عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقالات التربوية الاحد19/7

المدينة : ( السبت 18-07-1430هـ العدد : 16880
مَن الذي أفقد المعلم هيبته.. ومَن سيعيدها إليه؟
أحمد خضران العُمري - خميس مشيط
التعدّي بالضرب أو الشتم على المعلّمين أصبح أمرًا عاديًّا يتكرر كل عام، وخاصة في نهاية العام الدراسي، وفي موسم الاختبارات تحديدًا، وقد نشرت بعض الصحف صورًا لمعلّمين تعرضوا لحالات ضرب من طلابهم نتيجة لخلافات حدثت بين الطرفين أثناء تأدية الاختبارات في المدارس. ومن هذه الحوادث ما تعرض له أحد المعلمين من ضرب على أيدي ثلاثة طلاب، وذلك لسحبه ورقة الإجابة من أحدهم لقيامه بالغش في الاختبار ليتلقى المعلم تهديدًا من الطالب وبصقا في وجهه، ومن ثم ملاحقته وهو متجه إلى منزله وإنزاله من سيارته وإيساعه ضربًا نقل على أثره إلى المستشفى. وحالة أخرى لمعلّم آخر نشرت صورته وهو مضرج بدمائه نتيجة لتعرّضه لهجوم شرس من بعض الطلاب لم تعجبهم طريقة تعامل المعلّم معهم.ما يحدث هنا يجب أن لا يمر مرور الكرام، وما تعرّض له هؤلاء المعلّمون وغيرهم ممّن لم تنشر صور لهم أو تعلن الحوادث التي تعرّضوا لها يجب أن لا يعامل على أنه حالات فردية تتم معالجتها في حينها وينتهي الأمر، بل يجب أن يأخذ بُعدًا آخر، فتعامل الطالب مع معلّمه بهذا الشكل، ومبدأ التعدّي على المعلم بهذا الأسلوب يعتبر فعلاً شاذًّا يحتاج إلى دراسة، ووضع حلول ناجعة.واعتقد هنا أن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذا الفعل ضعف العقوبات الرادعة لمن يقوم بهذا العمل. وكذلك عدم إعطاء المعلم مكانته وهيبته وقيمته سواء في مدرسته أو في مجتمعه. فقد أصبح المعلم الآن يقف في آخر الطابور في سلم الوظائف عند الحديث عن تقدير المجتمع، وعند الحديث عن الاحترام وإعطاء المكانة المستحقة. ولو أننا عدنا للوراء لعقدين أو ثلاثة -ولا أزيد عن ذلك- لتذكرنا جيدًا ما كان عليه المعلم من دور كبير في بناء المجتمع، ولتذكرنا تمامًا المكانة التي كان يحظى بها المعلّم بشكل خاص ومهنة التعليم بشكل عام، وكذلك طريقة التعامل التي كانت تبنى على الاحترام والتقدير والاعتراف بالجميل.أعود هنا للحادثتين اللتين عرضتهما في بداية المقال، وأتساءل: ماذا حدث بعد ذلك؟ فقد رأينا صور المعلّمين وهم في حالة مزرية!! ويا ترى ما هي العقوبات التي تم تطبيقها على الطلاب المعتدين من قِبل وزارة التربية؟ قد يقول قائل إن مثل هذه القضايا تتحوّل إلى جهة أخرى لحدوثها خارج المدرسة، وأنها أصبحت قضية جنائية. وأقول له هذا صحيح، ولكن ما هي الإجراءات التي سوف تتخذها وزارة التربية للحد من هذه الممارسات؟ ومتى يفهم الطالب أن المعلم يقوم بدوره المطلوب منه عندما يتخذ معه إجراءً نتيجة لقيامه بعمل مخالف سواء غشًّا، أو ممارسة أخرى؟كما أنني أرى أنه يجب الإعلان عن العقوبات التي استحقها هؤلاء الطلاب، وأن يتم نشر صورهم أيضًا مثلما نشرت صور المعلمين حتى يرتدعوا ويرتدع غيرهم في المستقبل.وأما إذا أردنا الحديث عن استعادة هيبة المعلم في مدارسنا وفي المجتمع، فلن أطالب بعودة الضرب إلى المدارس، ولكني أطالب بأن تقف وزارة التربية مع معلميها وقفة صادقة، وأن تمنحهم المكانة التي يستحقونها من خلال رفع مستوى التدريب والتأهيل من ناحية، ومن خلال منحهم المميزات والمطالب التي ينادون بها من ناحية أخرى. وكذلك وضع قواعد صارمة للتعامل مع السلوكيات الشاذة من الطلاب تجاه معلميهم، فكما أن هناك قرارات وقواعد تنظم تعامل المعلّم مع طلابه وتفرض عليه القيود وأساليب التعامل، فلابد من وجود قواعد وقرارات تقف بجانب المعلم وتعطيه المساحة التي تساعده على استعادة هيبته وقيمته بين طلابه وفي مجتمعه الذي ينتمي إليه.إن المعلم حجر أساس في العملية التعليمية، وعليه يقع الدور الأكبر في تربية وتعليم أبناء المجتمع، ومن خلاله يتم رسم وتنفيذ سياسات التعليم، فلنعطه حقه، ولنُعد إليه هيبته ووقاره، ولنساعده على حمل أمانة التعليم بكل اقتدار.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس