[مخبر سري]

تثمين في الكونجرس للتجربة السعودية في إعادة تأهيل المعتقلين بتهم الانحراف
البنتاجون: المملكة شريك رئيسي يعتمد عليه في مكافحة الإرهاب
وزارة العدل الأمريكية: التطبيقات السعودية عملية بامتياز

عبد الله العريفج، واس - الرياض ـ واشنطن، إبراهيم العلوي ـ جدة

شهادة دولية جديدة للبرنامج السعودي لإعادة تأهيل معتقلي غوانتانامو جاءت وفق شهود من وزارتي الدفاع والعدل الأمريكيتين في جلسة استماع في الكونجرس. اعتبر الشهود البرنامج السعودي من أفضل البرامج عالميا ووصفوه بالممتاز، متطلعين لأن تتمكن دول أخرى من الاستفادة من تطبيقاته أي استنساخه. وتعقيبا على هذه الشهادة الجديدة لبرنامج إعادة التأهيل السعودي أكد لـ«عكاظ» المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي على أن المملكة تواصل جهودها لاستعادة جميع الموقوفين السعوديين في العالم بما فيهم الـ10 المتبقين في سجون جزيرة جوانتانامو، موضحا أن مناصحة الموقوفين تشمل العائدين من جوانتانامو وباقي دول العالم التي تورط مواطنون سعوديون فيها. وبين التركي أن برنامج التأهيل ينقسم إلى فرعين، الأول مناصحة للموقوفين تحت التحقيق قبل أن يحاكموا، والثاني يعنى برعاية الموقوفين بعد قضاء المحكومية في مساكن خاصة، إذ تتاح فرص الزيارة وقضاء يوم كامل مع الموقوف، مشيرا إلى أن البرنامج يشمل التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع.
مطالبات دولية
وعلق مراقبون أمنيون على الشهادة الأمريكية بأنها نجاح للمملكة في وضع منهجية واضحة بالمضي في خطين متوازيين فكريا وميدانيا لتطهير البلاد من الفكر المتطرف والتكفيري.
ويرى المراقبون أن انتكاسة بعض العائدين من جوانتانامو الذين التحقوا بتنظيم القاعدة في اليمن، لم تؤثر على البرنامج السعودي، بالاستناد إلى أن نسبة المنتكسين قياسا بعدد الذي جرى تأهيلهم ودمجوا في المجتمع، تعطي مؤشر نجاح مرتفعا للبرنامج، ما يعزز إضافة إلى الشهادة الأمريكية، مطالبات منظمات دولية باستنساخ البرنامج السعودي.
من جهته، أفاد الدكتور الشيخ محمد النجيمي رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية وعضو لجنة المناصحة في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أن الشهادة الأمريكية تأتي متوافقة مع ما حققته جهود السعودية في محاربة الفكر الضال بالفكر، وفق ما أكده سمو الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية بأن الفكر لا يقارع إلا بالفكر، وهو ما تنطلق لتحقيقه لجنة المصالحة.

إنجازات المناصحة
وقال إن لجنة المناصحة السعودية حققت خلال الأعوام الماضية العديد من الإشادات بما تقدمه من جهود في معالجة الفكر الضال، حيث ثمن مجلس الأمن الدولي عام 2007 الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين داعيا إلى تعميمها عالميا والاستفادة منها. وجاءت الإشادة الثانية من وزير الدفاع الأمريكي ربروت جيتس والذي زار المملكة منذ أشهر واطلع على جهود اللجنة وأشاد بما شاهده من جهود.. كما أشادت كثير من المنظمات بهذه الجهود والتي نجحت في إعادة الكثير من أبنائنا إلى دائرة الصواب.
واعتبر النجيمي شهادة الكونجرس الأمريكي إضافة للجنة وجهودها.. فالمملكة دولة جادة ومخلصة في معالجة الفكر الخاطئ ويتضح ذلك من ما يقدم لأصحاب هذا الفكر، وهذه الإشادات تكلل هذه الجهود..

جلسة الكونجرس
جاءت الشهادة الأمريكية الجديدة من المدعي العام في وزارة الدفاع الأمريكية جيه جونسون، ومساعد وزير العدل الأمريكي في إدارة شؤون الأمن القومي في الوزارة ديفيد كريس، والقاضي العام في البحرية الأمريكية الأدميرال بروس مكدونالد، وذلك في تعليق على تصريح للسيناتور كاي هاجان عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ خلال الجلسة التي ترأسها السيناتور كارل ليفين لمناقشة الأمور القانونية المتعلقة باللجان العسكرية لمحاكمة معتقلي قاعدة جوانتانامو والإجراءات القانونية لمحاكمة المعتقلين بتهم تتعلق بمخالفة قوانين الحرب.
وطالب السيناتور هاجان وزارتي العدل والدفاع خلال الجلسة بالعمل مع دول في الشرق الأوسط لديها سجل مثبت لنجاح برامجها لإعادة تأهيل المعتقلين مثل المملكة العربية السعودية لقبول نقل بعض المعتقلين إليها وإخضاعهم لبرامجها، لافتا إلى «أنه وفقا لمكتب وزير الدفاع الأمريكي فإن المملكة تظل واحدة من أكثر الدول التي يمكن الاعتماد عليها كشريك في عمليات مكافحة الإرهاب». وتابع: أن المملكة لديها برنامج مؤسساتي فعلي لإعادة التأهيل تم تطويره من قبل وزارة الداخلية لإعادة تأهيل المعتقلين السابقين وإعدادهم للانخراط في المجتمع. وعلق الشهود على كلام هاجان «بأنهم يتفقون مع كل ما جاء فيه».

ممتاز للغاية
وأكد المدعي العام في وزارة الدفاع الأمريكية جيه جونسون أن الكثيرين لا يتفهمون أن قبول الكثير من الدول لمعتقليها واستقبالهم ليس سهلا، بل يتطلب أن تتوافر لدى تلك الدول برامج ومنشآت لاستقبالهم وإعادة تأهيلهم ومراقبتهم بحيث لا يكون من السهل على المعتقلين العودة لنشاطهم بمجرد إطلاق سراحهم.
وتابع جونسون: لذلك على الولايات المتحدة تشجيع برامج إعادة التأهيل مثل الذي تطبقه المملكة وهو برنامج تركز عليه الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوة.
من جهته، وصف مساعد وزير العدل الأمريكي لشؤون الأمن القومي ديفيد كريس البرنامج السعودي بأنه ممتاز للغاية. وقال إن على الولايات المتحدة الأمريكية عند تسليمها المعتقلين إلى دول أجنبية أن يكون بشروط تحقق أمنها.
وفي السياق ذاته، اتفق القاضي العام في البحرية الأمريكية الأدميرال بروس مكدونالد مع بقية الشهود فيما أقروه بشأن برنامج المملكة، موضحا أن ما يهمه وزملاءه في القوات المسلحة الأمريكية ألا يعود أولئك المعتقلون لنشاطهم ضدها.