاني على التوالي من التماسك بميل طفيف نحو الانخفاض 0.05 في المائة.

والملاحظ أن الأسواق الخليجية تواصل انحدارها الحاد رغم تعاملاتها المتدنية، وهو ما يعكس حالة الخوف التي تدفع البعض إلى التخلص من الأسهم التي بحوزتهم تحسبا لانخفاض أكبر، دون الوضع في الاعتبار بدء الشركات في الإعلان عن نتائجها النصفية من العام الجاري التي قد تكون أفضل في ربعها الثاني مقارنة بالربع الأول.وفشلت سوق دبي في الحفاظ على ارتدادها الصعودي الطفيف بدعم من ارتفاع عدد من الأسهم القيادية مثل سهم «إعمار» بنسبة 2 في المائة وسهم «الإمارات دبي الوطني» غير أن عودة البيع العشوائي بقوة بتأثر من هبوط الأسواق العالمية والخليجية لم يمكن السوق من التماسك وسط تداولات محدودة بقيمة 347.3 مليون سهم.

وتصاعدت وتيرة البيع لتشمل كافة الأسهم المتداولة وعددها 22 شركة باستثناء سهمين فقط سجلا ارتفاعا هما «الإمارات دبي الوطني» بنسبة 0.58 في المائة إلى 3.49 درهم و»أرامكس» 1.5 في المائة إلى 1.33 درهم، وعكس سهم «إعمار» مساره من الارتفاع بنسبة 2 في المائة عند أعلى سعر 2.64 درهم إلى الانخفاض بنسبة 4.6 في المائة إلى 2.48 درهم.

كما نشطت عمليات البيع على بقية الأسهم النشطة حيث تراجع سهم «أرابتك» بنسبة 4.1 في المائة إلى 2.54 درهم، و»تكافل الإمارات» 7.2 في المائة إلى 1.53 درهم، و«تبريد» 3.5 في المائة 84 فلسا و«دريك آند سكل» 3.3 في المائة إلى 86 فلسا و«دبي المالي» 4.3 في المائة إلى 1.55 درهم و«شعاع» 5.5 في المائة إلى 1.47 درهم.

ووفقا لوسطاء في سوق دبي تحدثت إليهم «الاقتصادية» فإن عمليات البيع جاءت أكثر من قبل المحافظ والمستثمرين الإماراتيين وكذلك من المستثمرين العرب بعكس المستثمرين الخليجيين والأجانب الذين واصلوا الشراء، وهو ما أكده التقرير اليومي لسوق دبي المالي، حيث بلغت قيمة مشتريات الأجانب من غير العرب والخليجيين 64.5 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 29 مليون درهم.

كما بلغت قيمة مشتريات الخليجيين 25.3 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 19 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مشتريات العرب 77.3 مليون درهم مقابل مبيعات أعلى بقيمة 96.2 مليون درهم.

وجاءت تراجعات سوق أبو ظبي أقل كثيرا من دبي بدعم من أسهم البنوك التي خالفت مسار السوق مسجلة ارتفاعا فيما ضغطت بشدة أسهم «الصحة» و«الطاقة» و»العقارات» وسط تعاملات ضعيفة بقيمة 150 مليون درهم من تداول 102 مليون سهم، منها تداولات بقيمة 42.5 مليون درهم من تداول 39.8 مليون لسهم «دانة غاز» الذي انخفض بنسبة 2.7 في المائة إلى 1.03 درهم. وانخفض سهم «الطبية» بالحد الأقصى 10 في المائة إلى 2.30 درهم و»الأسمنت الأبيض» 8 في المائة إلى 93 فلسا و»ميثاق للتأمين» 6.5 في المائة إلى 5.05 درهم و»آبار» 5 في المائة إلى 1.82 درهم وكافة أسهم العقارات بقيادة سهم «صروح» بانخفاض 3.3 في المائة إلى 2.50 درهم والدار 2.2 في المائة إلى 3.56 درهم و»رأس الخيمة العقارية» 2.7 في المائة إلى 3.56 درهم. وسجلت بورصة الكويت أكبر نسبة انخفاض في جلسة تداول في يوم واحد أمس بضغط من جميع قطاعاتها، وهوت جميع الأسهم القيادية بنسب هبوط قياسية وصلت إلى الحد الأقصى هبوطا لسهم «زين» 100 فلس بنسبة 8.3 في المائة إلى 1.1 دينار.

وقال وسطاء في البورصة الكويتية إن السوق تأثرت سلبا بهبوط الأسواق الدولية والإقليمية، علاوة على الأثر السلبي لزيادة التوقعات بفشل شركة «زين» في بيع حصصها في الأسواق الإفريقية لمصلحة «فرانس تليكوم» وهو ما ضغط على السهم للتراجع بالحد الأقصى. وهبطت أسهم البنوك بشكل جماعي بقيادة سهم بيت التمويل الكويتي «بيتك» بنسبة 6.7 في المائة إلى 1.1 دينار و«برقان» 6 في المائة إلى 0.39 دينار و«بوبيان» 5.5 في المائة إلى 0.51 دينار وبنك الخليج 5.3 في المائة إلى 0.355 دينار والبنك الوطني 4.7 في المائة إلى 1.2 دينار، كما تراجع سهم «جلوبل» بنسبة 8 في المائة إلى 0.116 دينار و«أجيلتي» 8.3 في المائة إلى 0.99 دينار. وواصلت الأسهم القيادية والثقيلة خصوصا أسهم البنوك وسهم صناعات الضغط على مؤشر بورصة قطر التي لا تزال للجلسة الثانية تشهد تراجعا قويا في أحجام وقيم تداولاتها دون 200 مليون ريال عند 187 مليون ريال من تداول 6.6 مليون سهم منها 2.7 مليون لسهم مصرف الريان الذي تراجع بنسبة 2.5 في المائة إلى 11.6 ريال.

وعم الهبوط جميع الأسهم المتداولة 22 شركة وارتفعت أسعار ثلاثة أسهم فقط هي «الدوحة للتأمين» بنسبة 1.6 في المائة إلى 18.7 ريال والبنك التجاري 0.8 في المائة إلى 64.50 ريال و»قطر للوقود» 0.06 في المائة إلى 17 ريالا، وسجلت جميع أسهم البنوك هبوطا بقيادة سهم مصرف الريان 2.5 في المائة والمصرف الخليجي 1.8 في المائة إلى 15.9 ريال و«المصرف» 0.98 في المائة إلى 71 ريالا و«الدولي» نصف في المائة إلى 40 ريالا و»قطر الوطني» ربع في المائة إلى 117.80 ريال، كما انخفض سهم «صناعات قطر» صاحب الوزن الثقيل في المؤشر بنسبة 1.7 في المائة إلى 100.5 ريال.

وضغطت أسهم البنوك والاستثمار والخدمات على مؤشر السوق البحرينية التي تحسنت إلى حد ما تعاملاتها إلى 287.5 ألف دينار من تداول 2.1 مليون سهم، منها 1.7 مليون لسهمي مصرفي السلام و»الإثمار» وانخفض الأول بنسبة 4.1 في المائة إلى 0.115 دينار والثاني قريبا من الحد الأقصى هبوطا 9.8 في المائة إلى 0.23 دولار.ولم تشهد السوق سوى ارتفاع سهم واحد هو «الاستيراد» بنسبة 3.2 في المائة إلى 0.32 دينار في حين هبطت جميع الأسهم المتداولة بواقع 5.6 في المائة لسهم بيت التمويل الخليجي إلى 0.83 دولار و5.2 في المائة لسهم «أنوفست» إلى 0.815 دينار و2.1 في المائة للمصرف الخليجي إلى 0.137 دينار. وتمكنت سوق مسقط لليوم الثاني من الحفاظ على تماسكها بميل طفيف نحو الهبوط، حيث تباين أداء الأسهم الثقيلة والنشطة، وسط تعاملات ضعيفة أيضا على غرار بقية الأسواق الخليجية بقيمة 4.7 مليون ريال من تداول 11.6 مليون سهم.

وحافظ سهم «جلفار» على صدارة الأسهم النشطة من حيث القيمة والحجم بتعاملات بلغت 1.2 مليون ريال من تداول 1.8 مليون ريال وارتفع بنسبة 0.44 في المائة إلى 0.68 ريال في حين تباينت أسعار غالبية أسهم البنوك بين استقرار لسهم بنك مسقط دون تغير عند 0.694 ريال والبنك الوطني عند 0.300 ريال وانخفاض لسهم بنك ظفار بنسبة 1.5 في المائة إلى 0.582 ريال وبنك عمان الدولي 0.31 في المائة إلى 0.320 ريال وارتفاع لسهم البنك الأهلي 0.56 في المائة إلى 0.179 ريال كما ارتفع سهم «عمانتل» بنسبة 0.15 في المائة إلى 1.306 ريال.