رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
بين مُتسوِّلٍ و شَحَّاذٍ !!
الشحاذ : السائل الملحُّ في السؤال . قال في القاموس : (( شحذ السكينَ : أحدَّها ، والشَحَذان : السَّواق والجائع والخفيف في سعيه ، والشحذ : السَّوق الشديد والغضَبُ ، والقَشْر والإلحاح في السؤال ، وهو شحاذ : ملحٌّ في السؤال ، ولا تقل : (( شحاث )) بالثاء وبعض اللغويين سوغه على جهة البدل ونسبه الصّاغاني – كما قال الزبيدي في التاج – إلى عوّام العراقيين .. ولئن كان إبدال الذال ثاءً سائغا ؛ لأن مخرجهما في العرف واحد وهو ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا فإن إبدال الذال تاء غير سائغ ولا معلوم النظير ، وما أظنه إلا قلبًا عن قلب ، قلبت الذال ثاء مثلثة ، ثم قلبت الثاء تاء .
وأما (( المتسوِّل )) فلا أدري كيف أطلقت على السائل ، ولم أجد من أوردها في مبسوطات المعاجم القديمة ، وأوردها المعجم الوسيط ، وأشار إلى أنها مولدة ، ولكني اجتهد فيها برأيي ، وأقول : يحتمل أن تصريفها بهذه الصيغة من تصرف العَوام ، صاغوا تَسأَّل من السّؤَال ، ثم خففوا الهمزة بالإبدال فصارت تسوَّل ، ويحتمل أن تكون مقلوبة عن تَوسَّل ، والسائل متوسّل يتوسل إلى من يسأله ليتوصَّل إلى ما يسأله .
ووجه ثالث بعيد ، وهو أن أقربَ الصيغ المقاربة لها في اللفظ : سوَّل بمعنى زيَّن ، والشحّاذ يسوِّل للنَّاس ما يحرك مشاعرهم نحوه .. هذا جواب موجز لسائل سألني مهاتفة ، وللسائل حق معلوم لاسيما سائل العلم ، وزجره لؤم ، وقد قيل : سائل اللئيم يرجعُ ودمعه سائل
|