رد: الملف الصحفي ليوم الاربعاء 15/7
الوطن:الأربعاء 15 رجب 1430هـ العدد 3204
رسائل إلى المحرر لنضع الحلَّ حين نمارس النقد "التربوي"
تعليقًا على ما سطره الكاتب سعود البلوي في "الوطن" العدد 3178 في يوم الجمعة 19/6/1430هـ بعنوان "رحلة البحث عن الصفر!"، وجاءت سطوره حديثًا عن التربية والتعليم في بلادنا.. أقول:
لا شك أن الملاحَظ في الآونة الأخيرة هو كثرة المشكلات الخاصة بالتربية والتعليم، وهي مشكلات متعددة ومنوعة.. والوزارة قد ساهمت في كثير من هذه المشكلات؛ لأنها المسؤولة عن سَنِّ القوانين والأنظمة الخاصة بهذه الوزارة الضخمة التي تباشر شريحة كبيرة من أبناء الوطن وبناته سواء أكانوا معلمين ومعلمات، أو طلابًا وطالبات.ويبدو أن الوزارة الآن قد اصطدمت بعقباتٍ كثيرة كبيرة.. مع ما يلوح مع أنوار الصباح من تغير مقبل في الوزارة بقيادة سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وهذا ما نأمله ونتطلع إليه؛ لأن وضع الوزارة الآن لا يُرضي أحدًا خاصة فيما يتعلق بمخرجات التعليم والتي ذكر سموه "أنها لا تُفرح أبدًا"!والوزارة بحاجة ماسَّة إلى إعادة تنظيم متكامل من جديد، والتنظيم لن يأتي إلا بتحديد المشكلات ومواجهتها بوضع الحلول المناسبة، وعدم السكوت عن تلك المشكلات حتى لا تتراكم فتكبر، ويصبح علاجها مع الأيام أمرًا صعبًا.ولا أتفق مع ما ذهب إليه الكاتب حين ذكر أن الوزارة قد مرَّت بعدة مراحل كانت فيها أركان العملية التربوية التعليمية "ضحية" اجتهادات أقرَّها وزراء التربية السابقون... فكلمة "ضحية" في نظري فيها ظلمٌ وتجن ٍّ بحق أشخاص تقلدوا الوزارة، فحاولوا واجتهدوا.. وقد يكونون قد وُفقوا أو جانبهم التوفيق.. ولكن يحسب لهم حق الاجتهاد.. وكل وزير قد شَرُفَ بتقلد هذا المنصب في هذه الوزارة قد وضع بصمته على الوزارة بغض النظر عن التوفيق وخلافه، ويجب ألا نتنكر لكل مواطن عمل من أجل مصلحة الوطن.والوزارة قد مرت بمراحل قوة وضعف. والتعليم قبل عقدٍ من الزمن أو عقدين كان بالنتائج أفضل منه الآن. ولعلَّ السبب في ضعف التعليم هو كثرة التجارب التربوية التي تطبق تِباعًا في أوقاتٍ زمنية متقاربة.. والعلاج يكمن في الإفادة من العاملين والعاملات في الميدان التربوي؛ لأنهم هم الذين يباشرون ويباشرن الطلاب والطالبات، وعدم الاكتفاء بنقل التجارب من الدول الأخرى ولَيِّها للتطبيق دون مراعاة لعوامل كثيرة قد تساهم في وَأْدِ نجاح تلك التجارب، والنظر في قضايا المعلمين والمعلمات والعمل على حَلِّ مشكلاتهم بكل جُرأة وشجاعة يُعَدُّ من أنجع طرق العلاج والنهوض بالتعليم، والنظر في كثرة المواد الدراسية، وتعدد المناهج الدراسية يعدُّ كذلك من طرق العلاج، والحكم الصحيح على كثير من طرائق التعليم المطبقة في مراحل التعليم المختلفة، وعدم المبالغة في كثير من المثاليات التربوية التي لا يُسعفها أحيانًا الزمان أو المكان، أو ظروف المعيشة لدى كثير من الطلاب، والعمل الدائب من أجل التركيز على المهارات الأساسية التي يجب أن يخرج بها كلٌّ من الطالب والطالبة من التعليم، وعدم إشغالهما بكثير من المعلومات والمعارف والمهارات المتناثرة بين جنبات الكتب المدرسية الكبيرة والكثيرة، والتعاون البنَّاء المثمر من قِبل الأسر في المنازل والتي تتحمل عبئًا كبيرا من أجل إنجاح التعليم فالبيت هو مدرسة العلم والأخلاق الأولى. ووزارة التربية والتعليم تختلف عن باقي الوزارات نظرا لطبيعة عملها ونظرا لكثرة وكالاتها وإداراتها ومكاتبها ومدارسها.. ونظرًا للمستهدفين فيها، وهي وزارة مقبلة بعون الله على نهضة كبيرة سيجني الجميع ثمارها اليانعة بتوفيق الله ثم بجهد الرجال المخلصين والنساء المخلصات. كل شخص في مكانه، ومن موقعه. ويجب على المخلصين والمخلصات من مفكرين ومفكرات وكُتَّاب وكاتبات ألا يبخلوا وألا يبخلنَ بأي نصيحة من شأنها كشف خطأ ما. وألا نسعى دومًا إلى النقد وتعرية الأخطاء دون أن نضع العلاج والحلَّ.. فكُلنا هدفنا واحد. وهَمُّنا واحد لا سيَّما هذه الوزارة التي رفعت على كاهلها شأن التربية والأخلاق والقيم، وحملت بين ذراعيها التعليم والمعارف والثقافة.
ماجد محمد الوبيران - خميس مشيط
|