عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-16-2009
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي دماء على ثوب التعليم

دماء على ثوب التعليم دماء على ثوب التعليم دماء على ثوب التعليم دماء على ثوب التعليم دماء على ثوب التعليم


الوطن:الخميس 23 رجب 1430 ـ العدد 3212
عبدالله السفر


صورة المعلم المطروح في المستشفى وثوبه الملطّخ بالدماء الغزيرة ،إثر الاعتداء عليه، خارج مدرسته الثانوية بالدمام، من قبل مجموعة من الفتيان والشباب، بقدر ما هي مؤلمة وتبعث على الحزن وتحرّك مشاعر الاشمئزاز من سلوك مرتكبي الجناية.. بقدر ما تفتح ملف العنف الذي أخذت أوراقه تتكدّس حادثا بعد آخر؛ منه ما يتوجّه، باستعراض يتوشّح مرة رداءَ الأقران المزركش بنداء المناصرة والولاء ومرة رداءَ ذوي القربى المرصّع بنجوم القبيلة، إلى الزملاء في المدرسة أو إلى المعلمين باعتداء سافر يزلزل ما استقرّ في ذهن المجتمع عن الاحترام والتوقير والتقدير لدور المعلم ولشخصيته. هذا الخروج بما فيه من تهوّر وصلافة تزكّيهما حداثة السن المشبوبة بالانفعال الهائج كريح عاتية تثور متبرّمة، تريد الانقضاض وتفريغ شحنتها تأكيدا لـ "رجولة" لا تبلغ نصابها إلا بالتمرّد وتحطيم من تزيّن له نفسه خدش هيئةٍ ممتلئة بالاعتداد حدّ العنجهية التي تفرز الناس إلى لون ومنطقة ومذهب وقبيلة؛ تصنّف فتلغي برعونة وعدم اتّزان بالقواعد الأخلاقية والاعتبارات الاجتماعية، والأعراف السائدة المنظِّمة لشؤون التعامل بين الأفراد؛ تحفظ قيمة الإنسان فلا يُهان ولا يُنتقص من كرامته تحت أية ذريعة تسوِّغ الهجوم الدموي والحطّّّ من أقدار الآخرين وجعلهم فرجة، وخبراً عن وقاحة؛ ولا مبالاة؛ وعدم اكتراث ينبئ بالتمدد والانتشار مادام مخزون قصص الاعتداء على المعلمين في وفرة تثقل شعبة القضايا بإدارات التربية والتعليم.لا نستغرب ولا نسخر من المشرف التربوي في الطائف عندما عبّر عن خشيته أثناء الاختبارات من ارتداء الطلاب للعقال ؛ سلاح اليد الناقصة المتهورة في مسلسل العنف ضد المعلمين الذي لم ينفع معه بيان ولا تحذير "من المساس بالمعلمين أو الاعتداء عليهم". ويبقى أن تتحرّك الإدارة القانونيةّ في كل منطقة ومحافظة تعليمية لمتابعة إنصاف المعتدَى عليهم، فقد تعوّدنا على حب الخشوم وطلبات التنازل ومسحها في الكبار. إن تحقيق الجانب القانوني جزء من علاج العنف في مدارسنا، وتظل هناك جوانب أخرى في المدرسة والمنزل لها دورها الأساسي والذي مع إحسان تنفيذه لن نصل إلى نافورة الدم من السكاكين النافذة وطلقات الرصاص الغادرة.
رد مع اقتباس