“قصر شبرا” بالطائف.. شاهد على تطور المملكة

الخميس, 9 يوليو 2009
سعيد عبدالله الزهراني - الطائف
في أحد أهم شوارع الطائف، يقف قصر شبرا التاريخي شامخا يحكي قصة قرن مضى من الزمان.. فقد شيد هذا القصر بأمر من الشريف علي باشا في نهاية الربع الاول من القرن الرابع عشر الهجري، وبالتحديد في عام 1325هـ، حيث اقيم القصر خارج سور الطائف القديم، بطراز معماري فريد من نوعه يجمع بين الطابع الروماني والاسلامي مع مزج الطراز العمراني للحجاز. ووفقا لكتب التاريخ فان مواد البناء جلبت انذاك من ايطاليا وتركيا مع استخدام الحجارة المحلية من جبال الطائف بعد تكييفها بالشكل المطلوب لتناسب البناء. ويتكون القصر من طابق تحت مستوى سطح الارض تعلوه اربعة طوابق جميعها متناسقة الشكل وكأنها كتلة واحدة، كما ان جميع الغرف تتشابه الى حد كبير ويبلغ عدد الفراغات الداخلية بالقصر اثنين وستين فراغا تتوزع بين غرف ومرافق صحية ومخازن، مع بهو واسع في كل طابق من طوابقه، كما يضم جناحين احدهما شمالي والاخر جنوبي بشكل متناسق في الطوابق الاربعة، وبعض الملاحق التي لها نفس قدم القصر وطرازه، وفيه نزل السلطان وحيد الدين محمد السادس احد سلاطين ال عثمان وذلك بعد خلعه من سدة الخلافة. وفي العهد السعودي الزاهر، وعندما قيض الله فتح الحجاز للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، كان يسكنه خلال الصيف مع اسرته وحاشيته حتى تم الانتهاء من قصره العامر في منطقة جبرة شمال شرقي الطائف في عام 1358هجريا، كما شهد القصر حدثا تاريخيا عندما استقبل الملك المؤسس ابنه الملك سعود يرحمهما الله بعد عودته مظفرا من إحدى المعارك الحربية، وأجريت له مراسم الاستقبال على بوابة القصر في العام 1355هجري، ثم مر القصر بعد ذلك بمراحل عديدة كان أولها اختياره مقرا لوزارة الدفاع والطيران. فبعد وفاة الامير منصور بن عبدالعزيز رحمه الله وزير الدفاع تولى صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة حاليا شئون وزارة الدفاع انذاك والذي تقرر في عهده نقل وزارة الدفاع من مقرها القديم في بيت الشيخ عبدالله السميري الى قصر شبرا، وبحلول عام 1372هجري اصبح القصر عامرا بالحركة والنشاط كمقر جديد لوزارة الدفاع، واستمر القصر كذلك حتى عام 1376هـ، حيث انتقلت آخر ادارات وزارة الدفاع والطيران الى الرياض. ومع مطلع الثمانينات من القرن الرابع عشر الهجري شهد القصر تحولا في كيانه ونشاطاته التي شهدها في العقود السابقة، حيث تحول الى مقر لمجلس الوزراء قبل وبعد مبايعة الملك فيصل رحمه الله ملكا للبلاد، حيث اتخذه مقرا صيفيا دائما لمكتبه ولرئاسة مجلس الوزراء، واستمر القصر كذلك حتى توفي رحمه الله عام 1395هجري، وأصبح مقرا صيفيا لمكتب صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز عندما كان نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام حتى عام 1402هـ، حيث انتقل مكتب سموه الى مقره الجديد وظل مغلقا حتى عام 1407هـ حتى امر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بتسليم القصر الى وزارة المعارف آنذاك لتحويله الى متحف، ثم أعيد ترميمه عام 1418هـ على نفقة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، واستمرت عمليات الترميم 20 شهرا، وقد أضيف إلى القصر حاليا الكثير من التحف والمخطوطات والصور النادرة ويحظى باقبال كثير من الزوار على مدار العام.