زوجة المهابي لـ «عكاظ»:
الجاني قتل عبد القادر قبل إنجاز عقيقة باسل
تهاني خوج ـ مكة المكرمة
كشفت لـ «عكاظ» أمس زوجة القتيل المهابي، أنه كان ينوي يوم مقتله (الجمعة الماضية) ذبح ذبيحة (عقيقة) لابنه باسل، لكن القدر كان أسرع إليه قبل تنفيذها، ليتولاها والده وأشقاؤه إنفاذا لوصية عبد القادر.
وكانت «عكاظ» ترددت على منزل أسرة الممرض المهابي في حي العتيبية في مكة المكرمة ثلاث مرات؛ للقاء بعضهم والزوجة، إلا أن الظروف لم تساعدهم على التحدث. وبالأمس تماسكت الزوجة قليلا وقالت بألم وحزن: « فجر الجمعة اتصل بي عبد القادر قبل وفاته بساعات قليلة وسأل عن صحة ابنه المولود، واطمأن على صحتي، وأخبرني بأنه ينوي الذبح وإعداد العقيقة مساء الجمعة، وفجأة طلب مني إغلاق سماعة الهاتف، لأنه سيضطر إلى الذهاب فورا لإعطاء الدواء للمرضى، وكانت هذه آخر عبارة سمعتها منه»، وأضافت الزوجة: كان عبد القادر مخلصا دائما في عمله، وفي كل شيء ينجزه. ويشهد له جيرانه بحسن أخلاقه ومعاملته. كما أنه لا يقبل الحرام: «لا أريد أن يأكل أبنائي مالا حراما، وسأعمل بجد لكي أجني المال الحلال».
وعن أيام الخطوبة والزواج، أشارت إلى أنه تقدم لخطبتها قبل أربع سنوات «وسأل والدي عنه وعن أخلاقة، ووافق بعد أن تأكد من سمعته الحسنة وأخلاقه الحميدة»، مؤكدة أنه لم يوجه يوما لها كلمة تعكر صفو العلاقة الزوجية.
وعندما سألتها عن رؤيته بعد مقتله أجابت: نعم شاهدته، وتعرفت عليه بصعوبة، لبشاعة المشهد، فالجاني لم يكتف بسقوط زوجي جثة هامدة، وإنما صوب طلقات الرشاش نحو الرأس حتى فجره»، وأشارت الزوجة إلى أن الفقيد كان يشرح لها طبيعة عمله والحالة الصحية للمرضى «ولم أذكر يوما أنه حدثني عن حالة تشبه حالة القاتل»، ورفضت أم باسل التنازل عن حقها وحق أبنائها.
وذكرت خالة الممرض المهابي، أن عبد القادر أكبر أبناء الأسرة (أربعة أبناء وثلاث بنات) وعمل لأكثر من ثماني سنوات في مستشفى الملك عبد العزيز في حي الزاهر، وقتل وزوجته لا تزال في منزل أسرتها بعد ولادتها لابنها باسل. وأشار سعد (شقيق القتيل) إلى أن عبد القادر كان محبا لعمله، عطوفا وبارا بوالديه ويعدهما أصدقائه، يطيعهما في كل الأمور، لم أسمعه يوما يقول لوالدته لا أستطيع أو لا أقدر، ينفذ كل طلباتها بحب وتفاؤل، كما كان محبا لإخوته، يعتبر نفسه قدوة لهم»، يوجهنا للطريق الصحيح والسليم، ويضيف سعد: وفي يوم مقتله اتصل بي وأخبرني بأنه ينوى إعداد عقيقة لمولوده الجديد، وبعد ساعات قليلة اتصل بي أخي الأصغر وأخبرني بالفاجعة التي زلزلت كياني، مشيرا إلى أنه عندما اتصل على أهل زوجته ليخبرهم النبأ الحزين، فوجيء بزوجة عبد القادر هي التي تجيب فلم يخبرها وطلب منها التحدث إلى والدها ليتولى مهمة إخبارها.