[صقر قريش]

عكاظ :الأربعاء 15-07-1430هـ العدد : 2943
ازداد المربون فاختلت التربية
في مامضى كانت التربية محصورة في الغالب على المنزل بل كانت الوظيفة الرئيسية للمنزل ومع تطور الحياة وتقدمها واتساع أهداف المجتمع وتغير طبيعته شارك المجتمع المنزل في التربية وفق أهدافه وتطلعاته وطموحاته فأصبحت المدارس والمعاهد تقوم بالدور الأكبر في تربية الناشئة ولم تزل. وكانت قفزة هائلة تقر بها المجتمعات البشرية قاطبة وكان من ثمارها أن تقدمت الحضارة الإنسانية خطوات إلى الأمام، هذا بشكل مجمل وبعيد عن التفاصيل ولكن هل اقتصر الأمر على ذلك؟ الحقيقة «لا»، لأن العصر الحديث والتقدم العلمي المذهل في كل مجالات الحياة أفرز قنوات تساهم في التربية سلبا وإيجابا ومن تلك القنوات:
الصحافة بأشكالها المتعددة وأهدافها المتباينة، الإذاعة والتلفاز، القنوات الفضائية بغثها وسمينها، الانترنت، وهذا يفرض علينا أن نراجع أوضاعنا التربوية بشفافية كبيرة، فلم يعد مقبولا أن نردد أننا شعب ملائكي، وأن شبابنا يحملون من القيم ما يميزهم على كل شعوب الأرض، وأنهم محصنون تلقائيا ضد الأخطاء والهفوات، ولايمكن أن يتأثروا بمن حولهم، كل ذلك لم يعد مقبولا أو مستساغا، بل إن الإصرار على ترديده سيفاجئنا ذات يوم بكارثة وفجيعة كبيرة في المستوى التربوي الذي وصلنا إليه ويجبرنا على سحب رؤوسنا من الرمال لمواجهة الحقيقة، ولكن بعد فوات الأوان.
أمل الجهني